• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قطع يد ذوي شهداء سبايكر..! .
                          • الكاتب : حسين الركابي .

قطع يد ذوي شهداء سبايكر..!

قد بقيت مرسومة صورة النظام السابق في عقول العراقيين جميعاً؛ وما زال معظمهم يعيش نتائجه، الذي سبب له تشوهات جسدية ونفسية، أو فقد أحد أطرافه نتيجة السجون والمعتقلات وأخرها قطف الإذن، الذي جاء بقرار القائد العام للقوات المسلحة آنذاك، وبمباركة بعض القضاة الذين" كانوا وما زالوا على سنام السلطة القضائية"، التي تعد في العالم كله السلطة العادلة والمستقلة، والمحافظة على الحقوق والحريات والراعية الأولى للدستور والقانون. 

هذه القرارات والسلوكيات التي انتهجت سابقاً، هي أحد الشواهد والمعالم التي لن تنسى مدى الحياة، كونها تتعلق بالحقوق والحريات وكرامة الإنسان، لا سيما وان الشعب العراقي يمتاز بتركيبته العشائرية والإجتماعية؛ لذلك رفض النظام الحاكم جملة وتفصيلاً، كون القائد العام ابتلع الدولة ومؤسساتها بالكامل، وأختزل مقدرات البلاد له وجعل الأجهزة الأمنية أداة ضاربة لحماية عرشه وقامعة للشعب؛ حتى أصبح العراق عبارة عن قرية فقيرة، وشعبه مشرد ينشد يستجدي العيش والامان، رغم ما يمتلك من ثروات وموارد طبيعية هائلة. 

حيث سقط النظام البعثي عام 2003، وأصبح العراق حراً ديمقراطياً، وفاتحاً ذراعيه إلى أبنائه المشردين في كل أصقاع المعمورة، الذين جاءوا ينشدون الحرية وفك القيود، التي كبلت العراق أكثر من ثلاثة عقود، وقد يجيدون فن الخطابة جيداً واللعب على أوتار العقول، التي لا تحمل إلا نريد قائد جعفري، وغفلوا عن مبادئ ومواصفات القائد الحقيقي، الذي يحمل ما يطمحون اليه؛ حتى أصبح الشعب مشرد الأذهان هروب من الماضي إلى مستقبلا مبهم. 

فقد أصبح العراقيين بين القائد العام للقوات المسلحة سابقاً، الذي كان يقول انا جعفري وجدي الحسين( عليه السلام)، وبين القائد العام للقوات المسلحة بعد 2003، الذي يقول انا جعفري وجدي الصحابي الجليل" ابن الاشتر"؛ وبين القائدين ذبح العراق من القفى وجرت أنهاراً من الدماء، وضاعت الحقوق وسلبت الحريات وسرقت مقدرات البلاد، وإنتهكت الأعراض واحتلت المحافظات الغربية وأزداد نسبة الفقر، وساكني الصفيح وكثرت القرى العشوائية( أي بما تسمى الحواسم)، وافواج من اليتامى والأرامل؛ حتى أصبح العراق عبارة عن مؤسسة رعاية اجتماعية. 

فمن كان يعترض على السجون المظلمة والمقابر الجماعية، والحروب العشوائية والثرامات البشرية، والسلوكيات التي كان ينتهجها القائد العام السابق؛ يتهم بالخيانة والتآمر على البلد وينعت بالفارسي أو العجمي، ويصبح وجبه شهيه للأسماك، وقد لا يفرق السابق عما يجري اليوم، حين إعتراضك على إنهيار إقتصادي وخيانة عسكرية؛ وسقوط ثلث مساحة العراق بيد داعش وذبح الاف الشباب، وفي مقدمتهم طلاب سبايكر وسجن بأدوش؛ وعند المطالبة بمحاسبة المتسببين في كل هذه الامور تكون بعثي، أو منبطح ويجب أن تقطع يدك. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63892
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28