• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في الشرق ؛ لا حكوماته العلمانية ليبرالية ولاغيرها إسلامية ! .
                          • الكاتب : مير ئاكره يي .

في الشرق ؛ لا حكوماته العلمانية ليبرالية ولاغيرها إسلامية !

[  محاولة لفهم الشرق من الداخل  ]
من أبرز ما يوجد في الشرق من سلبيات وإشكاليات هو كثرة المبالغة في إطلاق شعارات عامة ودعائية ليست لها أيّة صدقية ومصداقية على أرض الواقع ، منها إطلاق الشعارات على مستوى الأفكار والفلسفة والسياسة وغيرها . ومن جملة هذه الشعارات ، حيث هي الأبرز هي العلمانية والليبرالية والقومية والوطنية والحرية والاشتراكية والعدالة والحكومة الاسلامية . 
على أساس هذه الفلسفات والآيديولوجيا والعقائد والمباديء تأسست دول وحكومات وأحزاب وحركات سياسية كثيرة جدا ، قد يصعب عدها وتعدادها إحصائيا  ، وكلها تدعي الايمان والاعتقاد بتلكم المفاهيم والفلسفات والاعتقادات وتطبيقها في حياتها الحكومية والسياسية والادارية والوطنية ، أو في حياتها الحزبية لدى الأحزاب والحركات السياسية .
وإذا أردنا أن نعرف الجديّة ومدى التطبيق الفعلي للمفاهيم والمعتقدات المارة الذكر من قبل هذه الدول والحكومات ، على أرض الواقع فإن الجواب الشافي والكافي ينعكس في واقع الشعوب المُتردّي على جميع الصعد ، وفي واقع الحكومات أيضا التي تاجرت وتناقضت مع المفاهيم والمعتقدات التي زعمت انها تؤمن بها  ، لكنها على المستوى العملي والتنفيذي والتطبيقي كانت بالعكس تماما  ، حيث البون واسع جدا لايحدّه حد ولاحدود ولامسافة  ! .
والغالبية الساحقة من هذه الدول والحكومات هي علمانية ذات إدّعاءات ليبرالية ، أو إشتراكية ، أو ديمقراطية ، لكنها في الواقع أبعد ماتكون من هذه المفاهيم والثقافات على صعيد التطبيق ، فمثلا الحكم والرئاسة في هذه الدول ، وطبقا لمباديء الديمقراطية أن تكون تبادلية سلسة وسلمية بين أبناء المجتمعات كافة ضمن إنتخابات حرة نزيهة وقانونية ، قد أصبحت توارثية يتوارثها الأبناء والأحفاد عن الآباء والأجداد كضيعة شخصية يتوارثها إبن عن أبيه بعد موته ، وما أدراهم ، بل أدراهم لكنهم يتجاهلون بأن الحكم هو ليس غاية ومسألة شخصية ، بل إنه وسيلة لتحقيق العدل الاجتماعي والمساواة في المجتمعات ، مضافا إنه قضية عامة تخص أولا وأخيرا الشعوب والمجتمعات كافة ليس الحكام السلاطين وحدهم ، حيث هم جزء منها / منهم بالأصل والأساس لا العكس ! . 
على هذا الأساس نرى إن الأموال والثروات المجتمعية – الوطنية للشعوب باتت كمواد وأملاك شخصية لهم ، وأيضا فإنها أضحت مصدرا للثراء والكنزية والرأسمالية لهم وأسرهم ، ولحواشيهم وبطاناتهم . وأما على صعيد الحكم فقد كان تعاملهم مع الشعوب بالاستبداد والدكتاتورية ، وبالبطش والعنف ، وبالاغتيالات والاعدامات والقتل الجماعي،  ، وبملىء السجون والمعتقلات ومثاله ؛ الاتحاد السوفيتي السابق ، دول أوربا الشرقية ، ايران ، تركيا ، العراق ، سوريا ، المغرب ، السعودية ، تونس ، ليبيا  ، مصر وغيرها من مثيلاتها من الدول الفاسدة الطالحة . السؤال المركزي هنا هو ؛ هل إن جميع هذه الدول والحكومات هي دينية إسلامية إرتكبت كل هذه المظالم والمجازر الرهيبة والبشعة بحق الشعوب !؟ . هنا بطبيعة الحال أستثني السعودية وتركيا وايران الحديثتين من السؤال ، لأنهم قد أصبحوا منذ وقت قريب يدّعو الاسلامية ، لكنهم قبلها كانوا يزعمون انهم بالتقدمية والديمقراطية يحكمون ! . 
لاحظت بوضوح كثرة الانتقائية واللاموضوعية في مقالات العديد من الكتاب لدى كتابتهم عن موضوع الحكم في البلدان المذكورة ، وفي غيرها أيضا . إذ انهم في جميع مقالاتهم يُركّزون على الحكم العلماني ، مع أن تلكم الحكومات هي حكومات علمانية ما عدا الاستثناءات السالفة الذكر .إذن ، كما ثبت بالتجربة فإن العلمانية ، أو الليبرالية في الشرق لايُؤمن جانبها على الاطلاق ، إذ انها وحشية ومتزمّتة ومُتطرّفة وإستبدادية وإحتكارية الى أبعد الحدود والمديات ، وكلما رحل علماني أتى الى الحكم من هو مثله ، أو أكثر منه إستبدادا وشراسة وعنفا ونهبا للشعوب وثرواتها .
أين مواطن الخلل  ؛ لاشك إن أبرز مواطن الخلل – برأيي – تكمن فيما يلي ؛
1-/ الحكام والحكومات .
2-/ المثقفون ، مع الاستثناء طبعا .
3-/ المتعلٍّمون .
4-/ الشعوب .
5-/  تطرف التيارات السلفية الدينية الاسلامية ، مع عدد غير قليل من الشيوخ والعلماء المسلمين في فهم وطرح الاسلام بصورة معتدلة وإعتدالية كما هو الاسلام بماهيته وحقيقته .  
6-/ معضلة التكفير والتفسيق والتضليل والتهديد المنتشرة في الكثير من البقاع المسلمة ، من لدن البعض من الشيوخ وبعض الذي يُسمّمون أنفسهم بالعلماء ، أو من قبل الجماعات الاسلامية المتطرفة .
7-/ تطرف التيارات العلمانية ، مع عدد غير قليل من رموزها ومفكريها وقادتها . وقد رأيت الكثير من العينات العلمانية المتطرفة والاسلامية المتطرفة ، وهؤلاء وأولئك كما رأيتهم لايقبلون الحل الوسط ولا الاعتدال ، بل إنهم في غاية التزمت والالغائية والاقصائية والتهميشية والرفضية للآخر ، هم كذلك على المستوى النظرى وليس بيدهم أيّ شيء فما بالك اذا تسلَّم هذا الطرف ، أو ذاك مقاليد الحكم والحكومة ماذا سيفعلون !!! ؟ ، الجواب هو معلوم بداهة من أنهم سيحكمون بحكم ستالين والقاعدة وطالبان والأسد الأب والابن وصدام حسين وأتاتورك ومبارك والقذافي وأنور خواجه وتشاتشيسكو وأتاتورك والخمير الحمر وكاسترووأشباههم ، حيث قائمتهم طويلة جدا ! .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6510
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28