• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العراقية ام قصي "طوعة زمانها " ينبغي ترشيحها لجائزة نوبل للسلام ، لإنقاذها 25 شابا من أيدي الإرهاب .
                          • الكاتب : فاطمة التميمي .

العراقية ام قصي "طوعة زمانها " ينبغي ترشيحها لجائزة نوبل للسلام ، لإنقاذها 25 شابا من أيدي الإرهاب

سيدة عراقية ، حديدية الأعصاب ، رقيقة القلب ، جياشة العاطفة ، دافقة الامومة ، نابضة المشاعر ،واهبة الحياة ، سفيرة للانسانية ، صوت المحبة ، وايمان بحجم الوطن..
سيدة استحوذت على حيز كبير من وسائل الاعلام المختلفة وشغلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الماضية بمزيد من الاهتمام ونقل أخبارها والحديث عن شجاعتها وعن صبرها وتفانيها في زمن اصبحت فيه المرأة المثالية عملة نادرة ومساحة النماذج الانسانية متقلصة فهل نحن أمام نموذج انساني مثل الام تريزا مع الفارق الزماني والمكاني؟ في ظل المتغيرات                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                               الكبيرة التي يعيشها المجتمع العراقي في الاعوام الأخيرة بعد حقب متسلسلة متتالية من الحروب والحصار والاحتلال وبالتالي دخول الإرهاب الأعمى القادم من الخارج والمتهجن مع مجرمي الداخل من المتخلفين والمتبقين من نفايات الحزب البائد .
"داعش " الارهابي الذي ملأ الأرض قتلا ودمارا وفسادا وارتكب الفضائع وانتهاك الحرمات وسبي النساء وقتل الشباب والنساء والأطفال العزل غدرا وعدوانا بدم بارد، وبالأخص بعد دخولهم محافظة صلاح الدين في معسكر سبايكر.
السيدة (ام قصي ) نموذج معاصر للمرأة العراقية الشجاعة ..هي قصة نجاح انساني .. وحكاية بطولة لامرأة عراقية رائعة فرضت انموذجها على الواقع العراقي وسطع نجمها عفويا لتعيد لنا ما فقدناه من بريق نساء عراقيات لامعات .. ام مثالية تحاول التجسيد بدمها ولحمها وشحمها لصياغة جديدة في التعبير عن نوع التفاني والتضحية محاطة بالعاطفة الانسانية والإيثار. 
رغم ان التاريخ يكشف وجود نساء عراقيات تميزن بصفات مميزة .. تلك المرأة الاصيلة بتضحياتها وجهادها وصبرها ومثابرتها، و صفات يكاد ان يقل نظيرها في العالم, فالمرأة الشجاعة اصبحت عملة يندر وجودها في مجتمعنا. تلك الحريصة على دينها , المقبلة على ربها , الناظرة في عيبها , العفيفة بلسانها , العظيمة بصبرها , القليلة بمكرها , البريئة من كذبها , الوثيقة بعملها , الرحيمة بقلبها , الزاهدة في دنياها ،و المقبلة على عطائها ..
مواصفات رائعة تتطابق جميعها او معظمها مع مواصفات السيدة ( ام قصي )....... لماذا؟
لآنها انقذت خمسة وعشرين انسانا عراقياً من الموت من شباب قاعدة سبايكر..
لأنها انقذت خمس وعشرون عائلة من مكابدات الحزن والقهر والالم ولطم الخدود ..
لأنها انقذت عشرات الاطفال من اليتم وحرمانهم من عطف الاب.
لأنها انقذت خمس وعشرون  زوجة صالحة من الترمل ، والرحيل الى المجهول .
السيدة " ام قصي " تذكرني مرة بالأم تريزا الحاصلة على جائزة نوبل للسلام ، تلك الانسانة  التي نذرت نفسها من أجل إيواء الأطفال ومعالجة الفقراء ، واخرى تذكرني بالامرأة العراقية "طوعة " ووقفتها المشرفة الشجاعة حينما فتحت بيتها لسفير الحسين ع مسلم بن عقيل "رض " وخبئته في بيتها بعيداً عن عيون الإرهابيين الأمويين حينذاك ، تلك الوقفة الجليلة الشامخة كنخيل العراق والتي جعلت من" طوعة " اسما لامعا سطر ملحمة انسانية رائعة عبر التاريخ  ما زالت اصدائها تتردد ليومنا . يا ترى ألا  تستحق السيدة "ام قصي "  لقب  (طوعة زمانها) 
هذا المرأة التي تميزت بالإخلاص الذي ادت به عملها لله وليس عمل من اجل هوى النفس فكان اخلاصها دنيوي واخروي في آن واحد ، فكان فوزها الدنيوي انها نالت رضا ومحبة وثناء العراقيين  وليبقى عملها هذا خالداً على مر العصور أما فوزها الاخروي فأنها ارضت ألله ورسوله والمؤمنين .
"ام قصي " جازفت بحياتها من أجل الآخرين وجاهدت بنفسها ومالها لإنقاذ عشرات الشباب وليس هذا فحسب وحسب تقصينا للحدث فهي التي جازفت  بأحدى بناتها وارسلتها الى مسافة الاف الأمتار لتكون دليلة للشباب وسط الدواعش المجرمين لإصطحابهم الى الملاذ الآمن في بيتها واوتهم وامنت لهم سبل البقاء والحياة لحين وصولهم الى اسرهم وعوائلهم  حيث بر الامان لتكون اما فوق العادة لخمسة وعشرون شابا عراقيا ضاقت بهم السبل وغدر بهم الغادرون المجرمون ..  "ام قصي" بين "الأم طوعة " و " الام تريزا" وما بينهما من خصائل انسانية مشتركة .. تجعلنا نجعل من هذه السيدة العراقية البطلة وساما على صدورنا وبالتالي ينبغي بالدولة العراقية ومؤسساتها المعنية بترشيح ام قصي " طوعة زمانها " الى جائزة نوبل للسلام إعتزازا بوقفتها النبيلة وشجاعتها الفريدة ..
بغداد 
بكلوريوس مكتبات 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=66265
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19