إن لخراب المدن أسباباً أدت إلى ذلك ، و من جملة تلك الأسباب ما يمكن أن نجمله في الموارد الآتية :
1ـ الحروب و الصراعات :
قال تعالى:(( وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً * فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً )) سورة الأسراء , الآيات ( 4 ) ــ (7) .
و قال تعالى :(( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ )) سورة النمل (34) .
2ـ الغضب الإلهي :
إذ أن القرى عندما تكفر ، و تخرج عن أمر الله تعالى فلا بد لها من رادع ، فكان الرادع الأكبر هو الغضب الإلهي المتمثل بخسف القرى ، و تدميرها ، حفاظاً على النقاء الإنساني ، و لإعطاء الدروس و العبر لكل بني الإنسان ، و لصدق الوعد الإلهي تأييداً لأنبياء و رسله ( عليهم السلام ) .
قال تعالى:(( وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ * فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلاَّ أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ * )) سورة الأعراف ( 4 ــ 5 ) .
و قال تعالى:(( أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ * إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ * )) سورة الفجر ( 6 ـ 13 ) .
2ـ العوامل الجغرافية و المناخية :
إن الطبيعة تحاول فرض نفسها على المدينة ، أما الإنسان فيحاول جاهداً أن يكيَّف نفسه و مدينته لهذه العوامل ، لذا فعليه أن يتجنب جملةً من الأمور و التي منها :
أولاً ـ الابتعاد عن البناء في الأماكن التي تكون عرضة للكوارث الطبيعية كالبراكين و البحار و المحيطات عند هيجانها ، و الجبال و انهياراتها ، و ما شاكل ذلك .
ثانياً ـ أن يبني بنياناً يتحمل و يتلائم مع العوامل المناخية و الجغرافية التي يعيش فيها ، فلا يبني بيتاً ـ على سبيل المثال ـ من خشب في ظل بيئة أعاصير و رياح عاتية و حرائق غابات . و لا يبني بيتاً من طين في ظل بيئة ماطرة و رطبة دائماً .
و القرآن الكريم في مجال تناوله للعوامل الجغرافية و المناخية قد أشار إلى أمثلة قرآنية غير مباشرة حول الطبيعة و مقارنتها بأعمال الإنسان في آياتٍ متفرقة . |