• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ام قصي الجبوري خير مثال للمصالحة الوطنية أصلحت ما أفسده السياسيين .
                          • الكاتب : عمر الوزيري .

ام قصي الجبوري خير مثال للمصالحة الوطنية أصلحت ما أفسده السياسيين

ان العمل الذي قامت به "ام قصي" يعد مثالا للأم العراقية الطيبة والشجاعة ونابع عن الأصالة والأخلاق والإنسانية والاعتزاز ببلدنا .
أم قصي هي إحدى نساء ناحية العلم التي شاءت الأقدار أن يلجأ إلى دارها قرابة {25} ناجياً من مجزرة سبايكر،  فبعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على أغلب مناطق المحافظة وتم أسر الجنود في قاعدة سبايكر وذبحهم وقتلهم، إستطاع عدد منهم الفرار من داعش ثم البحث عن مأوى وملاذ آمن يخلصهم من الموت الأكيد، فكان دار هذه المرأة العراقية الأصيلة هو الملاذ الآمن، فاستقبلتهم وأطعمتهم وسهرت على راحتهم لمدة أسبوعين تقريباً، وقررت أن يكون بيتها معبراً للجنود "الشيعة" وعددهم ٢٥ شابًا، فآوتهم وأكرمتهم وأحسنت ضيافتهم ، ثم قررت أن تنقلهم الى مكان آمن عبر سيطرات داعش الإرهابية فكان الحل الوحيد أن تنقلهم برفقة ابنائها وبناتها ليكون التمويه والتعمية وتسهيل عملية اجتياز تلك السيطرات، وفعلاُ تم بمشيئة الله تعالى خروجهم من المنطقة التي كانت تحت سيطرة داعش ليصلوا إلى أهلهم سالمين , وقد أنقذت أرواحاً من القتل فكأنها أحيت الناس جميعًا ، لأنها أنقذت عشرات العوائل من الموت والحزن والغرق في العذاب الأزلي فطوبى لها من شجاعة ومجاهدة وغيورة على أولادها من العراق كله , فباتت رمزاً للوحدة الوطنية ونبذ الطائفية .
ان هذا العمل الشجاع الذي ان دل فإنه يدل على المعاني الكبيرة من الفداء انتصارا لنا فالاعداء يحاولون ان يفرقونا ولكن هذه المواقف تدحضهم، ان العراقيين صامدون ويعتزون بموطنهم ووحدتهم فلا فرق بين كل الطوائف والأديان في العراق جمالية عراقنا تكمن في هذا المزيج من الوان قوس قزح .
استطاعت الام المثالية ام قصي أسمها بحروف من ذهب بعد أن حققت ما عجز عنه شيوخ العشائر ورجال الدين والقوات الأمنية في تلك المحافظة  .
ملحمة " أم قصي" يجب أن لا تمر على التاريخ العراقي مرور الكرام ، ومن غير المنطقي أن تكون قصة عابرة وتذهب في أدراج الأرشيف ، خصوصاً وأن العراق يعيش حالة من "التهور السياسي الطائفي" الذي يذكي نار التفرقة بين العراقيين، وأعتقد أن هذا الظرف هو الأنسب لنخلق رموزاً وطنية للأجيال والتاريخ ولا نسمح للطائفيين أن يسيطروا على المشهد العراقي برمته.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64980
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29