• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : المرجعية العليا تشخص الداء وتصف الدواء .
                          • الكاتب : السيد حسين محمد هادي الصدر .

المرجعية العليا تشخص الداء وتصف الدواء


-1-
 
لا نذيع سراً اذا قلنا :
انّ المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف متمثلة بسماحة السيد السيستاني – دام ظله-، قد انقذت العراق من كارثة الولاية الثالثة حين اصرّت على وجوب تغيير المسؤول التنفيذي المباشر السابق .
وهي لم تتخذ هذا القرار الاّ بعد أنْ أيقنت أنْ الفساد قد استشرى وأنَّ سوء التدبير ادى الى حرمان المواطنين العراقيين من الخدمات الضرورية في مختلف القطاعات والمجالات ، الامر الذي تعاظمت معه المعاناة الرهيبة التي تنوء بها كواهلهم، والمثقلة اصلاً بسبب الظلم الفظيع الذي مارسته الدكتاتورية البائدة ...
-2-
 
وتنفس الناس الصعداء حين نهض الدكتور حيدر العبادي برئاسة مجلس الوزراء، مستهلاً مسؤوليته بالتاكيد على أنّ الأولوية هي القضاء على الفساد والمفسدين ...
وقد بقى الشعب بالانظار طيلة عام كامل دون ان يشهد ماكان يطمح اليه من اصلاحات ، ولم يُحل الى القضاء حتى الان كبار المفسدين ، لابل تكررت بعض الأخطاء التي مارستها الحكومة السابقة من قَبِيل التعيين بالوكالة في مواقع ومناصب مهمة ..!!
-3-
 
وجاءت كلمات المرجعية الدينية العليا الخطيرة وتوجيهاتها الرائدة يوم الجمعة 14 شوال /1436 هجرية الموافق 7/8/2015 لتضع النقاط على الحروف وتنهي فترة الانتظار القاتل .
لقد دعت المرجعية العليا رئيس مجلس الوزراء للضرب بيد من حديد واتخاذ القرارات الصارمة الحاسمة في محاسبة المفسدين والمقصرين دون أن تأخذه بأحد منهم هوادة .
كما انها دعت الى اقصاء من أوصلتهم المحاصصات البغيضة الى مواقع لايستحقونها، والتصدي لتعيين المهنيين الكفوئين القادرين على النهوض بالمسؤولية ليحلوا محلهم ، أيّاً كانت أديانهم ومذاهبُهم وقومياتهم ..
وهذه النقطة بالذات ، تكشف بوضوح عن الموضوعية العالية التي تتمتع بها المرجعية العليا الرشيدة .
انها لاتحابي أتباعَها على حساب المواطنين العراقيين الاخرين ، وانما تنطلق مما تقتضيه الموازين والاصول الموضوعية للنجاح من خلال التعويل على الوطنيين النزيهين المخلصين .
وهذا اصبح (الصابئي) و(الايزيدي) و(المسيحي) فضلاً عن الانسان المسلم، سواء كان عربياً أم كردياً أم تركمانياً – مرشحاً لتبوء ما يصلح له من مهام ، بعد ان كانت المناصب حصصاً يتقاسمها السياسيون وحدهم ، بعيداً عن سائر المواطنين الأخرين ..!!
-4-
 
انّ اعتماد المحاصصات بين الكتل السياسية أساساً في توزيع الحقائب والمناصب ، هو من أهم العوامل والاسباب التي قادت الى تدحرج الاوضاع الامنية والاقتصادية والسياسية الى القاع ..!!
-5-
 
والدكتور العبادي أصبح اليوم مدعوماً بشكل استثنائي فريد، من قبل المرجعية العليا ، للمضي قدما وبشكل سريع لا يحتمل اي لون من الوان التلكؤ والتاخير في درب التغيير الحقيقي لكل ألوان الفساد .
وانّ عليه ان يستثمر هذه الفرصة الثمينة للانطلاق الفوري في رحلته نحو الاصلاح المنشود سياسيا واقتصاديا وامنيا ....
ونحن على يقين ان معظم المواطنين العراقيين سيكونون معه يساندونه ويعاضدونه ويسهلون مهماته ..
-7-
 
إنّ الذين راهنوا على إعاقة حكومة الدكتور العبادي عن انجاز مهاتها بفاعلية، لم يصلوا الى تحقيق امنياتهم .
وانهم أضرّوا بمصالح العراق أيّما اضرار ، من خلال محاولات الاثارة البائسة التي اصطنعوها هنا وهناك .
-8-
 
