• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من يقتل إبليس؟ .
                          • الكاتب : شاكر نوري الربيعي .

من يقتل إبليس؟

إبليس هو كبير الشياطين حسب ما تعتقده الديانة الإسلامية، كان أسمه قبل عصيانه (عزازيل) وهو  من الجن عبد الله في الأرض عبادة ظاهرية ، نال فيها مرتبة رفعته مراتب أعلى، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم إحدى عشر مرة لكنه عصى الأمر الإلهي الذي أراد الباري فيه إختبار طاعاتهم وكشف حقائقهم بإمتناعه عن السجود لآدم (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) سورة الكهف، الآية 50. و أصبح منذ عصيانه الأمر الإلهي بالسجود لآدم (ع) مصدر الشر والخطايا لآدم وذريته ,وأصبح  أي كفر أو انحراف أو عصيان في البشرية منسوباً إليه و إبليس أو الشيطان من أعداء الإنسان مع العدوين الأخرين الهوى والنفس الأمارة بالسوء .
( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) سورة فاطر: 6، والبحث شيق وعميق ولا تستطيع هذه الصفحات أن تلم به إلمامة تامة وكافية لكن في هذه السطور أريد أن أطرح بعض التساؤلات و الإجابة عنها بمستوى ما ,وتترك المستويات الأخرى لذوي الاختصاص أو لظرف آخر متى ما يحصل التوفيق الإلهي  بطرحه
والتساؤل الأول هنا هو هل يموت  إبليس؟
واذا كان ولابد من موته فمتى يحدث ذلك وكيف يكون موته؟
وهل يموت قتلا؟ أم يموت بأمر الله دون قتل? 
ومن يقتله إذا كان موته قتلا?
وهل يرتكب الانسان الذنوب إذا مات إبليس أم لا؟
و للإجابة على ذلك توجد أطروحتان أطروحة واقعية مستفادة من النصوص الواردة وأطروحة رمزية نحاول أن نطرحهما على شكل نقاط وكلها مستفادة و مستوحات من آراء العلماء العارفين وبتصرف 
النقطة الاولى:
إن إبليس قد طلب من الله جلت قدره أن يبقيه حيا ًالى يوم يبعثون والنص القرآني في ذلك واضح وصريح (قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) غير إن الله تبارك وتعالى أجابه لشيء (قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ) ولم يجبه لآخر فقد أنظره ولكن ليس الى يوم البعث بل الى يوم الوقت المعلوم .
النقطة الثانية :
إن إبليس قد وعد بإغواء الناس أجمعين إلا عباد الله المخلصين .
النقطة الثالثة:
إن الله قرر إن عباده المخلصين ليس لإبليس عليهم من سيطرة ولا سلطان (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) الحجر – الآية42
النقطة الرابعة :
إن يوم الوقت المعلوم فيه رأيان الأول إنه يوم موت إبليس نفسه  والرأي الثاني إنه يوم ظهور الإمام المهدي عليه السلام 
النقطة الخامسة: 
إنه قد وردت روايات عديدة تشير على إن إبليس يقتل ولكن إختلفت تلك الروايات في من يقتله وكيفية قتله .
فقد وردت عندنا روايات تشير إلى أن إبليس يقتل على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في يوم الوقت المعلوم الذي أُنظِرَ إليه وورد إن الامام المهدي هو الذي يقتله .
فعن وهب بن جميع مولى إسحق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول إبليس: رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم؟ قال له وهب: جعلت فداك أي يوم هو ؟ قال: يا وهب أتحسب أنه يوم يبعث الله فيه الناس ؟ إن الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا ، فإذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة ، وجاء إبليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول: يا ويله من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلك اليوم هو الوقت المعلوم)
النقطة السادسة: 
لا دلالة على بقاء الشيطان إلى يوم القيامة كما يفهم البعض من الآية المباركة وهي قوله تعالى: " قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي ، لئن أخرتن إلى يوم القيامة ’لأحتنكن ذريته إلا قليلاً " وإنما كان هذا توقع الشيطان نفسه بالبقاء إلى يوم القيامة ،وهو توقع لم يكن يلق قبولاً من قبل الله عز وجلا إذ قال تعالى " إلى يوم الوقت المعلوم. 
الأمر الثاني : إن الشيطان يقول : لئن أخرتني إلى يوم القيامة ، لا أنك ستؤخرني فعلاً. 
النقطة السابعة: 
إن الشيطان مادام موجوداً في الواقع، فإنه متسلط على البشرية ،ولا يعقل إنفكاكه عن ذلك إلا بموته فالخلاص منه بقتله الحقيقي فقط أو الرمزي لابد منه حتى يسود الصلاح والعدل الكامل ربوع البشرية وقتله هو الخطوة الأولى لصلاح المجتمع الإنساني.
النقطة الثامنة:
وهي النقطة الأخيرة والأكثر أهمية وفيها نشير الى الرؤية الرمزية في مقتل إبليس لعنه الله كما رآها السيد الشهيد الصدر قدس سره في موسوعة الإمام المهدي عليه السلام إذ يقول:
(وهي أن نفهم من مقتل إبليس مقتله في نفوس البشر ، بحيث أنه مهما كان في ذاته – لا يبقى له أي اثر أو وجود عملي على سلوك البشر إطلاقاً ،وذلك حين تجتث الدولة الإسلامية العالمية العادلة، عناصر السوء والفساد من الأرض وتبدلها إلى جو الخير والصلاح ، في نفوس وعقول الأفراد أجمعين فحينئذ لا يبقى لوجود إبليس أية قيمة من الناحية العملية ،وأما بقاؤه حياً في عالمه أو موته هناك، فهذا غير مهم بالنسبة إلينا. وحيث كان وجود الخير والصلاح في البشرية كلها ناتجاً من جهود الإمام المهدي (ع) وتعاليمه وقوانينه ، كان نسبة مقتل إبليس إليه أمراً صحيحاً )وإنما كان مقتله في مسجد الكوفة على ما نطق به الخبر- لأن هذا المسجد بصفته أحد المراكز المهمة في العاصمة العالمية الكوفة ، سيكون هو منطلق تعاليم المهدي (ع) ونشر هدايته على العالم ، ومن الواضح عندئذ كيف يتأسف الشيطان لذلك ويجزع .كما سمعنا من الخبر – ويكون مقتولاً في النفوس بسيف المهدي (ع) وسلاحه المعنوي).



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63300
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20