• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دماء الشهداء حررت العراق لا أمريكيا .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

دماء الشهداء حررت العراق لا أمريكيا

كثيراً مايتردد على ألسنة الحاقدين والمتنفذين بين فترة وأخرى كلمات وعبارات  تمجد حقبة النظام المقبور متناسية الإحداث ومارافقها  من إذلال لشخصية الفرد العراقي وتدمير للفكر وجعله من  أكثر الشعوب المظلومة والمضطهدة  وأصبح من الصعوبة اللحاق بثورة التطور والتقدم بشتى المجالات , تلك الأفواه تتجاهل قراءة المستقبل بعد التغير وماصا حبه من قفزات في جميع الأصعدة ,  كذلك تتردد عبارات مثل مانسمعه باستمرار أن التغير في العراق لم يحصل لولا أمريكيا وقواتها ولما استطاعت إي قوة إن تزحزح صدام وأعوانه , كلمات وجمل يتبارون فيها وتطبل لها الفضائيات باستمرار دون ملل وكلل  ويتخذونها سبب في إيقاع واتهام الحكومة الوطنية ورجالاتها المعروفين بنضالهم الطويل والمرير والمستندة إلى قواعد شعبية لاقت الويل والتهجير والقمع , بألتاكيد إن مثل هذه الاتهامات يراد منها وبالأخص الحكومة الوطنية والشرعية وليدة صناديق الانتخابات والصوت المعبر عن أفكار وإرادة الجماهير وينضوي تحت لوائها جميع الخيرين والمناضلين الذين سقوا الوطن بدمائهم وضحوا بأولادهم وأموالهم لمقارعة الظلم وعدم الركون في ظل الطواغيت , كانت ساحة العراق في عهد الطاغية مسرح مهم للدعاية القومية , وقد ركزت حكومة البعث على القوميين لغرض التمجيد في صروح الرؤساء من الصحفيين والشعراء والانتهازيين ومدراء ووكالات الأنباء والشخصيات المبتذلة الذين نفرتهم بلدانهم ليكونوا ضيوفا دائمين في قصور صدام , , وليحصوا من واردات النفط على مكافئات من أموال وهبات عينية مقابل تمجيد ووضع صدام في قمة العلى , متجاهلين بقصد الحيف والظلم والقتل وغياب الكلمة الحرة والممارسات الديمقراطية , ومثل هؤلاء ليس لديهم شعور بالإنسانية ولايهمهم سوى مليء جيوبهم بالكابونات والعملات الصعبة , وحين تسمعهم اليوم في بعض الفضائيات المسمومة يتباكون ويترحمون على نظام صدام ويشاركهم الشعراء العراقيين وبعض الكتاب المتنفذين والقريبين من سلطة القرار السياسي في ذك العهد , ليقولوا بان التغير الذي حصل بالعراق سببه أمريكا وهؤلاء الحكام الذين وضعتهم امريكا جاءوا بهم  على ظهر الدبابة كلمة نسمعها باستمرار من بعض المقربين والمشاركين في العملية السياسية , والبعض الأخر اتهمهم بأنهم ليس عراقيين ولا ينتسبون إلى العراق كونهم حصلوا على جنسية من الدول  التي كانوا مقيمين بها , وكأن العراق بيت ملك خاص لصدام وأعوانه ولا يشاركهم في السلطة والحكم وتقاسم الثروة إي شخص , إن المتابع لجميع الإحداث السياسية ومنذ سقوط صدام ودخول أمريكيا والقوة المعارضة العراقية معها , نجد إن التغيير في العراق جاء نتيجة التضحيات الجسيمة والمستمرة منذ تسلم حزب البعث, والتضحيات التي قدمها الشهداء من رجال الدين وأبناء الشعب العراقي أمثال الشهيد السيد أية الله محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر ونجليه البطلين  والشهيد عبد العزيز ألبدري ومجموعة أخرى من الآيات ورجال الدين قدس الله إسرارهم وطهر نفوسهم الزكية وجعلهم في عليين وجنانه العظيمة أنارت طريق الحرية , مع سقوط  كوكبة من الشهداء  والمخلصين للمرجعية وتمسكهم بنبذ الاضطهاد من أبناء شعبنا في الانتفاضة الشعبانية والمقابر الجماعية خير دليل على إن العراقيين مصممين للجوء على توحيد الجهود والاستمرار بالعمل والنضال ضد حكومة البعث , وبهذا سطر العراقيون أعظم ملاحم التضحية والبطولة والفداء  وضرب أروع الأمثلة في مقارعة الظلم إمام جبروت العصر صدام حسين , ومن جانب أخر فأن القياديين البارزين من جميع الأحزاب الوطنيين المطاردين ورجال الدين الذين اجبروا على ترك الوطن قسراً أخذت تنظم صفوفها لمعارضة النظام بإقامة المؤتمرات واستخدام الدبلوماسية في العمل لتكشف مساوئ هذا النظام وجرائمه لجميع شعوب العالم , وهي بهذا تعمل على ضرورة استقطاب الرأي العام  وحصول الشرعية الدولية لوضع برنامج للإطاحة بصدام وفعلاً تفاعلت شعوب العالم مع قضيتها  ومن ثم ينتقل التأثير للحكومات ونجحت تلك الممارسات والضغط بعد جهود طويلة على الدول الكبيرة للحصول على قرار دولي لتغير صدام وقطع كل إشكال التعامل الدبلوماسي , والتواصل بين هذه الدول وقيادات المعارضة لتوحيد العمل لإنقاذ الشعب المظلوم , ولنتذكر جميعا" إثناء الحرب الأخيرة إن جميع فئات الشعب ومختلف الصنوف من رجال الجيش وبجميع الطوائف قد تركوا ارض المعركة بعد استحضار حالات الذل وكثرة الحروب وتذكروا أيضا إن صدام قد أوقعهم بفخ ومحرقة الحروب لسنوات طويلة ومتتالية , وعلى هذا الأساس كان الرد إن تركت جميع الأسلحة والآليات العسكرية في ارض المعركة وهذا شيء طبيعي ,  مع العلم إن هنالك معارضة قوية تعمل دون انقطاع داخل العراق مستهدفة أركان ورموز الدولة العراقية لاكما فعلته بعض القوى بقتل الأبرياء متخذين من هذه الإعمال مقاومة شريفة كما يسمونها ,إن تظافر عمل المقاومة في الداخل ولا يختلف الأمر في خارج العراق من إقامة جهود استثنائية بتعبئة الرأي العام والضغط النابع من إخطار ذاك النظام الذي جعل العالم ينظر إليه بحقد وكراهية أوصلت القوات الأمريكية لتغيره بمساندة مطرقة ونضال ودماء العراقيين الكثيرة والمتجددة بين فترة وأخرى , الأمر الذي جعل تلك القوات  ترافق رموز المعارضة الوطنية لتدخل إلى الوطن , وقد رأينا بأم أعيننا عندما دخل السيد الشهيد محمد باقر الحكيم قدس سره  إلى العراق بعد فترة غياب قسري كيف استقبلته الجماهير المصطفى على الجانبين ليشق طريقه بصعوبة جداً وتوقفت سيارته مع موكبه لفترات عديدة  وسط أهازيج وارتفاع الرايات والإعلام ترحيباً بقدومه ,وقد حمل على أكتاف العراقيين واستبشر العراقيين بالخير لإعادة الحق إلى أهله بعد اغتصابه فترة طويلة  لا كما قيل أنهم جاءوا على ظهر الدبابة الأمريكية  والصور والمشاهد الحية تغنيك عن كل ما قيل ويقال.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6460
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28