• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : نشاطات .
                    • الموضوع : بيان حركة أنصار ثورة 14 فبراير: الحكم الخليفي عصي على الإصلاح .. وخيار الشعب والقوى الثورية هو إسقاط النظام .

بيان حركة أنصار ثورة 14 فبراير: الحكم الخليفي عصي على الإصلاح .. وخيار الشعب والقوى الثورية هو إسقاط النظام

بسم الله الرحمن الرحيم

((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا)) صدق الله العلي العظيم.

((من بعد الخميس أنهينا الكلام الشعب يريد اسقاط النظام)).

أيها الشعب البحراني العظيم ..

يا شباب ثورة 14 فبراير البواسل ..

أيها الشباب المقاوم ضد الإحتلال السعودي ..

 

لقد إنبرى السيد عبد الله الغريفي في ليلة الجمعة 6 أغسطس/آب 2015م ، ليكشف للحكم الخليفي الطاغوتي صدور وظهور الثوار وقادتهم داخل السجن وخارجهم من أجل إستهدافهم ، تملقا للطاغية حمد وآملا وظاناً في حوار جديد والتوصل مع السلطة الفاسدة والمفسدة والظالمة إلى ميثاق خطيئة محسن وبنسخة جديدة ، ولذلك فإن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ومع إحترامها للعمامة ولرجال الدين وخصوصا العلماء المجاهدين الربانيين السائرين على نهج الأنبياء والرسل وأئمة الهدى ورسالة سيد الشهداء الإمام الحسين ونهضته المقدسة وشعاراته ونداءاته والتي منها هيهات منا الذلة .. وإني لا أعطي بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد ، تعلن عن أن كافة القوى الثورية والشعب بأغلبيته الساحقة وبوضوح وبلا مواربة ولا مجاملة بأننا جميعا محرضون ضد الفساد والظلم والطغيان الخليفي ، ونعلنها وبوضوح بأننا ندين مثل هذه الخطب الجبانة والبيانات الصفراء التي تدعو إلى العبودية والركون إلى الطاغوت والظالم المستبد ، وندين صمت رجال الدين ضد الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وهتك الأعراض والنواميس وإغتصاب العلماء والحرائر والمعتقلين في السجون.

لقد هاجم السيد الغريفي شريحة كبيرة من أبناء الشعب " قيادت – علماء – قوى ثورية – شباب ثوري رسالي مضحي ، بين سجين ومطارد ومشرد ومتواري ومهجر وشهيد" ، ووصفهم بفاقدي الشرعية وغير راشدين ومحرضين ، بينما هو ومن معه من إلتزموا الصمت والسكوت طوال عام كامل ، ولم يشاركوا في ثورة 14 فبراير 2011م ، ولم يشاركوا في الساحات والميادين ومنها ميدان اللؤلؤة الذي حضره مئات الآلاف من أبناء الشعب الذي طالب بالإصلاحات السياسية الجذرية وطالب بشعاراته بإسقاط النظام ورحيل العائلة الخليفية الغازية والمحتلة.

إن السيد الغريفي بخطابه هذا أراد التبرير لمنهجه ، مطالبا بالعفو والسماح له ولحزبه وجمعيته بمواصلة العمل السياسي ، موافقا لحكم آل خليفة بإتهام أبناء الشعب بالتحريض ، لاغيا مفهوم أن إسقاط النظام حق ورأي ، بل هو تحريض على إجتثاث الظلم والفساد والإستبداد ، وإن تبرئة نفسه ممن يتبنون إسقاط النظام كونه جريمة ؟!! ، فإنه بذلك يوافق العدو الخليفي بأن يفتك بالشعب كون الشعب يطالب بإلغاء آل خليفة ورحيلهم عن البحرين.

لقد كانت خطبة الغريفي مليئة بالكامل بالمفاهيم المغلوطة حيث خلط الحق بالباطل بإسم الدين ، ولكن يبقى السؤال .. هل هناك من يحاسبه ؟! .. ومن الطبيعي أن يصدر هذا الكلام من رجل لا يفكر بمعاناة الناس ، حيث كل همه هو تبرئة نفسه وحزبه وجماعته وجمعيته من عداوة الحكم الخليفي الذي يقتل شعبنا يوميا ، معلنا حبه وتودده إلى الطاغية حمد وأزلام حكمه.

