• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : قساوسة في ضيافة فرقة العباس القتالية في البصرة .
                          • الكاتب : فؤاد المازني .

قساوسة في ضيافة فرقة العباس القتالية في البصرة

كنائس ومآذن ودور عبادة في كل مكان قداس هنا وصلوات هناك دعوات هنا وإبتهالات هناك أفراح هنا وأفراح هناك أحزان هنا وأحزان هناك أخوة هنا وأخوة هناك إنسانية يفوح عطرها هنا وهناك .. هذه هي البصرة بالأمس البعيد والقريب وهاهيه باقية حتى اليوم وغدآ وبعد غد ..
هذا ماجبلت عليه البصرة منذ القدم تعايش حد النخاع لكل الأديان والمذاهب والطوائف بيوتات وأزقة وحارات متنوعة الأعراق لكن كانهم عائلة واحدة . أديانهم علاقة بين الفرد ومعبودة ولا نقاش ولا جدال في هذا الأمر مطلقآ ولكنهم في معيشة مشتركة تبدأ من الأطفال جميعهم يشتركون في اللعب ، الطلبة جميعهم في مدارس واحدة ،  الآباء يعملون في دوائر وأقسام وشعب ووحدات يشتركون جميعهم في العمل ، والنساء جميعهن يشتركن في زيارات متبادلة تتناغم فيها الحكايات والمشاعر بأفراحها وأتراحها ، تضفي على هذه العلاقات مسحة من التكافل الإجتماعي . هذا التوصيف ليس من نسج الخيال بل هو الواقع المعاش في مدينة البصرة الفيحاء رغم كل الظروف التي مرت بها والأحداث التي عصفت بها والأيادي الخبيثة التي تجاوزت على مقدراتها وأرادت بها التفرقة والفتنة والإقتتال والتناحر إلا أنها بقيت شامخة بعنفوان متمسكة بعاداتها وتقاليدها المتوارثة من السلف الى الخلف . صورة مشرقة لزقاق من أزقتها ترى بيوتات هنا تسكن عائلة مسيحية وبجنبها عائلة مسلمة شيعية وبجنبها عائلة صابئية وبجنبها عائلة أرمنية وبجنبها عائلة مسلمة سنية  وكأنها لوحة أزهار في حديقة غناء تتشابك قلوبهم وكأنهم عائلة واحدة وبيت واحد .
اليوم وبعد أن لاح خطر الإرهاب على البلد ودنست أقدام البغاة أرض العراق وتسارعت خطى الحشد الشعبي إستجابة لنداء المرجعية الرشيدة للذود عن حياض الوطن وفتحت معسكرات تدريب المتطوعين في عموم المحافظات ومنها البصرة الغراء بادر الأخوة المسيحيون والصابئة للإندماج مع جموع المتطوعين من جهة ومن جهة أخرى كان الأخوة القساوسة وراعين الكنائس الأرذوكسية والأرمنية والأديرة الحضور المتميز والزيارات الميدانية لمعسكرات التدريب ومنها مركز فرقة العباس القتالية في البصرة التابع للعتبة العباسية المقدسة بإعتباره مركزآ يستلهم الفداء
والإباء والتضحية من سيرة أبا الفضل العباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وفي زياراتهم رفعوا راية العتبة العباسية المقدسة وراية أبا الفضل عليه السلام وراية فرقة العباس القتالية وكان لعلم العراق حضوره بين الرايات تعبيرآ للتأكيد أن الجميع في خندق واحد تحت راية الإمام المفدى السيد السيستاني (دامت بركاته) وكما وصفه المطران حبيب في كلمته أمام المتطوعين بأنه الأب الروحي لهم وملهمهم ومثلهم نحو السلام والمحبة والأخاء فأجابته حناجر المتطوعين بالهتافات .. لبيك ياسيد علي .. لبيك ياعراق




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=65630
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28