• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أدكـ على راسي؟! .
                          • الكاتب : فالح حسون الدراجي .

أدكـ على راسي؟!

أكتب هذه المقالة، والحزن يذبحني من الوريد الى الوريد.. 
كيف لا أحزن، وأتألم، وأبكي، وأصرخ، وأندم، وأغتاظ، وأموت قهراً، وأنا الذي ادافع عن هذه العملية السياسية بقلمي، وصوتي وأظافري وأسناني، إن تطلب الأمر.. بينما أرى هذه العملية السياسية مثل (بو... البعير، ترجع ليوره) !!
وكيف لا أندم، وانا أدافع عن هذه الدولة - والحكومة مفردة منها- بينما الدولة تأكل أبناءها، كما القطة التي تأكل صغارها!!
أمس ألتقيت بأخي وصديقي جمعة عليوي، وقد دار حديث موجع في شؤون الدنيا بيننا، وكان سؤالي عن شقيقه المجاهد، والمثقف، والإعلامي الكبير الأستاذ نجم الخفاجي مفتاح هذا الحديث، وقفله كما يقولون، لكن جوابه أحزنني وأوجعني، وليته ما أجابني، بل ليتني ما سألته.. فجوابه عن شقيقه كان صاعقاً، ومدمياً للقلب.. إذ لم أجد والله جحوداً، ونكراناً للجميل كما وجدته في طبقتنا السياسية (العليا)، ولم أسمع بحكومة- سواء أكانت هذه الحكومة أم سابقاتها- تتنكر لمن ساهم بمجيئها لسدة الحكم مثل حكومتنا الوطنية جداً. فبعد أن أخبرني صديقي (أبو نزار) أن شقيقه المجاهد الأستاذ نجم قد عاد الى منفاه البارد خائباً دون أن يحصل على حقوقه الوظيفية، لأسباب نعرفها، فهو رجل نزيه وشريف، لا يأخذ ولا يعطي حراماً وهو مستقيم حد اللعنة، لا يجامل، ولا ينافق، ولا يتزلف، او يتقرب لمن كان يتزلف ويتقرب له في المنافي أيام المعارضة لنظام صدام يضاف الى ذلك أن الرجل (قافل تماماً) على موضوع الإنتماء لأي حزب، فهو يرفض العمل في صفوف جميع الأحزاب والمنظمات السياسية والهيئات الإعلامية التابعة للأحزاب، رغم ما عرض عليه من عروض مغرية، بينما الجماعة يريدونه عضواً في صفوفهم..
لذلك صدَّ عنه (رفاق الجهاد في الأمس)، وصدَّ عنهم هو الآخر أيضاً!!
سأكتفي بهذا القدر من الحديث عن شعوري تجاه ما حدث لأستاذنا نجم الخفاجي، متمنياً عليكم ان تقرأوا معي (سيرة) هذا الرجل النبيل، لتقولوا رأيكم به، وقبل ذلك بقادة الحكومة الجاحدة:
ولد نجم عليوي الخفاجي في بغداد/ سنة 1943
واكمل دراسته الاعدادية فيها. ثم نال البكالوريوس- لغة انكليزية - بدرجة جيد جداً، من الجامعة المستنصرية عام 1968-1969 
ودبلوم عال في ادارة الاعمال من جامعة أستون/ برنكَهام /انكَلترا. وزميل المعهد الملكي البريطاني للغويين /معادلة لشهادة الماجستير
وكذلك عضو في نقابة الصحفيين البريطانيين
وكان قد عمل موظفاً في شركة نفط العراق منذ العام 1958 لغاية 1982- العام الذي لجأ فيه الى لندن، بسبب ما تعرض له من إضطهاد، ومضايقات أمنية، بسبب معارضته لحزب البعث .
بعد ذلك صودرت أمواله المنقولة، وغير المنقولة في كركوك، حيث كان يعمل في النفط هناك, وهي قطعة ارض لا يملك غيرها، ناهيك عن بيع اثاث بيته في المزاد العلني، من قبل أجهزة الأمن .
كما تعرضت عائلته للإعتقال، والملاحقة، بسبب موقفه هذا.
وفي لندن عمل الرجل في أغلب المنظمات المعارضة لصدام، ومنها منظمة حقوق الانسان في العراق.. حيث كان يعمل معه في نفس المنظمة (الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء العراق, والسيد مهدي الحكيم, والدكتور صاحب الحكيم)!!
كما أنه شارك في أغلب مؤتمرات المعارضة قبل العام 2003.
لقد كان الخفاجي صوتاً عراقياً وطنياً خالصاً، وشهوده في تلك المرحلة، هم قادة الطبقة السياسية العليا هذه الأيام، أمثال حيدر العبادي، وابراهيم الجعفري، واحمد الجلبي، وموفق الربيعي، والمرحوم السيد محمد بحر العلوم، إضافة الى وليد الحلي، ومحمد عبد الجبار الشبوط وغيرهم من المعارضين لصدام..
وهنا يجب أن نذكر بأن الحاج نجم قام بترجمة 12 مؤلفاً من كتب الفقه والرسائل العملية للمراجع الكبار، أمثال الشهيد محمد باقر الصدر, السيد ابو القاسم الخوئي, السيد علي السيستاني , السيد الخامنئي , السيد محمد حسين فضل الله رضي الله عنهم اجمعين).
وفي الإعلام، كان للرجل دور واسع وكبير في الأوساط الإعلامية، فهو من المؤسسين للقسم العربي في هيئة الاذاعة البريطانية bbc عام 1994 وقد كرم من قبل هذه الإذاعة مؤخراً لبلوغه سن التقاعد، كما عمل في مؤسسات اعلامية مهمة مثل mbc , Lbc. وفي نفس الوقت فقد رفض العمل (خبيراً) في قناة الجزيرة (الانكليزية)، لأسباب لا تحتاج الذكر .
تخرج على يديه الكثير من اعلاميّي القنوات الفضائية العراقية، والعربية، في دول مصر وسوريا ولبنان والاردن واليمن وبعض دول الخليج . كما عمل مديراً للأخبار في شبكة الاعلام العراقي في العام 2004 بتكليف من مؤسسة Lbc التي كان يعمل خبيراً اعلامياً فيها.
بعد هذا التاريخ الإعلامي والجهادي الذي تجاوز الخمسين عاماً، تتوقف معاملته التقاعدية- كموظف في وزارة النفط العراقية - منذ عام 2006 حتى الان، متنقلة بين لجنة المفصولين السياسيين في مجلس الوزراء، ووزارة النفط، والمصيبة التي أذهلتني أن اللجنة علقت على طلبه بما يلي:
(لا يستحق إحتساب سنوات الفصل السياسي، لكونه لم يثبت ما يكفي لمحاربته النظام السابق)!!
ما أعرف شلون يريدون منه يثبت الهم معارضته للنظام السابق، يروح مثلاً يطلع (أبوعدي) من گبره حتى يشهد له بمعارضته.. لو أوگف بنص الخضراء، وأدگ على راسي؟!

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/08/25 .

ٱلأستاذ فالح حسون الدراجي ،
السلام عليكم .
مقالكم لايحتاج الى تعليق ..فقط نقول لاحوله ولا قوة ٱلأبالله العلي العظيم .وحسبنا الله ونعم الوكيل .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=66280
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19