وليعلم السيد الغريفي بأن النصيحة بـ"جمل" وليس بـ"وطن" كامل ألغيت هويته وأنتهكت كرامته وحريته وهتكت أعراض شعبه .. من هنا فإن القوى الثورية ومعها جماهيرها المقاومة محرضة ضد الإرهاب الخليفي الفاشي وتقف مع علمائها ونخبها ومثقفيها المقاومين والصامدين .. ولسنا مع عمائم إنبطاحية تدين الضحية وتعطي الضوء الأخضر لإستباحة قرانا وبلداتنا ومنها سترة الثورة الأبية.

ونعاهد جماهيرنا الرسالية الثورية بأننا سنكون في الساحات ونقول لمن يتودد للطاغوت والركون للظلمة والطغة المفسدين من أجل التمهيد لحوار خوار وميثاق خطيئة آخر بأن خطاباتكم رجعية متخلفة ، وأنكم لا تمثلون إلا أنفسكم وزمانكم القديم البالي المتهالك الذي حطمته ثورة 14 فبراير في ذلك اليوم الذي قبعتم في بيوتكم وإلتزمتم الصمت لأكثر من عام ولم تنبسبوا ببنت شفة.

نعم إننا نعاهد علماءنا الربانيين ومراجعنا العظام وعلى رأسهم الإمام الخميني الراحل قدس سره ، والإمام الخامنئي وسائر علماء وقادة المقاومة بأننا سنكون على خط ونهج الأنبياء والرسل والأئمة الهداة المعصومين "عليهم السلام" الذين قاوموا الطواغيت والفراعنة والإستكبار منذ قيام الخليقة إلى قيام الساعة.

إن الله سبحانه وتعالى يدعو إلى مقارعة الطاغوت ويدعو النبي الأكرم محمد (ص) بتحريض المؤمنين على القتال حيث جاء في القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ).

إننا لن نكون إنبطاحيين ولا إنهزاميين أمام الطاغوت ، ولن نتسكع على أبواب قصوره من أجل فتات من الإصلاح ولا من أجل العودة إلى المربع الأول ، ولا إلى التصويت على ميثاق خطيئة آخر ، وإن جثمان الملكية الدستورية الخليفية قد شيعه شعبنا إلى مثواه الأخير ، والشعب سيستمر في نضاله وجهاده ولن تهدأ أصواته وحناجره من إطلاق شعار الشعب يريد إسقاط النظام .. ويسقط حمد .. يسقط حمد .. وشعارنا إلى الأبد .. يسقط حمد .. يسقط حمد..

 

فيا شعبنا الغيور والبطل ..

ويا شباب الثورة الأبطال .. 

 

منذ الخميس الدامي في فبراير من عام 2011م وبعد سقوط الشهداء ، فقد أنهى الشعب وشباب الثورة الكلام مع الحكم الخليفي الفاشي ورفعوا سقف شعاراتهم بإسقاط النظام ، حيث هتفت جماهير الشعب ومعهم شباب الثورة الأبطال (من بعد الخميس أنهينا الكلام والشعب يريد إسقاط النظام) .. ولذلك فثورة 14 فبراير التي فجرها الشباب البحراني الثوري الرسالي وتخلى عنها البعض ممن جلسوا في بيوتهم ولزموا الصمت لمدة عام كامل ، ولم يشارك بعضهم الجماهير في المظاهرات ولا في الحضور في دوار اللؤلؤة ، ولم يشاركوا العلماء والفضلاء ورجال الدين صلوات الجماعة في الساحات ولا في ميدان اللؤلؤة ، وميدان الشهداء.. هذه الثورة مستمرة ومشتعلة حتى تقوض دعائم الحكم الخليفي اليزيدي الأموي المرواني السفياني الجاهلي .. وإننا على ثقة بأن جاهلية القرن العشرين المتمثلة في آل سعود وآل خليفة ستزول ، وإن قوى الإستكبار العالمي والجاهلي هي الأخرى إلى زوال ، وإن حكم الله والعدالة الإنسانية قادم لا محالة ، وما علينا إلا التمهيد لدولة العدل للإمام الحجة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.

