هي ورطة بالفعل ,أن تكون سياسيا في العراق ,فإما أن تلقى مصير من سبقوك, سحلا ,أو شنقا ,أو رميا بالرصاص, أو نفيا , وهو مكرمة بالتاكيد ونهاية سعيدة في هذا البلد الملعون ,لكن قد يحالفك الحظ وتحظى بمنصب حكومي, فيكون عليك أن تتلقى النقود اللاذعة ,وحتى الشتائم ,وربما خطت اللافتات, وخرج الناس ينادون بأقالتك ,أو محاسبتك ,ثم يكتب الكتاب ,ويعلق المعلقون ويرمونك باوصاف ليست فيك ,لكنها متطلبات العمل السياسي ,وأثمان عليك أن تدفعها ..
الناطق باسم الحكومة العراقية السابق ,ووزير الناطقية الحالي السيد علي الدباغ تعرض لهجوم غير مسبوق حين نقلت عنه جريدة السياسية الكويتية إنه قال, نبارك للأخوة في الكويت بناء ميناء مبارك. لكن الرجل نفى مانسب إليه.وزاد أن إتهم الصحيفة بممارسة تجارة التجزئة في نقل التصريحات, ثم عاد وصرح نيابة عن الحكومة المحكومة بالمحاصصة والتوافق ومصائب أخرى, وقال, إن الحكومة لن تسمح بالإضرار بمصالح العراق !
وفي كل الأحوال إن كان قال أو لم يقل,أو أن التصريحات جزأت ,أو لم تجزأ فقد وقع المحذور ودفع العراقيون ثمن تاخرهم عن إستحقاقات كان جديرا بهم إنجازها وأولها تحقيق أكبر قدر من التوافق حول القضايا الخارجية الحائرة بين صفاقة الجيران الفاقدين للحياء ,ومحدودية ما يملكه السياسيون العراقيون من إلهام وقدرات ثم تأخرهم عن بناء ميناء الفاو الكبير ,الذي ظل مشروعا حبيسا لا تعيده الى الواجهة سوى بعض الثرثرات التي تنطلق من هنا وهناك ..
يدرك سياسيونا إن نظام الدولة السابق لم يترك جارا إلا وأوغره حقدا وبغضا ورغبة في تعطيل حركة المستقبل التي يتطلع العراق لها ليستقر ويزدهر ثم تركوا الحبل على الغارب لدول تحمل الحقدالقديم, وصارت تخطط لهذا البلد على هواها دون أن تراعي إلا ولاذمة في مصالحه الحيوية, وآخر الحقد هو الميناء الكبير الذي تزمع الكويت انشاءه لتختزل المساحة المائية المتاحة للعراق الى أدنى حد عبر التاريخ الممتد لآلاف السنين لم تكن فيه دولة إسمها الكويت ..
الجارة الصغيرة جدا والتي يتشابك نوابها في البرلمان بالأيدي ,ويتناوشون بالكلمات واللكمات, وتحتل مساحة من الكثبان الرملية الممتدة على ساحل الخليج ,هذه الصغيرة الدلوعة يحار فيها العراقيون, منذ غازي الملك المغدور, الى الدباغ غير المعذور مهما صرّح ولمّح في مؤتمراته الصحفية, وهي تصر على إيذاء العراق كما يفعل بقية الجيران ..
نحن بحاجة الى وضع إستراتيجية فاعلة لمواجهة تخرصات الجيران ,وصبيانية البعض منهم, ورعونة آخرين وعنجهية لا تنقطع من نظرائهم,وإذا لم نستطع فعل ذلك ,فسيفعلون بنا الأعاجيب |