• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : داعش .. هييييييه .
                          • الكاتب : نافز علوان .

داعش .. هييييييه

يعني بصراحة كم منا يطلق صيحة كهذه أو يقول كما نقول هنا بالإنجليزية عادة   )Yessss( عندما نسمع بعملية لداعش؟   دعونا نكون صريحين وبغض النظر عن مدى التجاوزات التي ترتكبها داعج في الكثير من عملياتهم العسكرية، إلا أن والشهادة لله أنهم جعلوا وخلقوا لنا احتراماً لم نشهده كعرب من قبل.   يا اخي أصبحنا نمشي في الشوارع ونظرات الاحترام المخلوطة بالخوف تحيط بنا في كل مكان.   أصبح العالم فجأة وبين يوم وليلة يحترمنا أو بمعنى أصح يخافنا، والخوف والاحترام تقريباً شيء واحد، جاء احترامهم لنا من معرفتهم لمدى قدراتنا. 
  
كان الطيارون   الكاميكاز الانتحاريون اليابانيين سبب كوابيس عسكرية للأسطول الأمريكي وحتى تاريخنا هذا، نموذج الطيار الياباني الكاميكازي هو ظاهرة عسكرية تعكف على دراستها كل المدارس العسكرية.  انسان يضحي بنفسه فداء لوطنه ولإمبراطوره، دون تفكير، دون تردد، بل ومن يفشل منهم يقوم ببقر بطن نفسه لأنه خذل إمبراطوره ووطنه.   صنعوا احتراماً هؤلاء الطيارين الكاميكازيون وخوفاً في قلوب الغرب منهم وأرسلوا رسالة إلى كل العالم، ان إحذروا المارد الياباني.   خوف مستمر وحتى يومنا هذا، العالم كله ترتعد فرائصه من اليابان وإن لم يكن عسكرياً ولكن ترتعد فرائصه من اليابان صناعياً. وهذا يكفي في زمننا هذا أن يدمر دولاً بأكملها دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة، بالمناسبة اليابان هي الدائن رقم واحد لجميع الدول الغربية وعما قريب ستمتلك اليابان اليونان شعباً وأرضاً سداداً لديونها، اليابان هي المقرض رقم واحد لليونان بما يوازي الثلاثة تريليونات من الدولارات مدينة بها اليونان لليابان فقط۔.
  
حسناً، نفهم إذاً من هذه المعادلة البسيطة ان الغرب أصبح يحترمنا وينظر إلى قضايانا بعناية فائقة لم نشهدها من قبل ظهور داعش وعمليات داعش العسكرية وإعدامات داعش العلنية للأمريكيين والأوربيين والتي أدخلت رعباً في قلوب الغرب وأرسلتهم في رحلة إلى زمن الطيار الكاميكازي والذي كان بطلعة انتحارية واحدة يقضي على عشرات العسكريين في صفوف العدو.   بسبب داعش أصبحت أبسط الأمور اليومية في حياة العرب الأمريكيين تأخذ حيزاً من الاهتمام غير مسبوق النظير.  حجاب المرأة العربية على سبيل المثال أصبحت الحكومات المحلية والفيدرالية تعاقب كل من يعترض عليه بل وتأخذ إجراءات صرامة بحق كل من يشير مجرد الإشارة إلى حجاب امرأة عربية أو يعترض عليه أو يشعرها من قريب أو من بعيد أنها ترتدي شيئاً غريباً ومخالف لطبيعة أهل البلاد.   أصبحت دوائر الشرطة تغلق خطوطاً بأكملها في الشوارع لتفسح المجال للمصلين في يوم الجمعة أن يقترشوا الأرصفة وخطوطاً كاملة من أسفلت الطريق لأداء صلاة الجمعة وبحراسة مشددة لم تشهدها من قبل سوى معابد اليهود هنا في الولايات المتحدة وفي أوروبا.  حتى المضايقات اليومية العادية التافهة ضد العرب أخذت السلطات هنا في الولايات المتحدة تتعامل معها بكل حزم وشدة وتصدر قوانين صارمة وأحكام مشددة بحق كل مرتكبي الانتهاكات ضد العرب والمسلمين خاصة.   حدث هذا، ويحدث هذا بعد أن ظهرت داعش إلى الوجود. 
  
نحن بالطبع نأسف ألا يفطن الغرب إلينا إلا بعد أن دفعونا إلى ذبحهم كالخراف على مرأى ومسمع من شاشات التلفاز، ولكن وكما يثبت بالدليل القاطع أن ما قامت به داعش وما تقوم به أصبح اليوم يؤتي أُكُلَهُ هو هذا التغيير الجذري في التعامل مع العرب وما تبديه المجتمعات الغربية من تفهم مفاجئ لقضايانا العربية ومطالبنا. أصبح موظف الجوزات في الدول الأوربية يستفيض في ترحيبه وابتسامته لي عندما يقراْ في جوازي الأمريكي أنني مولود في المملكة العربية السعودية ويرحب بي في بلاده، صحيح كان هذا الترحيب موجوداً سابقاً بسبب الجواز الأمريكي ولكن هذه المرة الترحيب أشد حرارة وإخلاصاً بسبب عبارة مكان الولادة: المملكة العربية السعودية. 
  
يبدوا وأن الغرب اضطرنا أن نكون كمكازيون هذه الحقبة من تاريخ العالم، إلا أن الخوف، كل الخوف من أن يلقوا علينا قنابلهم النووية كما فعلوا باليابانيين وساعتها هل سنقول بيننا وبين أنفسنا: داعش .. هييييييه؟ .. . لا أعتقد. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64359
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19