إن سقف ثورة 14 فبراير هو سقف ثورات الصحوة الإسلامية التي إنطلقت من تونس إلى مصر واليمن ، فالجماهير تطالب بإسقاط النظام ، وإسقاط الطاغوت ، وقد إنتصرت تلك الثورات ، وبعضها تم الإلتفاف عليها ولكن في اليمن إنتصرت وها هي تقاوم قوى العدوان والغزو الإستكباري العالمي الصهيوأمريكي ، وهاهي اليوم الثورة في البحرين في طريقها إلى الإنتصار على الطاغوت الخليفي الفاشي.

وخلال الأعوام التي تلت الثورة طالب البعض جماهير الثورة في صلوات الجمعة بإطلاق شعار إصلاح النظام ،بدلا من شعار إسقاط النظام ، وصرحوا مرارا في صلوات الجمعة بأن سقف ثورة 14 فبراير هو دون سقف ثورات الربيع العربي ، إلا أن الجماهير وشباب الثورة إستمروا في طريقهم من أجل حقهم في تقرير المصير ، وإسقاط النظام وإختيار نوع نظامهم السياسي القادم.

واليوم ومن جديد يطلق البعض خطاب الإصلاح والتصحيح للنظام الخليفي الفاشي ، ويطرح خطاب المناصحة ويتهم من يدعوا لإسقاط النظام بأنه محرض ويتحمل مسئوليته ، وأنهم إنما ناصحين للنظام ومحبين له ، وكأن الطاغية حمد حاكم مع أزلام حكمه يتقبلوا النصح، وهم الذين هتكوا الأعراض والنواميس وإستباحوا المدن والقرى والبلدات وسرق مرتزقتهم الأموال والحلي والمجوهرات والأشياء الثمينة من أبناء شعبنا ، وقاموا بهدم المساجد والمقدسات ، وإستقدموا الجيوش الغازية من السعودية ومشيخات الأنظمة الخليجية الفاسدة التي عاثت في الأرض خرابا وفسادا.

لقد توصلت جماهير شعبنا إلى قناعة تامة بإستحالة إصلاح هذا النظام الفاسد الطاغي المتجبر ، ولو كان يتقبل النصيحة لتقبلها منذ عدة قرون ، ولكن آل خليفة ناكثي العهود والمواثيق ، وقد عرفهم الشعب في الخمسينات في إنتفاضة الهيئة ، وما بعدها من الإنتفاضات الشعبية ، وعرفهم بعد إنقلابهم على دستور 73م العقدي بتجميد الدستور وحل البرلمان في عام 1975م وتفعيل قانون أمن الدولة السيء الصيت ، وقد لدغ الشعب من سمهم النقيع في عهد الطاغية حمد بعد أن أعطى الوعود والمواثيق لقادة المبادرة في السجن ، وأعطى الوعود والمواثيق والتوقيع في بيت السيد الغريفي ، ونكث العهد والميثاق وظلت البحرين لأكثر من عشر سنوات تعيش الويل والثبور في ظل حكمه ، وبعد إنطلاق ثورة 14 فبراير رأينا ما حل بشعبنا من ويلات ومآسي وسفك للدماء وهتك للأعراض وإستباحات قل نظيرها في التاريخ.

إننا نستغرب كيف يأتي البعض من جديد ليروج للإصلاح والمناصحة ، بينما الشعب كل الشعب بأكثريته وأغلبيته يطالب برحيل العائلة الخليفية عن البحرين ويطلق شعارات (إنتهت الزيارة عودوا إلى الزبارة) ، ويسقط حمد يسقط حمد وغيرها من الشعارات التي يطلقها الشعب في مظاهراته ومسيراته اليومية.

لذلك فإن التصحيح والإصلاح السياسي قد إنتهى في قاموس الشعب البحراني ، فآل خليفة مجرمي حرب ومرتكبي مجازر إبادة جماعية لابد من أن يحاكموا في محاكم جنائبة دولية ، وهم من أراد تحطيم الشعب ومسخ هويته بالتجنيس السياسي وتبني مجيء قوات أجنبية لقمع ثورة 14 فبراير ، هذه القوات التي لا زالت جاثمة على صدر شعبنا ولا زالت محتلة لبلادنا.

