• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : خادم بغداد بماذا خدمتها ؟ّ! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

خادم بغداد بماذا خدمتها ؟ّ!

 يأنف الكثير من الناس من توصيف وتسمية (خادم)، لكونه توصيف يمثل منزلة أجتماعية دنيا ويكون صاحبه قليل الشان في المجتمع.
ولكن الكثير من العلماء والمفكرين والأدباء والمخترعين والرجال العظماء نذروا أنفسهم لخدمة أوطانهم وشعوبهم بل هم خدموا البشرية جمعاء من خلال مواقفهم وأنجازاتهم الفكرية والأنسانية والعلمية.
حتى ان البعض منهم قدم حياته ثمنا لتلك المواقف والأنجازات، بدون أن يوصفوا ويطلقوا على أنفسهم بأنهم (خدام) لشعوبهم! ولم يكتبوا تلك العبارة (خادم) ويعلقوها على بدلاتهم وصدورهم!، فقد كانت أعمالهم خير دليل على صدقهم ونبلهم ومدى حبهم وتضحيتهم وخدمتهم لوطنهم وشعبهم!.
وفي دول العالم الغربي المتمدن (الكافر)!!!، لم نسمع من قبل أن قال رئيس أو ملك أو وزير أو مسؤول أورئيس حزب عبارة( بأنهم جاءوا لخدمة شعوبهم وأنهم خدما لهم، كما لم يلبسوا بدلة العمل ويكتبوا عليها (خادم) الشعب!!)
ليس تكبرا وتعاليا منهم أبدا، بل لكونهم لا يريدون أن يستغلوا الأعلام للترويج عن مناصبهم وشخوصهم لأغراض حزبية وسياسية، فالأنسان الذي يريد ان يعمل بصدق وبشرف لا يحتاج الى توصيف وتسميات!؟.
فالرئيس الصيني الكبير الراحل (ماوتسي تونغ) عندما نجح بثورته عام 1949 لبس بدلة عمالية ولم ينزعها طول فترة رئاسته  والتي  قاربت الثلاثين عاما! ولكنه لبسها بصدق وتفاني كامل وأستطاع هو ورفاقه في الحزب من ان يجعلوا من الصين بلد الأختراعات الأول عالميا و اكبر قوة أقتصادية في العالم.
ونفس الشيء  يمكن أن  يقال عن الرئيس الكوبي (فيديل كاسترو) فلم يرتدي غير بدلة العمل منذ نجاح ثورته عام 1959 ولحد الآن!!!، فهؤلاء العظماء تعاملوا مع الشكل والمضمون بصدق ووضوح ولغايات وطنية خدمة لشعوبهم.
عكس ملوكنا ورؤسائنا وقادة أحزابنا السياسية نحن العرب المهوسين بالشعارات وبرفع صورهم في كل زاوية وشارع! والبعيدين كل البعد عن العمل الحقيقي والصادق لأوطانهم وشعوبهم، فهم مجرد طبول فارغة تتكلم أكثر مما تعمل!!. وصدق المؤرخ بن خلدون عندما  قال عنهم (آفة العرب الرئاسة)!!.
نعود الى عنوان مقالنا وأسأل محافظ بغداد (علي التميمي)، الذي يصف نفسه بخادم بغداد!، بماذا خدمتها؟ بشوارعها البائسة أم بأطنان الأزبال التي تغطي وجهها أم بالمجاري الطافحة أم بأبنيتها المتهالكة؟
فبغداد يامحافظنا الأغر! سواء أكانت بعهدك أم بعهد من سبقك من المحافظين والأمناء  ظلت عنوان للخراب والروائح النتنة والشوارع المتكسرة و بقت على نفس حالها من سوء وخراب وعدم ذوق في كل شيء!.
وهنا لا بد من الأشارة بأن منصب محافظ بغداد وأمينها منذ سقوط النظام السابق ولحد الان  كان حكرا على الأحزاب الأسلامية الشيعية!!! حتى أمين بغداد الحالي( السيدة ذكرى علوش) التي تدير عملها وكالة خلفا للأمين السابق السيء الذكر(عبعوب)، حيث تحسب على (دولة القانون)!!
نعود لنكرر السؤال لخادم بغداد كما يدعي ويحب!، ماذا قدمت لبغداد وبماذا خدمتها؟ ألم تشعر وتلاحظ  وأنت تسير بموكبك المهيب  لصورة الشوارع وتكسراتها والحفر التي تغطيها، ومشاهد الأوساخ وأطنان الأزبال المنتشرة عاى طول العاصمة ؟
وهل كلفت نفسك أن ترى حجم الخراب والدمار والتهالك الذي تعاني منه  الطرق السريعة ؟
والسؤال المحيرحقا؟ من الذي يمنعكم من أكساء الشوارع ورفع الأزبال والأوساخ عن العاصمة؟
هل الأمريكان يمنعونكم من ذلك؟ وهل الدواعش وقبلهم تنظيمات القاعدة حاربوكم من أجل عدم تنظيف وتنظيم بغداد وأعادة ولو شيء بسيط من الجمال أليها؟
يا خادم بغداد هل فكرت للحظة أنت وأعضاء مجلس المحافظة الوطنيين!! ومعكم أمينة بغداد أن تضعوا الخطط وتجدوا الحلول لكيفية تنظيفها وتخليصها من أطنان الأزبال والأوساخ التي صارت عنوان لصورة بغداد؟
 وهل أصبح أعادة أكساء شوارع بغداد وردم الحفر والمطبات معظلة وطنية و قومية ومشكلة أقليمية ودولية ودينية وطائفية؟
فيا محافظنا الجليل ، أذا تريد أن تصف نفسك بخادم بغداد فهذا شأنك، وأمر متروك لك، ولكن عليك ان تعرف أن (الخادم) يتصف بالطاعة!!، أما انت فلم تكن خادما مطيعا لبغداد أبدا!!، نعم أنت خادم، ولكن ليس لبغداد وأهلها!! أنت خادم لنفسك وأهلك وعشيرتك ولحزبك ولتيارك، وهذا ومع الأسف رأي كل أهالي بغداد بك ياخادمهم!!.
.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64122
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28