• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رسالة من أرملة .
                          • الكاتب : دلال محمود .

رسالة من أرملة

 عراقية أنا.... دمي يصيح هكذا
عراقية أنا.. قسماتي تُنبؤُك عن هويتي
شهادة جنسيتي , تُخبركَ, عن موطني, وموطن كل عشيرتي, في كل بقعة من طُهر العراق لي فسلة, وبكل بيت من بيوت الطين , لي عبقٌ, لن أستسغ طعم المياه المعدنية في كل طفولتي, فمن الفرات رويت ظمأي,ومن نسمات دجلة,إستنشقتُ,  أحلى نسمةٍ.
  في ظل العراق أكملت دراستي , , وشهادتي الجامعية لن يدنسها التزوير كما هو الآن حاصل ويحصلُ, آثرت الركون الى شؤؤني البيتية , إعتقاداً مني أن أكون قربية من ابنائي أكثر من الأم الموظفة  حيث تترك ابنائها مجبرة لساعات طويلة أبتغاءاً لحياة أرفع مكانة وأكثر ترفاً  يقابلها إبتعاداً غير متعمد عن الابناء.
لن أنتمي طيلة حياتي لحزب كون الأحزاب لاتخدم الشعوب بل تخدم اعضائها الذين ينتمون إليها, فكان أنتمائي للعراق العظيم فقط ولاغيره لهذا تروني دائماً افخر حد التباهي والكبرياء كوني عراقية.
رغم صفاتي تلك فأن القدر لم يكن رحوماً معي لهذا فان الطائفية اللعينة التي جائت بمعية الاحتلال واذنابه الجبناء قد طحنت رفيق دربي, على يد عصابات جاءت من خارج حدود الوطن المستباح لتدعي حربها على الطائفة المقابلة لها .
لي خمس من فلذات الأكباد والذين لاأبدلهم بكنوز الأرض قاطبةً,مأوانا الذي يحتوينا هو بيت إيجار ولاضير في هذا كله فالملك لله وحده رب السماوات والأرض, ثم انه مادام المسؤولون في العراق الجديد سالمون ويسرقون ويجولون في ارض المعمورة فلا خوف على العراق ولاعلى اهل العراق, ليذهب العراق للجحيم المهم لصوصه سالمون وغانمون.
المهم لي خمسة من الأولاد, وفي خزانتنا دوما أربعة من ازواج الأحذية واربعة من الجوارب الزهيدة السعر, واربعة من القمصان واربعة من البنطالات التي جلها ابتاعها لهم من البالات ,بالتأكيد ليس غريبا هذا الاسم على مسامعكم , فعراق الخيرات خيرة شبابه يرتدي الملابس المستعملة والتي تهرأت, من كثر ارتدائها , هذا ليس مهم مادام سراق العراق الجديد يرتدون الالبسة الانيقة وهم سالمون وغانمون.
تأتي الأعياد في السنة مرتين, نحن اهل العراق لانشبه العالم, حيث الناس  هناك يختلقون المناسبات والاعياد كي يفرحوا ويمرحوا الانا في عراقنا يختلقون الكوارث والتفجيرات والمآسي كي يظل الحزن ضيفنا على مدار العام, في تلك المرتين من السنة , وهي ايام الاعياد, ينهض اولادي كي يذهبوا يعايدوا اقربائنا, ولكن هل لكم ان تتخايلوا كيف يكون هذا؟
فهم خمسة في عين العدو والحسود, ولكن خزانتي لاتحتوي غير الرقم اربعة, وبهذا لايستطيع   ان يذهب جميعهم كي يأدوا واجب زيارة الاقرباء, لهذا يذهب اربعة ويظل واحد منهم قابع في البيت ينتظر على احر من الجمر عودة احد الاخوان كي ينتزع منه ماارتاده من جورب وحذاء وقميص وبنطال, فهل يرضي هذا الحال , انسان يملك قلب انسان؟
هذا ليس مهم مادام المسؤؤلين في العراق الجديد على احسن حال , أوَ ...أُخبرِكُم, كيف أنهوا دراستهم الجامعية رغم كل تلك العِضال؟ الامر سهل وليس بالمُحال...
في بداية كل سنة دراسية جديدة لابد ان يضحي أحدهم بالدوام فيؤجل سنة دراسية كي يعين الأخرين ليكملوا مشوارهم الدراسي, فتصوروا كيف يكون شظف العيش في تلك الحال؟ لقد انهى الجميع دراستهم الجامعية, تحت أمرّ الظروف وأقساها, وها هم, ينتظرون لمدة اربعة اعوام, عسى ان يمن عليهم مسؤؤل خير ويوظفهم في اختصاصهم الذي انهو احلى سني عمرهم على امل ان يعينوني على قساوة الحياة في بلد الثراء والثروات التي لاتشمل الاالغرباء واللصوص على مدى الازمان .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6467
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19