إن من يطلق الخطاب السياسي التصحيحي هو من يسعى لإبقاء شرعية الحكم الخليفي الذي طالب الشعب بإجتثاث جذوره ، فلا مكان لآل خليفة في البحرين ولا مكان للطاغية حمد على أرض البحرين الطاهرة ولابد أن يرحل ولابد لآل خليفة أن يرحلوا.

إن آل خليفة لا يمكن إصلاحهم ولا يمكن نصيحتهم ، وقد أقفل آل خليفة كل قنوات التواصل وقنوات النصيحة  ، والشعب والقوى الثورية قد فقدت الأمل في إصلاح هذا الطاغية وحكمه الفاشي والفاسد ، وشعبنا قد فقد الأمل في إصلاح حكم مارس ولا زال يمارس أبشع أنواع الظلم والطغيان وإمتهان الكرامات وهتك الأعراض والحرمات.

إن فرعون البحرين قد علا في الأرض وجعل أهلنا شيعا يستضف طائفة من أبناءنا ويذبح أبناءنا ويستحي نساءنا إنه كان من المفسدين طبقا للآية القرآنية الشريفة:
(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).

إن الذين يطرحون الخطاب التصحيحي والنصح ، ويخطئون الشعب والمعارضة المطالبة بإسقاط النظام ، هؤلاء قد كشفوا عما كانوا يتسترون ورائه من خداع الناس وتضليلهم ، وأظهروا حقيقتهم ، ولذلك فإنهم شركاء في كل ما وقع على شعبنا من جرائم يندى لها جبين الإنسانية ، وليس هذا الخطاب إلا منتهى النفاق مع السلطة الخليفية ومع الشعب الذي رفض التعايش مع الطاغية حمد ومع نظام حكمه الفاشي الفاسد.

إن الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا طالبوا بإسقاط النظام وهم يتحملوا مسئولية شعاراتهم التي أطلقوها ، فهم باتوا لا يستطيعوا العيش بإمتهان كرامتهم وكرامة عوائلهم وسجنائهم الذين يتعرضون يوميا للتعذيب وإنتهاك حقوقهم وهتك أعراضهم في السجون.

إن شعبنا باجمعه وكل القوى الثورية تطالب بإسقاط النظام ، أما الذين جلسوا في بيوتهم وأقفلوا أفواههم لأكثر من عام ولم ينبسوا ببنت شفة أو أي موقف ، ولم يشاركوا الشعب والشباب الثوري والعلماء المجاهدين والذين أغلبهم اليوم يقبعون في السجن ، هم الذين اليوم يخطئون الشعب ويخطئون الشباب الثوري والثوار وقيادات الثورة والعلماء الذين طالبوا بإسقاط النظام وصرحوا بأن إسقاط النظام أقصر مسافة للنصر من المطالبة بالملكية الدستورية.

ونتساءل ويتساءل معنا شعبنا كيف يحلو للبعض أن يدعي نيابة عن الشعب بأنه يحب النظام ويشفق عليه ، وأن يدلي له النصيحة ، بينما هذا الطاغية الأرعن قد أطلق العنان لجلاديه ومرتزقته بزهق أرواح الناس وسفك دمائهم وهتك أعراضهم في السجون وعند المداهمات ، ولذلك فإن على جماهيرنا أن تجيب على هذه التصريحات بمواقف ثورية في الساحات مطالبة أكثر وأكثر بإسقاط النظام وعدم القبول بشرعيته والقبول بالتعايش معه.

إن جماهير شعبنا لن تقبل أي خطاب يدين المحرومين والشهداء .. ففي بيوت هؤلاء تم التوقيع على خديعة الميثاق ولا يزالون ينتظرون خديعة أخرى وملهاة جديدة..

وإن جماهيرنا من حقها أن تتساءل بأننا في أي زمان نعيش ؟؟!! .. حيث يتجرأ البعض على إدانة المظلومين ويغرسون أقلامهم بجراحات الشهداء ويسكتون عن مظالم آل خليفة اللعناء .. إن ذلك يعد سكوت الشياطين ليس إلا؟!!..

