• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التعايش السلمي بين الشيعة والسنة .
                          • الكاتب : الشيخ علي الجزيري .

التعايش السلمي بين الشيعة والسنة

ويتم التحدث بصراحة وواقعية :
ويجب أن يؤخذ بعين الإعتبار أن تغير عقيدة الطرفين من المستحيلات في هذا الزمن ،
 فمن يحسب أنه سيتمكن بالحجة أو بالقوة أو بالإغراء أن يجذب جميع الشيعة إلى التسنن فهو إنسان يحلم ،
كما أن من يحسب أنه سيتمكن من أن يجذب جميع السنة إلى التشيع كذلك .
وأن الإقتتال بين الفريقين لن يكون فيه طرف منتصر ،
ولن يجني أي منهما من الحرب إلا زيادة اليتامى والأرامل في بلاد الإسلام .

فالحرب خط أحمر .
وكل ما يؤدي إلى الحرب فهو فتنة .

فالحل الوحيد هو :
التعايش السلمي .
وهذا التعايش السلمي ينبغي أن يبنى على معاهدات ومواثيق .

وأما مسألة الرموز ، فلا تعالج بإلزام كل طرف بتعظيم رموز الطرف الآخر ، لأن هذا يشبه إلزام كل طرف بترك عقيدته ، والتدين بما يعتقده الآخر .
فإن أعظم الصحابة قدرا ، وأعلاهم شأنا ، وأرفعهم منزلة عند الشيعة هو :
أبو طالب .
وهو عند السنة كافر .
كما إن السنة يرون عمر بن سعد بن أبي وقاص قاتل ريحانة النبي ص
ويزيد بن معاوية
من أهل القرن الأول ، وعندهم أن خير القرون هو القرن الأول .
كما إنهما من السلف .
وهما عند الشيعة من ظالمي أهل البيت ع ، فيجب التبري منهما .

فمسألة الرموز لا يمكن التوصل فيها إلى حل مبني على ما يسمى باحترام الرموز .
بل حلها : بأن يتجنب كل من الطرفين مواجهة الآخر بالتنقيص من رموزه ، لأن ذلك يجرح مشاعره ، ويثير حفيظته .

والطرفان يتفقان على أن من يرونه رمزا لن تتأثر مكانته عند الله تعالى بما يقوله فيه أعداؤه .
فالشيعة يجزمون أن أبا طالب عليه السلام لن تنقص مكانته عند الله سبحانه ولو اجتمع أهل السنة جميعا على سبه وتنقيصه ، بل ولو لازموا لعنه صباحا ومساءا .
فإن الله سبحانه أعدل من أن يظلم عبدا صالحا ، بسبب جهل أحد من العباد بقدره .

كما أن السنة يجزمون بأن رموزهم لن تتأثر منزلتهم عند الله سبحانه باعتقاد الشيعة فيهم ، ولا بلعن الشيعة لهم .

ولا تعالج مسألة الرموز بتأسيس أحكام ليست من الشريعة في شيء
بل ولا يرضى بها حتى السني .
فإن عد السب مطلقا فعلا قبيحا ينتهي في نظر السني إلى الطعن في النبي ص ، وفي أبي بكر ، وفي عمر ، وفي عائشة ، وفي معاوية .
فقد ثبت في الصحيح عند السنة أن النبي ص يسب من لا يستحق السب
وأن أبا بكر سب زوجته
وأن عمر سب عبد الله بن أبي
وأن عائشة سبت رجالا من اليهود
وأن معاوية أمر بسب أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ع .
روى البخاري في صحيحه عن النبي ص :
اللَّهُمَّ فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وروى مسلم في صحيحه عنه ص :
اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَبَبْتُهُ أَوْ لَعَنْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَرَحْمَةً

وروى البخاري عن عبد الرحمن بن أبي بكر قوله :
فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ فَسَبَّ وَجَدَّعَ وَحَلَفَ لاَ يَطْعَمُهُ ، فَاخْتَبَأْتُ أَنَا فَقَالَ يَا غُنْثَرُ

وروى البخاري في صحيحه :قَالَ عُمَرُ أَلاَ نَقْتُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْخَبِيثَ لِعَبْدِ اللَّهِ . فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ »
وروى مسلم في صحيحه :قَالَتْ عَائِشَةُ قُلْتُ بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَالذَّامُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَا عَائِشَةُ لاَ تَكُونِى فَاحِشَةً »

وروى مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص :

قَالَ أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِى سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَابِ
فَقَالَ أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلاَثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلَنْ أَسُبَّهُ لأَنْ تَكُونَ لِى وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ لَهُ خَلَّفَهُ فِى بَعْضِ مَغَازِيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِىٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ خَلَّفْتَنِى مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نُبُوَّةَ بَعْدِى ».
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ « لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ». قَالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ « ادْعُوا لِى عَلِيًّا ». فَأُتِىَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِى عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ « اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِى ».

فهل يرضى السني بأن النبي وأبا بكر وعمر وعائشة ومعاوية قد ثبت عنهم في الصحيح أنهم ارتكبوا القبيح ؟

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63679
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19