• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جريدة الدستور..أمام إمتحان الإستقلالية وإثبات الوجود!! .
                          • الكاتب : حامد شهاب .

جريدة الدستور..أمام إمتحان الإستقلالية وإثبات الوجود!!

 منذ أن شقت جريدة الدستور طريقها عام 2005 وسط الاعلام الحر الجديد ، وهي تحث الخطى لأن تبقى صحيفة (مستقلة) بعيدا عن تأثيرات أية أحزاب او حركات سياسية بزغت في العراق بعد عام 2003!!
وقد أثبتت صدقية توجه تلك الجريدة نحو ( الاستقلالية ) طوال مسيرتها الصحفية، حتى وصلت في سنوات خلت الى قمم المجد، بأن أعتبرت في عداد صحف الصدارة في العراق ، وبخاصة في عامي 2007 – 2008، الذي يعد العصر الذهبي لهذه الصحيفة، وساومها سياسيون كثيرون لشراء أسهمها لكن رئيس التحرير رفض كل الاغراءات التي قدمت له من جهات مختلفة لتكون ناطقة بإسمها!!
وفي ذكرى انطلاقتها الجديدة، وبعد إن أضاءت جريدة الدستور عشر شموع من عمرها المجيد ، على طريق الكلمة الحرة المستقلة،تجد الدستور انها الان، وبعد الأزمة المالية التي عصفت بالبلد، انها أمام امتحان خطير يستهدف وجودها كمؤسسة مستقلة، حالها حال الصحف الأخرى التي سارت على نفس الطريق، كاد ان يوصلها الى مراحل الإغلاق!!
كان العهد الذهبي لجريدة الدستور في سنوات 2006 و 2010 ، يوم اختارت في أقسام التحرير خيرة العاملين في الحقل الصحفي والإعلامي ومن ذوي المهنية والخبرة الصحفية العالية ، فأضاءوا طريقها الى أعالي المجد، حتى اوصلوها الى صدارة الصحف العراقية التي يشار اليها بالبنان، ولكن ما ان تم تسريح العديد منهم مابين عامي 2008 -2010 حتى بدأت الجريدة تسير في إتجاه آخر، لم يكن كما كان عليه الحال من قبل!!
كان تبرير القائمين على الجريدة انذاك هو قلة موارد الاعلان التي تردها، وعجزها عن تعيين الكفاءات المهنية المقتدرة، لان هؤلاء كانوا يطالبون برواتب ( مغرية ) ، ووجدت في تقليص كوادرها طوال السنين الاخيرة ( محاولة ) لانتشال الجريدة من ظرفها المالي الصعب، حسبما يشير القائمون على ادارتها!!
حتى كاتب هذه السطور لم يستلم دينارا واحدا من الجريدة منذ سبع سنوات، بالرغم من انه يكتب ثلاث مقالات في الاسبوع (أحد وثلاثاء وخميس ) وبقي يواصل التزامه معها، كل هذه السنوات دون ان يستلم قيراطا واحدا، بل انه لم يستلم أي دينار واحد من كل الصحف العراقية والمواقع الاخبارية التي تجاوزت مابين 4- 5 مواقع وصحف عراقية وعربية، يكتب فيها بلا مقابل!!
واكراما من جريدة الدستور لموقفي هذا كل هذه السنوات التي وقفت معها في محنتها، فقد اتخذت قرارا دون ان ادري مسوغاته، بأن ( تخلت ) عن نشر مقالاتي،هذه الايام ، لأن ( أحدهم ) ربما لم تعجبه مضامين مقالاتي الداعية الى عدم انغماس الصحفي او المثقف في لعبة الطائفية والانجرار وراء نيرانها المحرقة، ولأني بقيت أدعو بإستمرار الى ان يرتقي الصحفي فوق جراحات البلد، ليضمد تلك الجراحات بدل ان ( يفتق ) جروحا غائرة أخرى في الجسد العراقي ليزداد الوضع انفجارا، وحسب ( البعض) ان ولوج عالم الطائفية قد يكسبهم رصيدا في الوسط الصحفي وان نغمة ( الطائفية) انتعشت هذه الايام، ووجدت سوقا رائجة لها ، للأسف الشديد، وربما ( سوّق ) البعض مشاكلهم من خلال تلك الجريدة للحصول على مكاسب وظيفية!!
لم أتوقف طوال تلك السنوات الى الارتقاء بالجمهور العراقي الى حيث المكانة التي يتمناها، وان أرفع من مستواه الثقافي والعلمي والبحثي لأضعه في المرتبة التي يستحق، بل اني وجهت ( انتقادات ) حتى لبعض الخطوات التي اتخذها السيد رئيس تحرير الجريدة عند تعامله مع زملاء المهنة ومع الكوادر التي عملت في الجريدة وتم التخلي عنها مرارا، ونشر الرجل كل ما كتبت دون ان يحذف منها سطرا واحدا، لأن الرجل يدرك حرصي على (أخلاقيات) مهنة الصحافة ، وأني احرص على جريدة الدستور حرصي على مستقبل الصحافة وسمعتها، ولم أقصد من النقد تقليل شأن الآخرين أو الحط من قدر البعض، ولهذا كانت كل مضامين كتاباتي ان يغلب عليها انها عراقية الهوى والقلب والضمير صافية رقراقة،تريد المحافظة على وحدة العراق وسيادته من الإمتهان!!
ولا يسعني في هذه الايام التي تعيش فيها جريدة الدستور، ذكرى احتفالها بإيقاد شمعتها الحادية عشرة، بعد ن ودعت عشر سنوات من عمرها الصحفي، الا ان أشارك هذه الجريدة بمقال يشيد بأمجاد تلك الصحيفة يوم كانت علما بارزا في سماء الصحافة ونتمنى ان تبقى هكذا برغم ظروف المحنة التي ألمت بها ، لأن تلك الجريدة كانت بالنسبة لي الاكثر حضورا في الكتابة الصحفية وهي من اعطيتها عصارة عمري، وبقيت اواصل الكتابة معها لسبع سنين بلا مقابل!!
 