فجماهيرنا تتسال ومن حقها تتساءل .. لماذا يبذل هؤلاء كل جهودهم للدفاع عن آل خليفة وعن الوهابية والنواصب ويحرمون التحريض ضدهم ، في الوقت الذي قضى وأفنى هؤلاء كل أعمارهم ودهرهم يحرضون ضد هذا الفريق الشيعي أو ذاك الطرف الوطني .. لماذا هذا النفاق السياسي وبصوت عال نقول لماذا الدفاع عن آل خليفة والتودد إليهم .. ولماذا إدانة مواقف قادتنا ورموزنا وعلماءنا الذين طالبوا بإسقاط النظام وهم اليوم يقبعون في سجون آل خليفة ويتعرضون إلى الموت البطيء؟!!.

أما إذا كانت المطالبة بإسقاط النظام يعني إنتاج كراهية ضد النظام .. فلابد أن ننتقد الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) الذي رفض دعوات  الشاه بالملكية الدستورية ، وطالب بإسقاط النظام الشاهنشاهي وطالب برحيل الشاه.

ولتعلم جماهيرنا الرسالية الثورية بأن في الساحة الإسلامية والسياسية والجهادية ، هناك خطان ، الخط الأول هو الإسلام السياسي الثوري المطالب بالحكم الإسلامي والحكومة الإسلامية وإسقاط الأنظمة الطاغوتية الفاسدة ، وهو إسلام الحوزة الناطقة الثورية وإسلام المقاومة وجبهة المقاومة وتيار الممانعة ، والتي كان يجسدها في التاريخ الحديث الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه ومدرسته الرسالية الثورية ، واليوم يجسده قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي .. والخط الآخر هو الخط التقليدي والذي يمثل الحوزة الصامتة ، والذي يطالب الجماهير بالتعايش مع الملوك والجبابرة والحكام ويطالب بالإصلاح في ظل الملكيات والمشيخات والحكومات الظالمة الفاسدة والمفسدة، ولا يؤمن بالإسلام المحمدي الأصيل الذي طرحه الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه ، وكان هذا الخط التقليدي إنتقد في وقتها الإمام الخميني وثورته وبعضهم ذهب إلى أن الإمام الراحل عندما قام بالثورة فقد أصبح جسر عبور ومطية ركبها الشيوعيين في إيران؟؟!!.

وبعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران قام أصحاب الحوزة الصامتة والخط التقليدي بالتملق للثورة وقادتها وركبوا الموجة والى يومنا هذا، وهذا ديدنهم على إمتداد التاريخ.

إن الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) قد جاء بنظرية جديدة في الحياة السياسية وهو رفض حكم الطاغوت ورفض الركون إلى الذين ظلموا ، ورفض الملكية الدستورية ، وقد إنتصرت ثورته ، ولم يسمع إلى الكثير من الذين طالبوه بقبول دعوات الشاه المقبور بالعودة إلى الملكية الدستورية في ظل حكم محمد رضا بهلوي.

لقد طالب الإمام الخميني بالحكومة الإسلامية ، وكان يطالب بخروج الجماهير الى الساحات والمطالبة بإسقاط النظام ، فهل كان يحرض على الكراهية ؟!!، وهل هذا يعني إنتاج الكراهية ضد النظام ؟!! .. نعم إن الله يطالب الناس بالقيام على الطواغيت وإقامة حكم الإسلام.. وكان الله يحرض النبي بالقتال ضد الطاغوت وضد الجاهلية الأولى.

وكم نصح الإمام الخميني في خطاباته وبياناته شاه إيران المقبور بالعدول عن ظلمه وطغيانه وإستبداده ، ولكنه أبى وإستكبر وتجبر ، وكانت عاقبته السقوط الأبدي ، وقد نصح قادة المعارضة البحرانية قبل ذلك طغاة آل خليفة ، وطاغية البحرين الحالي بعد أن إنقلب على الدستور العقدي ومرر الدستور المنحة ، ولكنه إستكبر وتغطرس وقمع وإعتقل الشعب وعذب وإنتهك الأعراض والحرمات من عام 2002م إلى 2010م.

