• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : امرٌ دُبر بنهار وتحت نصب الحرية .
                          • الكاتب : علاء الخطيب .

امرٌ دُبر بنهار وتحت نصب الحرية

 لا يحتاج الأحرار والثوار  لإرجاع وطنهم المسروق  لتدبير  الليل كي يقولوا لا للفساد لأنهم لا يتآمرون  ولا يحتاجون للمؤامرة  فالذي يطالب بالحق لا يخشى من الباطل ،  خرجوا بوضح النهار.  ضد الفشل الحكومي و الفساد والسرقة  والوعود الكاذبة ضد المحاصصة والطائفية  والاتجار بالدين ضد من يتلاعب بمستقبل أطفالهم  ضد من يمنعهم حقوقهم  ورواتبهم  ضد من يتاجر بدمائهم ومعاناتهم ، فكانت  مطالبهم  مفردات الثورة العراقية الجديدة تحت نصب الحرية ، لم يشارك في هذه التظاهرات الا من لامس الوطن  شغاف قلبه ، وهم المطالبون  بحقوقهم المنهوبة ، ولم يشترك في هذه التظاهرات أعداء العراق ولا المندسون او المخربون ، كانوا بالمئات لكن قلوب الملايين من العراقيين معهم  حتى اؤلئك الذين  لم يشاركوا بأجسادهم  شاركوا بأرواحهم  في كل مكان حيثما وجد عراقي يحمل هم وطنه ، المثقفون  والفنانون والكتاب والأعلاميون  في طليعتهم يحملون هموم الناس  ليؤكدوا انهم أحرار رغم ما يتعرض له  البعض منهم الى القمع والتخويف . لقد اثبتت تظاهرات الأمس ان الجسد العراقي لا زال ينبض بالحياة  وان العراقيين لا ينامون على ضيم  فهم مهد  كلمة, هيهات منا الذلة . لم يشترك في هذه التظاهرة اي من السياسيين او النواب وبهذا اثبتت الطبقة السياسية الحاكمة أنها معزولة عن الشارع  ومحصورة في ابراج المنطقة الخضراء  وتمتعهم بخيرات النفط وغير مسؤولة عن معاناة المواطن. كما انها لا تفقه اي بلد تحكم، وما  هو مئاله على أيديهم. 

 العراق بلد التاريخ والحضارة بلد الشموخ والحرف الاول  الذي اصبح بفضل الطبقة السياسية الفاشلة وعاءً  للقتل والإرهاب والسرقة وانعدام الخدمات.  العراق وطن الفساد والرشاوى و القمامة  و الأمراض،   فهو عراق الـمستشفيات القذرة والمؤسسات التعليمية الفاسدة والدوائر الحكومية المنخورة حد العظم  ، اما على الصعيد السياسي  البلد الواحد  المقسم طائفيا  وعرقيا ومذهبياً ومناطقياً مع انتشار ثقافة الكراهية بين ابناءه ، لذا طفح الكيل  ، نعم لقد طفح الكيل  و تظاهر العراقيون في بغداد والنجف  كما تظاهروا في البصرة وبابل والناصرية من اجل ان يبقى  الوطن عزيزا   بعد ان أذله المتصارعون  على خيراته  ، خرج العراقيون  من اجل  المقاتلين الذين يواجهون الارهاب  تظاهروا من اجل الدماء التي تحمي الوطن دون ان يقدم لهم اي شي  كان شعاراتهم موجهة للأبطال في سوح الوغى  (تقاتل من اجلي  اتظاهر من أجلك) وأصواتهم ترتفع (خيلة عليهم خيله .... و الشعب باذل حيله - فوگ داعش والبلاء..... النوب مأكو كهرباء).  فكانت تعبيرا حقيقيا عن  هواجس الشارع  ففي الوقت الذي طالبوا فيه بالخدمات طالبوا بدعم وحماية المقاتلين  ، ليؤكدوا على ثوابتهم الوطنية في محاربة الارهاب وأنهم لم يتظاهروا من اجل  قلب العملية السياسية او إلغاء الدستور  أو التضليل  على الحرب مع الدواعش  ، رفعوا  الشعارات المسؤولة ليقطعوا الطريق امام  تقولات المتصيدين بالماء الآسن  فالأمر لم  يدبر بليل  و انهم ليسوا  مدعومين  من الخارج او وراء مطالبهم اجندات مريبة  وأيادي خفية ،  بل انهم  عراقيون  تعلموا  ثقافة رفض  السئ والباطل  عبر تاريخهم، لقد  سقطت كل المقولات  امام التنوع الجماهيري الذي  نزل الى الشارع  وكان نصب الحرية شاهداً فهي الثورة التي لا تحتاج الليل .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=65138
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28