إن احدى (المطبات ) التي واجهت جريدة الدستور انها لم تحسن التعامل مع ( مهنة الاعلان ) الذي هو مورد الجريدة الأساس، وفي كل دول العالم يكون مدير الاعلان موازيا من حيث المكانة لرئيس التحرير، وهو يحتل صدارة الاهتمام، ولأن عمل الجريدة الاعلاني بقي ضمن أطره الكلاسيكية ، ولم يعر له رئيس التحرير الاهتمام المطلوب ، ولم تتحول ( موارد الاعلان ) الى ( مكتب مهني ) ولم يتعلم من اصول الاعلان وفنونه الحديثة، وسبل البحث عن ( بدائل ) و ( تعظيم موارد الجريدة الاعلانية) هو من عرض تلك الصحيفة المستقلة لكل تلك (المصاعب المالية) التي هي عليها الان!!
تحية مني لكل العاملين ممن بقي منهم ( على قيد الحياة ) يواصل المسيرة الصعبة بسبب الظروف المالية التي عاشتها الجريدة، وكان الله في عونهم على تحمل قلة الرواتب وانقطاعها عن البعض منهم لأشهر، وامنياتي ان تتجاوز جريدة الدستور تلك العقبة المؤقتة، لتبقى ساريتها مرفوعة أبدا، ولتقارع كل صعوبات المرحلة الحرجة، ولتتذكر ان عهدها الذهبي الذي عاشته في سنوات سابقة يملي عليها ان تحافظ على منزلتها، إذ ان رصيدها المالي الضخم في سنوات خلت يشفع لها بأن تحافظ على تلك المكانة ، وان تتذكر مكانة كل الزملاء والكوكبة التي أدارت عملها لسنوات وأوصلتها الى هذه المكانة الرصينة عن جدارة، وان لايكون (الانكار) و(التجافي ) ونسيان ( فضل الآخرين ) هو الطابع الذي سارت عليه في السنوات الاخيرة،إن أرادت الحفاظ على مكانتها في الصدارة، وكل عام والعاملين في أقسام الجريدة من محررين وفنيين ومندوبين وادارة تحرير رشيدة كل محبة وتقدير!!
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63404
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20