تزامنآ مع الذكرى السبعين لتأسيس الجيش العربي السوري ،تمتد فصول الحرب على سورية ،ويمتد معها فصول الصمود الأسطوري الذي يجسده الجيش العربي السوري ،بمواجهة هذه المؤامراة وهذه الحرب التي تستهدف سورية اليوم ، هذه الحرب التي كان جزء من اهدافها هو ضرب المنظومة السورية المعادية للمشروع الصهيو- أميركي ، وضرب الفكر العقائدي المقاوم لهذه المشاريع، وخصوصاً المنظومة العقائدية للجيش السوري واستنزاف قدراته اللوجيستية والبشرية، كهدف تتبعه أهداف أخرى في المنظومة الاستراتيجية للمؤامرة الكبرى على سورية، لأنّ تفكيك الدولة يستلزم تفكيك الجيش ومن ثمّ المجتمع ومن ثمّ الجغرافيا، وكان هذا الرهان هو الهدف الأساس من عسكرة الداخل السوري.
ومع استمرار صمود الجيش السوري وتماسكه وتلاحم الشعب مع هذا الجيش العقائدي، انهارت في شكل تدريجي أهداف هذه المنظومة، أمام إرادة الجيش وتلاحمه مع كلّ كيانات الداخل السوري من شعب وقياده سياسية، رغم محاولات شيطنته إعلامياً من قبل وسائل الإعلام المتآمرة.
إنّ لهذا التماسك والتلاحم للقوى الوطنية في الداخل السوري مع الجيش العقائدي السوري ، والتي تؤمن جميعها بقضيتها والمتفهمة لحقيقة وطبيعة هذه الحرب أبعاداً وخلفيات، ومن هنا فقد أجهض تلاحم ثلاثية الجيش والشعب والقيادة السياسية خطط المتآمرين وأسقط أهدافهم بالتضحيات الجسام، فالمؤسسة العسكرية السورية، ورغم كلّ ما أصابها، أرسلت رسائل واضحة وأثبتت أنها مؤسسة عميقة ووطنية وقومية جامعة لا يمكن إسقاطها أو تفكيكها ضمن حرب إعلامية، أو خلق نقاط إرهابية ساخنة في مناطق متعدّدة لمواجهتها.
لقد كان للجيش العربي السوري دورآ بارزآ بالدفاع عن سورية أمام هذه الحرب التي تستدفها اليوم وقد شكلت معركة القصير مطلع صيف عام 2013 وما تبعها من معارك البداية لإسقاط هذه المشاريع التقسيمية، وبعدها فتح الجيش العربي السوري الباب واسعآ أمام معارك كبرى في حمص وحماة ودمشق وريفيها الشرقي والغربي، انتقالاً إلى معارك دير الزور والحسكة، والمعارك الكبرى التي تدور اليوم في الجنوب السوري ومعارك التحرير الكبرى التي يحضّر لها الجيش بحلب المدينة وريفها الشمالي وباقي أريافها.
وهنا نذكر أنّ انتفاضة الجيش السوري السريعة في وجه كلّ النقاط الساخنة، وتمشيطه الكامل للعاصمة دمشق ومدن حمص وحماه ودرعا والقنيطرة وبعض مناطق ريف هذه المدن، شكلا حالة من الإحباط عند أعداء سورية وأديا إلى خلط أوراقهم وحساباتهم لحجم المعركة، فاليوم سقطت يافطة «إسقاط النظام»، بتلاحم الجيش والشعب والقيادة السياسية، وليس بحديث الموفدين الدوليين مثل دي ميستورا وغيره، فاليوم وتحت ضربات الجيش تتساقط بؤر الإرهاب وتتساقط معها أحلام وأوهام عاشها بعض المغفلين الذين توهموا سهولة إسقاط سورية، وبعد سلسلة الهزائم التي منيت بها هذه القوى الطارئة والمتآمرة، بدأت هذه القوى إعادة النظر في استراتيجيتها القائمة والمعلنة تجاه سورية، ونحن نلاحظ أنّ حجم الضغوط العسكرية في الداخل بدأ بالتلاشي تدريجيآ مع انهيار بنية التنظيمات الإرهابية، وخصوصاً بعد إشعال الجيش وقوى المقاومة الشعبية معارك كبرى وعلى عدة جبهات.
ختاماً، علينا أن نقرّ بالعيد السبعين لتأسيس الجيش العربي السوري بأنّ صمود الجيش السوري والتلاحم بين أركان الدولة وشعبها وجيشها للحفاظ على وحدة الجغرافيا والديموغرافيا من الأعداء والمتآمرين والكيانات الطارئة في المنطقة والتي تحاول المسّ بوحدتها، ما هو إلا فصل من فصول قادمة سيثبت من خلالها السوريون أنهم كانوا وما زالوا وسيبقون بتكامل وحدتهم، صفاً واحداً مع جيشهم العروبي السوري ضدّ جميع مشاريع التقسيم، وسيستمرون في التصدي لهذه المشاريع، إلى أن تعلن سورية أنها أسقطت المشروع الصهيو- أميركي وانتصرت عليه، وهذا ليس ببعيد بل يبدو أنه قريب جدّاً،فتحية لكل ابطال الجيش العربي السوري،الذين يرسمون اليوم بصمودهم وتضحياتهم نصر سورية
|