• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تبقين جميلة .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

تبقين جميلة

منذ الصغر كنت أمر بجميلة المكان الذي يجتمع فيه باعة الجملة بالمفرد،
وتكثر فيه المحال التجارية وأسواق بيع الخضر والفواكه ومخازن كبيرة توضع
فيها ملايين الأطنان من البضائع المستوردة .
جميلة أصغر من مدينة، وأكبر من سوق فهي ملاذ آلاف البسطاء والفقراء من
باعة المفرد والحمالين وأصحاب البسطات الذين يبحثون عن فرصة حياة حيث
تجتمع فئات إجتماعية عديدة في هذا المكان الذي إشتهر بإسم جميلة، ومنه
تخرج شاحنات محملة بأنواع البضائع الى خارج العاصمة بغداد والى جميع
أحيائها الكبيرة والصغيرة، وليس من أحد ولايعرف بها، أو لم يزرها خلال
العقود الماضية، ولأهمية جميلة فقد أسست الى جانبها محطة كهرباء وبنوك
وأسواق ثانوية وأحياء سكنية ومحال للبيع والشراء وأسواق جملة ومفرد
وشركات تحويل مالي ومحطات لوقوف السيارات ودوائر حكومية وخدمية متعددة.
تعرضت جميلة لإعتداءات متكررة من قبل تنظيم داعش الإرهابي المتطرف، وقبله
القاعدة حيث وضعت العبوات الناسفة والسيارات المفخخة التي كانت تدمر
الأسواق والمحال وتخرب البضائع وتقتل الفقراء العاملين في السوق وتمنع
عنهم سبل عيشهم، لكنهم سرعان ماكانوا يعودون أقوى من السابق وبرغبة أكبر
من أجل دوام الحياة وحضور القدرة على العطاء والبقاء على قيد الأمل مهما
كانت التحديات الجسيمة.
صباح الخميس الثالث عشر من أوغست إستطاع تنظيم داعش تمرير سيارة مفخخة
الى مكان حيوي في داخل سوق جميلة وفجرها في المئات من التجار والباعة
والمتسوقين والحمالين ماأدى الى مقتل العشرات منهم وجرح المئات وتدمير
العديد من المحال وخراب الأطعمة والفواكه والخضر وحرق الدكاكين والبسطات
وهلاك حتى الحيوانات التي تجر عربات لنقل البضائع من مكان الى آخر.
ترقى جريمة سوق جميلة الى مستوى جرائم الإبادة الجماعية التي يجب أن
يلاحق المتسببون بها والداعمون لها والمروجون والمبررون والذين يحاولون
تشويه الحقائق وتحويل الأمور عن غير وجهتها الحقيقية وبالتالي صناعة
الفوضى وتحميل الحكومة المسؤولية ومعها بعض القوى السياسية التي تتحمل
مسؤولية التقصير ولكنها لاتتحمل مسؤولية التفجير.
داعش يستهدف بغداد ويلوح بخيار الجريمة الطائفية لخلق الفتنة بين
المسلمين وقد نجح في مناسبات عديدة حين يقوم بتفجير مناطق شيعية بحجة
الدفاع عن السنة ويكون الإحتقان والصدام أمرا ممكنا كما حدث في مناسبات
عدة سابقة لذا فإن الهمة والعزيمة الراسخة يجب أن تتصاعد في حرب التنظيم
وحسم المعركة معه بالوسائل كافة دون تهاون وتردد. وإن حرب الفساد وحرب
داعش يجب أن تسيرا بنفس الهمة والقوة وعدم التردد وحضور الحزم والشدة
لقهر الفساد والباطل وأعوانه.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=65808
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19