• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السياحة في (بيجي)..! .
                          • الكاتب : محمد الحسن .

السياحة في (بيجي)..!

لا يسعنا ونحن نعيش المعركة, أن نخصّص وقتاً لقصص البطولة وأساطيرها التي رافقت الحرب منذ 11/ حزيران/ 2014..قد تكون البداية بها صعوبة نسبية, فلم يكن الذهاب للقتال يسيراً؛ إنما كان يمثّل رعباً يرتقي لمرتبة الفراق..فالمقاتل كان بحكم (الشهيد)!..
كما هي أيامنا التي إختزلت كل ثقافتنا وتجاعيد أفواهنا وخطوط جفوننا؛ هي ذاتها لم تتغيّر, فقط لحظة البداية تختلف؛ ما أن يرتقي البطل الأول أعواد المشانق, حتى تتحوّل المشنقة إلى حلم يداعب مخيّلة شعب بإجمعهِ, هكذا عادت الذكرى من جديد..شعبٌ يقاوم الغزاة.
في العراق, من الصعب أن يُشار لبطلٍ بعينه, ولا يمكن صناعة رمز من المعركة؛ فالجميع له قصته التي قد لا يصدّقها غيره!..
حوار مع مقاتل..
سجاد: السلام عليكم, ممكن سيكارة؟
علي: نعم, تفضّل, لكن أنت لا تدخن!
سجاد: كما تعلم أنا موظف, ومنذ شهر أنا هنا في الجبهة, وبسبب البصمة اللعينة حُرمت من مرتب هذا الشهر..(يردوني أرجع, والله العظيم ما أرجع)
علي (بعد ضحكة مدوّية): حالي ليس بأفضل منك, فلا تكثر بطلب السكائر..
سجاد: متى يحين وقت الهجوم؟..في المعركة أشعر بتحرر وإنعتاق من كل شيء..
علي: متى تعود إلى البيت؟
سجاد: بعد ثلاثة أيام, ومن المحتمل إسبوع؛ لإني بإنتظار أخي الصغير أحمد فهو يمر بحالة نفسية سيئة للغاية وقد نصحته بالمجيء إلى الجبهة للخروج من وضعه السيء..!
خلاف في منزل..
قريباً ستنتهي الإمتحانات النهائية للصفوف المنتهية..محمد طالب في الثالث المتوسط يخطط لقضاء أوقات ممتعة بعد جهد وعناء دراسي لسنة كاملة..
محمد: سوف أذهب إلى بيجي لقضاء عطلتي الصيفية 
الأم: أين؟! ماذا تقول؟..ما زلت صغيراً على الحروب..أبوك لن يوافق..
يدخل الأب إلى فجأة...
الأم: إسمع أبنك, يريد الذهاب إلى بيجي!..
محمد: لقد تعبت من الدراسة, وآن الأوان لأخذ بعض الراحة..
الأب: دعيه وشأنه, لم يعد صغيراً..ليذهب ويعيش تلك الأجواء الرائعة, فهي فرصة لن تتوفر كثيراً..
طلاب الجامعة..
على مضض, وبتموّج حنايا ضلوعهم لهفة للمعركة؛ أنهى الأصدقاء الأربعة سنتهم الدراسية في جامعة البصرة..سنة تخللتها مشاعر دافئة, وقصص حب حالمة, لم يلتفت إليها أؤلئك الفتية, بل إنهم أهملوا حتى نتائجهم فلم يبالوا بنجاح أو رسوب؛ فقط المعركة كانت تغري مشاعرهم الغضّة..ذهبوا بإطمئنان راسخ, وقاتلوا وما زالوا يقاتلون..!
تلك نماذج لشعب إستهدفته قوى الظلام؛ فكيف لها أن تهزمه؟!
ثمة تساؤل تحفره تلك المواقف النبيلة وتجعله عائقاً أمام مستقبل بعض ساسة الهزيمة: متى تشتركون بالمعركة التي فشلتم بها إبتداءً, وما زلتم تحاولون إفشال غيركم بها؟!..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64164
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19