• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : موت على قارعة القصيدة .
                          • الكاتب : عقيل العبود .

موت على قارعة القصيدة

ألإهداء: الى شهداء تلك المنابر، 
ومنهم المرحوم الشهيد الشاعر رحيم المالكي.
..............
 
لقد مات صاحبي،
الذي القى قصيدته في ذلك المهرجان،
حين إختطفه القناص ذات يوم في فندق المنصور،
ولهذا جلست كما هو، أنزف القلب، والحبر، والكلمات.
..............
 
قبل سنين مضت، 
يوم كنا يؤرقنا الدمع المعطر بروعة الليل، 
ونافلة النجوم الساطعات، قافلة الغربة كنا نتلوها، نبكيها معا،
 نحن والصبر والذكريات. 
..............
 
الإغتراب كما الغربة مقولتان،
 بهما، يفترق المكان، ويبكي الزمان،
بهما تغادرنا دموع الإصدقاء؛
الإغتراب، كما الغربة تسكن واحتها لوعة وافتراق،
لذا، وعلى غرار ما اذكر،
انه ذات يوم حزين،
الكبرياء كان أشبه بصمت يدنو
من أبواب قشعريرة منهمكة، بجلباب شتاءات اتعبتها العواصف،
المطر كان في يومها يختزل بكاء قرية داهمها الألم،
يدنو هكذا،
كمثل صولجان كائن هرم، 
لذلك كعادته أرهقني الحزن،
الشوارع صارت أنقاضا، اشلاء خراب،
الضمائر تبعثرت، تم انتزاع عفتها،
الظلمات بكل أصنافها، عادت الى الحياة، لقد أطلق العنان الى كوابيسها،
حتى المجانين، أطلق العنان لتداعيات كوابيسهم.
.............. 
 
الكبرياء،
الذي كعادته كان يفترش الصبر مع الليل،
صار يبكي،
الفراق تحول الى قصائد، اثقلتها لغة الدمع المنقوع بآهات الوطن.
 
..............
الفاجعة؛
 جميع العراق تحول الى وليمة، يتقاسمها السلاطين،
الضجيج رابطة تجمع الآخرين بطريقة مفتعلة،
تواقيع سرية،
اتفاقات يشوبها الحذر.
..............
 
الموت، توابيت، 
مساحات، تتزاحمها أنات جليس،
كان يفترش الصمت الواقف عند ارصفة المحطات،
القصيدة، استغاثات تكبر دون ان يرصدها احد.
..............
 
تلك الشوارع ما زالت تسكنها البنادق، والقطع الحربية،
آنذاك صاحبي لم يكن يعلم، انه بعد قليل،
سيودع ما يقول،
اوسيفارقه الموت.
..............
 
 اللاحياء كعادته؛
 يستخدم ترسانته الكبرى، يطارد الطيبين؛
إعصار يسلب الشعراء قصائدهم،
 بغداد على اثارها راحت،
 تودع كل شيء، يهواه الشعر، وتعشقه الأمنيات؛
الأصدقاء، الأشجار، الشوارع، جميع الأزقة والبيوت، الأغاني،
العصافير، الفقراء، حتى الحياء؛ 
القناص يحكم كل الأشياء،
يختطف الصباحات باصرار غريب،
ولهذا مات صاحبي مودعا،
لتنبت عند أطراف روعته، 
ابتسامات نهارات جديدة.
..............
 
ساندياكو
نشرت في موقع النور 8/2009
تم تنقيحها من قبلي 8/8/2015



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=65502
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29