ولاحت في الافق تباشر التفاعل الحقيقي مع توجيهات المرجعية الدينية العليا من قبل بعض الاطراف السياسية المهمة في الساحة العراقية، لتقدّم الدليل العملي على أنها آثرت مصالح العراق العليا على كل المكاسب والامتيازات بما في ذلك الحقائب الوزارية ..!!
انها آثرت مصالح العراق العليا على كل المكاسب والامتيازات بما في ذلك الحقائب الوزارية ..!!
ومثل هذه الاستجابة السريعة لدعوات المرجعية العليا تجعلنا من المتفائلين في وضع جديد واعد، نتجاوز به مرحلتنا المثقلة بالمشكلات .
 
-9-
 
ان تخفيض رواتب الرؤساء والوزارات والنوّاب واصحاب الدرجات الخاصة، اجراء سليم لا لتقليص التفاوت الطبقي في المجتمع فحسب ، بل للاقتراب من جدول للرواتب يتناغم مع مقتضيات العدل والانصاف ويبتعد عن الظلم والاجحاف .
الا انّ الرواتب المذكورة كلّها لاتشكل الا جُزءً قليلا من الثروة الوطنية المنهوبة على يد القراصنة واللصوص المفسدين .
واذا ما تمت محاسبة المفسدين الناهبين للثروة الوطنية فان هناك المئات من المليارات التي يمكن استرجاعها وانقاذها من يد الناهبين .
ان الذين كانوا يتعايشون على ما يُقدّم لهم من معونات ومساعدات في دول اللجوء ، عليهم أنْ يثبتوا من أين اتيح لهم ان يمتلكوا الملايين من الدولارات ؟
من اين جاؤوا بالأموال الضخمة التي اشتروا بها العقارات الفخمة في العواصم الاوربية ؟
لقد بولغ بثروة بعضهم حتى انها قدرّت بالمليارات من الدولارات بالملايين مع انه كان قبل 9/4/2003 من المملقين ..!!
-10-
 
واين هي الكتل السياسيّة التي تبادر الى الكشف عن الاثراء غير المشروع عند رجالها ؟!!
واذا لم تستطع ان تكون على هذا المستوى العالي من الامانة والنزاهة فلتترك عملية التستر عليهم والدفاع عنهم
فهل تفعل ؟!
هذا هو السؤال .
-11-
 
 
ولنختم بما قاله شاعر معاصر مخاطباً المرجع الاعلى سماحة السيد السيستاني – دام ظله - :
للمرجعية نُزجي تحيةً وسلاما
فهي الغِياثُ لشعبٍ عانى الشقاءَ مُضاما
وقد عرفنا (عَليّا) للمسلمين ( إماما )
بقوّة واقتدارٍ قد حَطَّمَ الأصناما
نعم لقد تحوّلت المحاصصات الى أصنام، وقد حطّمتها المرجعية العليا، واستقبل الشعب العراقي توجيهات المرجعية بكل تجلة واحترام، وتَفَاعَلَ معها عبر مسيراتٍ وتظاهرات عارمة مؤيِدا ومُرحِبا ...
 
 


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/08/17 .

السيد حسين محمد
السلام عليكم ..
مما لاشك فيه ٱن المرجعية الرشيدة قالت كلمة الفصل ،التي كان لها ٱلٱثر البالغ في تقويم مسار العملية السياسية .وٱلزام الحكومة نفسها بٱجراء اصلاحات شامله .وهي ثمرة حكمة وبعد نظر المرجع الكبير السيد السيستاني .دامة فيوضاته ،
كانت الحوزة حاضرة تراقب عن كثب بعين الحريص مسار عمل الحكومة .وتوجه نداءاتها العاجلة بضرورة تفادي ٱي تقصير والاسراع في تقديم الخدمات للمواطن .وكان منبر صلاة الجمعه .يدق ناقوس الخطر بضرورة الاسراع بعملية الاصلاح .ويوجه الحكومة الا ضرورة الاستجابه السريعة لمطالب الجماهير .وكانت المرجعية تسدي نصائحها الى المواطنين بضرورة الالتزام بسلمية مظاهراتهم والحفاظ على الاملاك العامة والخاصة .حرصا منها على مؤسسات الوطن .
لقد ٱثبت المرجع الكبير السيد السيستاني .دام ظله بانه رجل المرحلة وسيد الموقف .والممثل الشرعي للامام المنتظر .عج .في الانابة فلقد اصبح ٱمة في رجل .





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=65838
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19