• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وثنيات فكرية. مع من تصارع يعقوب ليلة كاملة ؟ .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

وثنيات فكرية. مع من تصارع يعقوب ليلة كاملة ؟

 

في عتمة الليل البهيم وبينما كان يعقوب سائرا مع زوجتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر اعترض طريقه شخص (إنسان) فاعتقد يعقوب انه قاطع طريق او مجرم يُحاول سرقة امواله وسبي عياله ، فالتحم معه يعقوب في صراع مرير قاس أستمر من أول الليل وحتى طلوع الفجر حيث اصاب الإعياء الإثنين.

ولما يأس قاطع الطريق أن ينال من يعقوب وفي حركة يائسة مد يدهُ وخلع مفصل فخذ يعقوب ومزق عرق النسا ، ولكن يعقوب القوي لفّ ذراعيه القويتين حول خصر قاطع الطريق وحاول أسره ، ولكنه اكتشف أنه يتصارع مع شخص غير عادي فتفرس فيه جيدا وعلى ضوء الفجر الشاحب عرفه ، نعم عرف يعقوب مع من يتصارع إنه ليس لص ولا قاطع طريق إنه (الله رب العالمين جبّار السماوات والأرض) الذي نزل من سماواته وفارق عرشه ليُصارع يعقوب لسبب نجهله وهنا احكم يعقوب الطوق على رب العالمين فلم يستطع منه خلاصا وبقى رب العالمين يُجاهد ويحوص من أجل الهروب خشية ان يطلع الفجر وتكتشف الملائكة أن ربهم وخالقهم خرّ صريعا بين يدي يعقوب ، فقال رب العالمين ليعقوب : ((أطلقني ، لأنه قد طلع الفجر)). ولكن يعقوب طلب ثمنا لذلك فقال لرب العالمين : ((لا أطلقك إن لم تُباركني)).(1)

فقال له رب العالمين وهو يأن من شدة قبضة يعقوب : ((فقال له : ما اسمك؟ فقال يعقوب. فقال : لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل، لأنك جاهدت الله وقدرت وباركه هناك)). 

فأطلقهُ يعقوب ودعى إسم المكان (فنيئيل) قائلا : ((لأني نظرت الله وجها لوجه ، ونجيت بنفسي. وأشرقت الشمس إذ عبر فنوئيل ويعقوب يخمع على فخذه ، لذلك لا يأكل بنو إسرائيل (عرق النسا) الذي على حق الفخذ إلى هذا اليوم، لأنهُ ضرب حق فخذ يعقوب على عرق النسا)).(2)

طبعا هذا النص على غرابته فإن ما خفي فيه أعظم ، حيث أن النص كله مفبرك من أجل ان يرتفع اسم يعقوب الذي ينحدر من نسل زوجة إبراهيم (الحرة) سارة ، حيث ان سارة هي زوجة إبراهيم الحرة والتي كانت تخدمها (هاجر) أم إسماعيل ولذلك أبعد اليهود ذرية إسماعيل لأنه ينحدر من الجارية ، وقدموا ذرية إسحاق ويعقوب (3) الذي ينحدر من (الحرة)، إاضافة إلى أن هذا النص هو تبرير لمنح يعقوب البركة أي (النبوة) والسبب أن اليهود وحسب شريعتهم لا يقبلون ان يتسيّد عليهم من به عاهة ـــ أعمى ، أعرج ، أعور ــــ ولذلك اخترعوا هذه القصة كلها ووضعوها في التوراة لكي يقولو بأن (عرج) يعقوب هو بسبب مصارعته مع الله الذي اضطر إن يخلع حق فخذ يعقوب لكي ينجو من الأسر. (4)

يعقوب هذا تعلّم على السرقة حيث تذكر التوراة بأن يعقوب خدع أبيه وسرق النبوة من إسماعيل حيث يذكر سفر التكوين 27 : 11) . ان يعقوب تنكر وخدع ابيه وسرق النبوة من أخيه اسماعيل). ولهذا لا نرى في أنبياء اليهود إلا السارق والزاني المحتال الشارب للخمر أو المأبون والشاذ.

المصدر: 

1-أستطاع يعقوب ان يهزم الله حسب رواية التوراة، فمن الأحرى أن نعبد يعقوب القوي المنتصر، ولا نعبد الإله الضعيف المهزوم.

2- انظر سفر التكوين الاصحاح 23: 32 .

النص كما هو من التوراة سفر التكوين : ((ثم قام في تلك الليلة وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر وعبر مخاضة يبوق. أخذهم وأجازهم الوادي 23، وأجاز ما كان له. 24 فبقي يعقوب وحده، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر. 25 ولما رأى أنه لا يقدر عليه، ضرب حق فخذه، فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه.26 وقال: «أطلقني، لأنه قد طلع الفجر». فقال: «لا أطلقك إن لم تباركني».27 فقال له: «ما اسمك؟» فقال: «يعقوب».28 فقال: «لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت».29 وسأل يعقوب وقال: «أخبرني باسمك». فقال: «لماذا تسأل عن اسمي؟» وباركه هناك.30 فدعا يعقوب اسم المكان «فنيئيل» قائلا: «لأني نظرت الله وجها لوجه، ونجيت نفسي».31 وأشرقت له الشمس إذ عبر فنوئيل وهو يخمع على فخذه.32 لذلك لا يأكل بنو إسرائيل عرق النسا الذي على حق الفخذ إلى هذا اليوم، لأنه ضرب حق فخذ يعقوب على عرق النسا)).

3- وهو ما أشار إليه القرآن بقوله : ((وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب)). ويقصد سارة سورة هود آية : 71. وفي هذا المجال يؤيد الانجيل ذلك فيقول في متى 2 : 1 ((إبراهيم ولد اسحاق. وإسحاق ولد يعقوب)).

4- وهذا ما نراه بكل وضوح في سفر اللاويين 21: 18 ((وكلم الرب موسى قائلا: إذا كان رجل من نسلك في أجيالهم فيه عيب فلا يتقدم. لأن كل رجل فيه عيب لا يتقدم. لا رجل أعمى ولا أعرج، ولا أفطس ولا زوائدي،ولا رجل فيه كسر رجل أو كسر يد،ولا أحدب ولا أكشم، ولا من في عينه بياض، ولا أجرب ولا أكلف، ولا مرضوض الخصى)). وفي سفر صموئيل الثاني 5: 8 ((لا يدخل البيت أعمى أو أعرج)).ولذلك نسبو عرج يعقوب إلى الله حيث قالوا بأن الله خلع فخذه لكي ينجو من يد يعقوب.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64508
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19