• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : امةٌ علمائها شهدائها لا يمكن أن تموت .
                          • الكاتب : احمد محمود شنان .

امةٌ علمائها شهدائها لا يمكن أن تموت

امةٌ تبقى زاخرة بأفذاذها من العلماء والأدباء والشعراء والشهداء
امةٌ معطاء على مر التأريخ أنجبت ولا زالت تنجب النجباء
امةٌ صنعت تأريخها بالثورات ومقارعة الظلم وتقديم الدماء
امةٌ ما انفك أبنائها  يترجمون  حبهم لوطنهم وأي وطن انه بلد الأنبياء والأولياء
بقصائد شعر وملاحم  تضحية وصولات حق ومبدأ وعقيدة إباء
لا يمكن لها أن تموت ويرقد أبنائها في سبات
لا يمكن لها أبداً أن تتلاشى وفيها مثل هؤلاء الأباة
نعم ومن بينهم من مرت  شهادته بالأمس ولا زالت نعيشها اليوم وسنجددها في الغد انه الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف).
بعيد انقضاءه من صلاته في محراب جده خرج مودعاً أحبابه ليلتقي بحبيبه الأغلى ومحبيه الأوفياء من أجداده وإبائه الشهداء .
ذهب شهيداً مع كوكبة من المؤمنين عند أعتاب الأمير عليه السلام في أول يوم من شهر رجب الاصب حيث امتدت اليد ألاثمة ولم ترع في ذلك من حرمة لا لسيد الوصيين ولا لصلاة  ولا لليوم الجمعة ولا لشهر الحرام ولا لدماء الأبرياء.
امتدت الأيادي ألاثمة المجرمة ظناً منها أن توأد الفجر الصادق الذي اسمه العراق الجديد الذي طوى حقب الظلام الدامس وأنهى تسلط الطغمة الفاسدة والمفسدة والعصابة المجرمة التي أوغلت بدماء أبناء هذا البلد فاعدلت بينهم في تقسيم الظلم وأبدعت في التسويق للترويع والتخويف وأتقنت ملاحقة من أعلنوا رفضهم ومقارعتهم لفكرهم الممسوخ ومعتقدهم الفاسد.
وبع تقاطر الأيام وتداولها شاء الله أن يسقط الظالم وعلى يد الظالم وهذا ما كان يؤكده صاحب الذكرى حيث لا زالت كلماته ترن في مسمعي وتوقظ ضمير النائمين وهي تردد"أنا قلت لهم(يقصد المحتلين) إنكم لم تسقطوا صدام بل الله الذي أسقطه بتسليطكم عليه " بهذه الكلمات التي تعبر عن موقف إيماني وعقائدي راسخ خلع وان لم يثبت ديناً وفضلاً بقيّ يكبل رقاب الكثير ممن يسمون أنفسهم السياسيون من الذين وللأسف لم يكن همهم لا الوطن ولا أبنائه الذي بقيّ يئن من وطأة الاحتلال والته الحربية الغاشمة التي أتت على الأخضر واليابس وأهلك الحرث والنسل.
يبقى الشهيد الحكيم رضوان الله تعالى عليه أنموذجاً إيمانياً على الجميع الاقتداء به فهو كجده السبط عليه السلام لم يؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ومضى شهيداً محتسباً صائماً وفي قلبه حرقةٌ على بلدٍ قد أنهكه تجبر البعث المجرم وتولته من بعد الطغمة الفاسدة حفنةٌ من المحتلين المختليين وكذلك المتآمرين فمتى نريحه وهو في محرابه الأبدي....؟
اجتمع المحبون له في قاعة النجف الكبرى وهم يرتلون الحزن ويرددون المراثي ويقرءون الفاتحة إلى روحه الطاهرة وأرواح الشهداء من أبناء هذا البلد تلاها قراءة للقران بصوت المقرئ الشيخ جاسم ألنجفي بعدها على صوت القصيد ونبرة الرثاء لشاعران أولها الدكتور فاروق ألحبوبي الذي كان لصوته صولةٌ وهو يحاول أن يجسد ذلك الرجل العظيم بكلماته الرائعة والمعبرة وما لبث أن اعتلى الشاعر أبو خديجة العكيلي الذي اختنق مراراً وتكراراً بعبراته وهو يزفر آلامه ويبث أحزانه بشعره الذي تفاعلت معه مشاعر المعزيين وعيونهم الندية و قلوبهم الموجوعة .
بقية السيف من أسرة آل الحكيم آل العلم والشهادة السيد حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد عمار الحكيم ألقى كلمةُ بهذه المناسبة الأليمة تناول فيها الأبعاد الإنسانية والاجتماعية والجهادية والعلمية للشهيد وما كان همه في أن يزاوج بين مأساة الأمس ومعانات اليوم عندما وجه بوصلة حديثه إلى ما يعيشه البلد ،وهو ما يعكس ثمرة تلك الدماء التي ستصنع التأريخ وستنهض بالبلد وتقض مضجع الظالمين والمجرمين القتلة فتجري الأمل في عروق الأمة لتترجم تلك الدماء إلى تقدم وتطور وبناء.
الحكيم الذي أبدا تعاطفه مع المعزيين الذين من بينهم وزراء وأعضاء في البرلمان ومسؤولين محليين ومدراء ورؤساء دوائر ومؤسسات دعا إلى شراكة وطنية أرادها أن تكون مع الأقوياء والأكفاء معتبراً مشاركة الجميع لا تعني شراكة وطنية وقد أراد أن يقدم تعريفاً ومصداقاً للشراكة التي تعني مساهمة جميع المكونات.
الحكيم دعا إلى ترشيق الحكومة من ثلاثة وأربعون وزارة إلى عشرون وزارة فاعلة تنهض بالقيام بواجباتها ومهامها على أتم وجه.
 كما طالب الحكيم المسؤولون بأن يكاشفوا الجماهير وان لا يخفوا أمراً عنها حتى يكونوا على بينة من أمرهم ومستوعبين للحدث ولا يعيشوا بعيداً عما يجري في دهاليز السياسة.
الحكيم علق النجاح و الخروج من الأزمات والمصاعب متوقف على الرجوع إلى المبادئ التي طرحها الفقيد رحمه الله والسيد عبد العزيز الحكيم التي تتلخص بتعزيز دور المجتمع والتأكيد على مبدأ الشراكة الحقيقية التي من شأنها النهوض بهذا البلد العزيز.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6347
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28