• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : لماذا لا تحرر الفلوجة ؟!! .
                          • الكاتب : محمد حسن الساعدي .

لماذا لا تحرر الفلوجة ؟!!

تعد مدينة الفلوجة ثاني مدن الانبار بعد الرمادي ، ومن المدن المهمة اذ تعد حلقة الوصل بين محافظة الانبار وبين مدينة بغداد شرقاً وصلاح الدين شمالاً ، وتعد الفلوجة ذات الغالبية السنية المتشددة والتي دخلها الأميركان على اثر سقوطها بيد المتشددين السنة وحلفائهم البعثية وازلام النظام البائد ، بعد تحولها الى مدينة اشباح لشراسة المعارك التي دارت هناك ، ورغم العمليات العسكرية التي حدثت هناك الا انها ظلت خارجة عن سلطة الحكومة المركزية منذ ٢٠٠٣ ، ويبدو انه أُريد لها ان تنفصل عن الجسد العراقي ، من خلال زرع الخلايا الإرهابية ومن مختلف الجنسيات العربية والغربية ، كما ان وجود آلة القمع الصدامي البعثي ساعد كثيرا في تعشعش الارهابيين من مختلف الجنسيات ، وأتيح لها ان تكون مدينة الارهاب والذبح والتصفية الطائفية ، اذ انها امست مرتعاً لأزلام النظام البعثي من قوى أمنية ورؤوس البعث والذين يمثلون الخبرة القتالية والعسكرية . 
تمتلك هذه المدينة ميزة مهمة وتتمتع بموقع جغرافي ستراتيجي يتوسط العراق ،اذ انها تربط مدن الجنوب والغرب والشمال والشرق ، مما اكسبها أهمية ستراتيجية لدى الارهابيين ، الامر الذي جعلها تمثل تهديداً مباشراً لبغداد وجنوبها ، كما ان الحواضن الإرهابية استطاعت من خلق جو وشبكة ارهابية غاية في التعقيد خصوصاً مع وجود الخبرة العسكرية التي يمتلكها ازلام صدام وتدريبهم للمتطوعين من داعش ، الامر الذي اكسبها قوة وتماسك الارهابيين فيها . 
الاستعدادات اليوم المهمة التي تقوم بها القوات الامنية وبمساندة مباشرة من الحشد الشعبي في الفلوجة وعموم مدن الانبار ، من خلال اجراء عمليات قضم وتمشيط وضرب للجيوب الإرهابية في محيط الفلوجة تنذر وتطلق صفارة الانذار في البدء بعملية تحرير المدينة من سطوة داعش البعثي ، وبحسب التقارير العسكرية التي تشير الى محاصرتها من اربع محاور تمهيدا لاقتحامها وتطهيرها من زمر الجماعات التكفيرية والمسلحة . 
ان سبب تاخر عمليات التطهير والتمشيط للمدينة هو تحصن الارهابيين بين المدنيين العزل ، ومنع اَهلها من مغادرتها ، كما ان اغلب مفاصل المدينة قد فُخِخت حتى أعمدة الانارة ومحولات الكهرباء والشوارع والمنازل والدوائر الحكومية ، الامر الذي يجعل عمليات تحريرها تكون بطيئة ، ولكن الخطوات المهمة التي تقوم بها قيادة الحشد الشعبي والقوى الامنية والحيطة والحذر في عملياتها العسكرية تجنباً لاي ضرر يلحق بالمدنيين . 
ان مستقبل وجودة داعش في البلاد يعتمد كثيرا على نجاح هذه العملية والتي ستنطلق قريباً وستكون القاصمة لظهر الارهابيين الدواعش وحواضنهم البعثية ، وبالتالي فهي ستكون كسر لشوكة الارهابين في عموم العراق وسوريا ، لما تمثله هذه المدينة من حلقة وصل بين الدولتين ، ومحطة مهمة في تزويد الدواعش بالسلاح وتجنيد الارهابيين القادمين من سوريا . 
ربما جاءت العملية متاخرة الا ان ظروف انطلاقها توفرت اليوم خصوصاً بالتزامن مع تشكيل التحال الدولي ، وقطع الإمدادات والدعم الإقليمي والدولي لداعش ، وتلقى هذا التنظيم ضربات موجعة في سوريا ، وحصول الجيش العراقي على أسلحة متطورة مكنته من القتال بكفاءة في المناطق الصحراوية . 
الارهابيين في الانبار وبعد تدمير اغلب معسكراتهم وملاحقتهم في الصحراء عمدوا الى التسلل الى مدينة الفلوجة وجعل اَهلها رهائن بشرية ، ولكن بعد شعورهم بنهايتهم عمدوا الى الاختفاء بين المدنيين ، والا ختباء في المنازل بحثاً عن فرصة للهرب خارج المدينة ، وهذا ما يجعل الامر اكثر صعوبة في حفظ أمن حدود المدن المحادية للأنبار كمدينة كربلاء المقدسة ، وصحراء النجف الأشرف ، والتهديد المباشر لبغداد ، لهذا ستكون العمليات العسكرية على محورين (أمن العاصمة ، والامر الاخر ضرب جيوب الارهاب في الفلوجة) ، والتي ربما سيعمد الارهابيون الى التسلل والقيام بعمليات ارهابية من احل فتح جبهات جديدة وتشتيت الجهد العسكري في الانبار . 
اعتقد ان العمليات العسكرية تسير بنجاح ، وستحقق النصر اذا ما أخذت بنشر الحسبان ضرورة قطع اي إمدادات لداعش في تلك المنطقة ، والدقة في تمشيط المنطقة والتدقيق في السكان والبحث عن المطلوبين وتطهيرها نهائيا ً تمهيداً لعودة اَهلها والاستقرار فيها . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64327
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19