• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القادم المحتوم .. .
                          • الكاتب : مرتضى الحسيني .

القادم المحتوم ..

 الجحيم تتوق لتعاشرني و كإنها ابنة ليلٍ اتخذت الشغف سبيلاً لها ، - و ليتني ظفرتُ بهكذا شغف ! - و إذا بمالك واضع حباله على عتبة بابي ، و ابو مرة يناولني كأساً مثلّجاً مشروطاً ! ( أن إليّ إليّ ..) ، و عزرائيل يتشدق بكلمات ابو عزرائيل ( إلا طحين !! ) ، و بين هذا و ذاك اخذني التحيّر و جثم على صدري الخوف ، فكلهم متفق على شيء واحد .. الفتك بي ! ، و هذي رياح الخريف أمست تُرنّح وريقتي يميناً و شمالاً لتوقض جناحي إسرافيل، ليعزفا لحناً حزيناً طوله خمسون ألف سنة مما تعدون ( فقيامة المرأ بموته كما هو وارد في النصوص ) ، يا إلهي  باتت على أعتاب الحلقوم ! ، فاستنزفني الخوف من القادم المحتوم ،  لكنما جبهتي ما انفكت تتعرق ! أ أنا أحلم ؟! ، فالدهشة اخذتني إذ لم أفكر يوماً بالإيمان حتى يسيل جبيني! ، و ناقوس الوعد والوعيد ينادي  : ( وأين أنت من الإيمان ؟!  .. هذه رواية موضوعة ..! )، لكنما استشرى الأمل كالذي جعل قلب حسينٍ يكاد يخرج من بين أضلاعه ، فقد سلم أنفاسه الى رصاصة سبايكر بعدما غلّقتْ الدنيا أبوابها و ها هي تخرج من فوهة الجور حتى تعانق جبينه وإذا بيد حمراء مبتورة الأصبع ظللتها ليروي قصة ألف و سبعمائة ليلة وليلة وما فعله شهريار في تلك الليالي العجاف ؟!، فالدهشه جعلته ينظر إلى يمينه وشماله، و ها أنا ذا أنظر إلى شمالي فإذا باللمم لم تترك مجالاً للكبائر وكأن صحيفتي عريضة موظفٍ يريد أن يخرج إلى التقاعد وسط هذا الكم الهائل من التوقيعات والتهميشات الروتينية، التي تفطّن لها العبادي بعد عقود لكنه واحد ضد تيار الروتين ! ، و يميني ! .. فارغة كصحراء سيناء إلّا داعش جثمت عليها ، فلم تترك أخضر و لا يابس إلا حرقه و ها هم شبابنا يتحرّقون، فرؤوسهم المقطّعة بنت بيت أحزانٍ لكل عراقي بل كل إنسانٍ ، و فرضت على ( نفرتيتي ) و ( زنوبيا ) و ( سيرميس ) جهاد النكاح في نينوى بعدما فرشت الثرى بجناحي ( الثور المجنح ) ، .. لا لا .. ثَمة شيء  باقٍ لم يحترق على الرغم من محاولاتهم العديدة كأنه لحية مالك بن نويرة؟ إذ لم يستطع داعش مسها؟ فهي مَن استُبشِر بها: ( لا تحرقُها النار ..  )  ، بل ربما غبار نينوى في الأربعين يتطاير من أقدام ولديّ لتتساقط على بدني ، لذا خلجني التصور  في وقتها ان اللازم الذاتي للنار بات عرضياً و كادت اسناني تعقد قرانها على أم ملدم من كثرت الرقص على سنفونية الفصول الاربعة ، لولا تشفع ابراهيم الخليل ليدخل السلام عليها لما انفك فيفالدي يلحن الى يومنا هذا ، نعم هو من توسل الدخول و ذريته في كنف عدل الفرقان ، و هيهات ان ينالها إلّا المؤمن ! ، و قبل أن انشغل بعناق حور العين تذكرت قول السيد الحميري :
( قد وربي دخلت جنة عدن*وعفي لي الإله عن سيآتي
فابشروا اليوم أولياء علي*وتولوا علي حتى الممات)



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64249
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3