• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : (البصرةُ الفيحاء) المُرضعة التي لاتُحمد ولاتُشكر!!! .
                          • الكاتب : صالح المحنه .

(البصرةُ الفيحاء) المُرضعة التي لاتُحمد ولاتُشكر!!!

العراقيون جميعاً... من شمال العراق الى جنوبه ومن  شرقه الى غربه هم أبناء للبصرة بالرضاعة شاؤوا أم أبوا ... والبصرة هي أمهم جميعاً، فمن برّها وآبارها وموانئها نبتت لحومهم ، ومن خيراتها بُنيت مملكاتهم ومن ضرعها النفطي تضخّمت ثرواتهم وأستقوت أحزابهم وتمدّد نفوذهم وتوسّع سلطانهم، فالأنظار والآمال والأبصاركلّها شاخصة الى تلك ألأم الرؤوم التي تعطي بلا ثمن... ولا تتلّقى إلاّ مخالب أبنائها التي نشبت في صدرها، فعلى خيراتها ونفطها يتوقف مستقبل العراقيين وأمنهم وبناء مؤسساتهم، وملايين الأفواه فاغرة نحوها... هذه المدينة هي مصدر النور لكل العراقيين بمختلف تنوّعاتهم المتناقضة حد الإقتتال، وهي منبع العطاء الذي لاينضب ولايتوقف ، والكنز المباح حتى لأعداء العراق والعراقيين ...! تلك هي مشيئة الله تعالى أن تكون أرض البصرة رأس مال العراقيين وممول خزائن دولتهم ،والمفارقة المخجلة في الأمر ، هي أن هذه المدينة الأم... الغنيّة جداً والكريمة جداً والعريقة بتأريخها وفكرها ومفكريها وأدبها ، أنها لاتُحمد ولاتُشكر ، بل قوبل عطائها الثر بالجحود  والإهمال من قبل السياسيين العراقيين ! وشارك في عقوقها أبناءٌ لها بالرضاعة وآخرون للأسف من رحمها ، من أبناء البصرة الذين مسختهم الأحزاب السياسية والتكتلات الطائفية والفئوية وجرّدتهم من إنتماءهم لمدينتهم ! فتعايشوا مع مأساتها ورضوا بالفتات الذي يرميه لهم قادتهم الحزبيون على حساب كرامتهم وكرامة أبناء جلدتهم ، تلك هي الآيدلوجيات الحزبية المتعجرفة والظالمة ! وشاركوا أيضا بفعالية في بخس حق أهلهم ومدينتهم إمتثالا لمايسمونهم رموزا ...سياسيين كانوا  أم  دينيين ، فأي باحث في العالم في مجال الإقتصاد او السياسة أو أي زائر أجنبي لمدينة البصرة سيُصدم ويضع ألف علامة إستفهام  إذا ما علم أن هذه المدينة(الفقيرة) هي اكبر مدينة نفطية في المنطقة حيث تُصدّر أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط وهي موشّحة بالظلام وتفتقر للماء الصالح للشرب ولجميع الخدمات الأنسانية! لقد أُستغلّت مدينة البصرة أسوأ إستغلال من قبل السلطات المتعاقبة على الحكم ، وقد عانى أهلها الفقر والحرمان وعانت مدينتهم الأهمال، وقد فشلت حكوماتها المحلية التي يفترض أنها الصوت المطالب بحقوق أبناء مدينتهم والممثل الشرعي لهم، لكنّهم للأسف كانوا أشد عقوقا عليها من غيرهم ! حتى عُدت مدينتهم  من أفقر المدن العراقية ، ولقد تغرّب بعض  أبناءها في المحافظات الأخرى بحثا عن فرصة عمل يسد بها رمقه ويوفر رغيفا حلالا لعياله ، حتى لو أفترش الأرصفة  ليبيع الجواريب وورق الكلينس ، فأين الإنصاف ياقادة ياإسلاميون؟ وأي منطق هذا الذي يقبل هذه المعادلة المجحفة بحق مدينة تحت اقدام اهلها الذهب الاسود الذي يبيع العراق منه أكثر من ستة مليارات دولار شهريا ؟ ولايتمتع اهلها إلا بالدخان الأسود الكثيف المنبعث من الغازات المحترقة ! وعندما يتظاهر شبابها سلميا إحتجاجاً على الإنقطاع المستمر للكهرباء يواجهون بالرصاص ! ويذهب ضحية هذا الإستهتار الشاب منتظر علي غني الحلفي ،وإن دلّ هذا الأمر على شيء فإنما يدل على الإستهانة واللامبالات بحقوق الإنسان العراقي وهي سياسة إعتاد عليها المتصدون للمشهد السياسي.بعدما أمنوا سطوة الشعب وتخاذل البعض وتآمر آخرين.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64637
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29