وبعدها وفي 14 فبراير 2011م ، تفجرت الثورة ولكنه لم يعتبر بنصح الآخرين ، ولم يقبل بالإصلاحات السياسية الشاملة ، وقمع الثورة وسفك الدماء ، وعلى الرغم من نصح البعض له ، ودخول الجمعيات السياسية على الخط والمطالبة بالإصلاحات ، إلا أنه وعبر ولي عهده الطاغية الأصغر سلمان بحر ، حاول المناورة والإلتفاف وإضاعة الوقت بمبادرة ولي العهد المعروفة لإضاعة الوقت ، وبعد ذلك طلب من قوات الإحتلال السعودي بالتدخل وفعلت ما فعلت من ظلم وجور وإستباحات ، وبعدها وبعد أن إعتقل قادة الثورة وعلمائها والآلاف من النساء والرجال وشباب الثورة ، إفتعل مناورة الحوار الخوار الذي فشل ، حتى أن الجمعيات السياسية في نهاية المطاف قاطعت الإنتخابات التشريعية والبلدية لأنها وصلت مع الحكم الخليفي إلى طريق مسدود.

فهل بعد كل هذه السنين يمكن الضحك على ذقون الشعب ، والعودة إلى المربع الأول والتودد والتحبب إلى الطاغية عله أن يتراجع عن غيه ويعطي الشعب من فتات الإصلاح؟!!.

إن شعبنا البحراني الثائر صاحب كرامة ، وقد أنتهكت وأمتهنت كرامته ، ولا يمكن بأي صورة من الصور أن نعتبر مطالبته بإسقاط النظام بأنها تحريض على الكراهية .. وإنما هو حق مشروع كفلته الشرائع السماوية والقوانين الوضعية بأن يطالب الشعب بحقه في تقرير مصيره وإختيار نوع نظامه السياسي في ظل إنتخابات حرة ونزيهة ، وكتابة دستوره وصناعة مستقبلة السياسي بعيدا عن القمع والإرهاب السياسي.

وأخيرا فماذا بعد تعدي السيد الغريفي على مشاعر الشعب البحراني ومن قدموا الشهداء من أبنائه ، عبر إسقاط مطلبه الأساس وهو إسقاط النظام الخليفي ومحاكمة الطاغية حمد وأزلامه ومرتزقته وجلاديه لسفكهم الدماء وقتلهم الأبرياء من دون حق ، وفي ظل هذه التطورات الميدانية الصعبة ، من مداهمات وإعتقالات وهتك للأعراض والحرمات والنواميس ، وتعذيب ممنهج وجرائم حرب ومجازر إبادة لا حدود لها ، يرتكبها كيان الإحتلال الخليفي في حق أبناء شعبنا؟!!

إن خطاب السيد الغريفي ليلة الجمعة ما هو إلا تشريع معلن لقوات الإحتلال الخليفي ومرتزقته لإرتكاب جرائم أكبر وأفضع في حق شبابنا الرسالي المقاوم ، وقد أصبح السيد الغريفي مجرد أداة سيستخدمها الحكم الخليفي ليشرع ويجمل بها ممارساته الإجرامية ضد أبناء شعبنا ، وإن هذا التمادي والإستهتار بإبداء مثل هذه المواقف الهزلية هو نتيجة عدم تحمل القيادات العلمائية والسياسية الثورية للرد على مثل هذه الشبهات وبهذا التجاهل سيتم سحق شبابنا بدم بارد.

من هنا فإننا نطالب السيد الغريفي بتقديم إعتذار رسمي لكافة أبناء الشعب وعوائل الشهداء والجرحى والمعتقلين والتراجع عن ما بدأ وصرح به ، كما ونطالب جميع القيادات المتواجدة على الساحة الثورية والسياسية بالرد الحاسم على مثل هذه الشبهات.

(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).

 

حركة أنصار ثورة 14 فبراير

المنامة – البحرين

8 آب/أغسطس 2015م

http://14febrayer.com/?type=c_art&atid=9255




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=65395
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19