• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : النطق بكلمة الثورة تفصل تلميذا مصريا في الكويت .
                          • الكاتب : عزيز الحافظ .

النطق بكلمة الثورة تفصل تلميذا مصريا في الكويت

لاشيء غريب في حياتنا العربية أبدا.. تحتار هل تنتقي الحديث عما يسّرك ويبهجك أو يتركك مهموما مغموما فلم تكن في مساحة الأحداث سوى بهجة نادرة نزرة وأحزان كالشمس في سطوعها الصيفي بالخليج العربي! اليوم حصل شيء غريب التصديق في حياة الطفولة العربية التي يحتار الآباء أي اتجاه مستقبلي يرسمون لأولادهم؟ الاتجاه الديني ؟ أم الرياضي ؟ أم القبول بسلوكيات في الألعاب الالكترونية تحرّضه على العنفية؟ أم اتجاهات فنية؟ ام الانتباه لشطط فكري ما أم التخوف من المخدرات وهكذا.. ولكن الطفل دائما يلتقط ما يدور حوله ويتابع بحسه البريء ما لا يصدقه الآباء حتى لو وجدوه تافها فمن المستحيل على أي مصري مثلا طفلا كهلا شابا أن لا يعي الزلزال الذي قصم ظهر الحقبة المباركية بغير توقع وتنبؤ وهم يرون حركة الشباب وغيرهم في ميدان التحرير والنتيجة التي لم يرسمها في الخيال اي مصري بزوال نظام حسني مبارك وذوبان التوريث فكيف لايرتسم ذاك مسمى الثورة في بؤبؤ عين الطفل العربي وذاكرته وهو يرى بأم عينه مسيرة الخلود في بلده؟
القصة بتراجيديا سردها على الأقل من زاويتي الخاصة أن الطالب المصري باسم محمد فتحي ذو ال10 سنوات في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة كويتية أسمها (الشايع) قال لمدرّسته ببراءة الأطفال{لماذا لاتعملون ثورة في بلدكم} دون ان يعي أنه قضى على مستقبله الدراسي في الكويت! فقد كان الجواب القاصم لطفولته والصادم له مدى الحياة ولأهله هو ((فصله نهائيا من كل مدارس التعليم العام الكويتية بدوامها الصباحي والمسائي!!)) الغريب ان أبوه المصعوق بكهرباء القرار الذري – النايتروجيني- النيوتروني يعمل مدّرسا في جامعة الكويت! ليواجه ببسالة ان ابنه الثوري يحّرض على قيام ثورة في الكويت! فلم تفلح محاولات أبوه في إقناع إدارة المدرسة ومديرة عام منطقة الكويت التعليمية التي أبلغته بإن قرار الفصل نافذ لارجعة فيه!! مع إني أعرف حتى قرارات الإعدام تحتاج لمحكمة تمييز!! بل وتوجه الأب الى مكتب الوكيل المساعد لوزير التربية والتي أبلغته ان قرار الفصل أستند على مذكرة طبعا وصلت مكتب الوزير بسرعة مركبة تشالنجر الشهيرة،تُفيد بان الطالب باسم اللاباسم بعد اليوم يحّرض على إشعال ثورة بين أوساط الطلبة! وهذا يعني هو أصغر محرّض في الكون كله على الثورة!! ثم توجه الأب لشخص وزير التربية دون جدوى فقد فاته العام الدراسي بناء على قنبلة أثارتها غريزته الطفولية بكلمة يشاهدها في كل تلفاز فهو مجرد طفل لا يفقه معنى ثورة ولكني متيقن انه سيعرف مستقبلا رحيق تلك الكلمة التي حرمته سنة دراسية مفصولا!
السفارة المصرية تدخلت دون جدوى؟ إذن فليشكر الأقدار أبوه! ان لم يُفْصَلْ هو الآخر بتهمة تحريض أبنه على التحريض على الثورة في الكويت! فيكون للثورة زعيمان في آن واحد!
لقد حرموا باسما من نطق الكلمة التي لايعي أبعادها ولكنه الآن استوعب الدرس جيدا وسيعيه




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6360
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29