• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : كاتب مصري یستغرب من حملة "التخويف" الهائلة من المد الشيعي .

كاتب مصري یستغرب من حملة "التخويف" الهائلة من المد الشيعي

مصر بلد الأزهر الذي بناه الشيعي الأرمني جوهر الصقلي أحد قيادات جيش المعز لدين الله.

استغرب الكاتب المصري أبوالعباس محمد من حملة "التخويف" الهائلة من المد الشيعي "المزعوم"، بحسب تعبيره، الذي تقوم به جهات دينية وسياسية، لتقود مصر من هويتها الوسطية المستقلة المعتدلة الي هوية طائفية دموية تغرقها في الفتن والتطرف.

وابدى محمد في مقاله الذي نشرته صحيفة "الاهرام" المصرية في عددها الأحد (30/08) الاستغراب مما يفعله الإعلام وبعض الفضائيات من الاصرار على مناقشة العلاقات المصرية الايرانية من منظور طائفي وديني واستضافة شخصيات لا وزن لها ولا ذكر في علوم الدين والسياسة، ومن ثم فهي شخصيات مسخّرة أن تأخذ بلادنا من هويتها الوسطية المستقلة المعتدلة الي هوية طائفية دموية تغرقها في الفتن والتطرف.

وكانت مصادر في الدعوة السلفية في مصر، أعلنت في نيسان 2015 انها بصدد اطلاق حملة جديدة عن ما أسمته بـ"خطر الشيعة على مصر". وبينت المصادر أن "الحملة تشمل توزيع كتيبات عن خطر الشيعة، وأنهم أخطر من الجماعات التكفيرية".

وزاد "منذ يومين جلست أشاهد واحدا من هؤلاء، كان الرجل الذي لم أستطع أن أعرف ما هيئته بالضبط وما وزنه الثقافي والفكري يتكلم عن فداحة خطورة التشييع لو دخل مصر، وكأن المصريين شعب من القصر لم يبلغ سن الرشد غير مدرك لمصالحه وقادر علي التفكير بالعقل، دون أن ينتبه أنه يتحدث عن مصر ذلك البلد المليء بكتاب ومفكرين وأزهر سني وكنيسة مشهود لها بالوطنية. ناهيك عن تنوعها الحضاري والثقافي والابداعي والديني".

وأضاف "كل ذلك أغفله الرجل وراح يهذي بمعلومات مغلوطة وشائعات غير صحيحة مفادها ان تخاف وترتعش كلما حلت سيرة الكلام عن عودة علاقات دبلوماسية بين مصر وايران". واعتبر الكاتب، إن هؤلاء "يريدوننا أن نعيش في عالم من مخططاتهم، نعيش فيه كالأطفال ومع كوابيس من المراهقة الفكرية والسياسية".

ولا تخلو بعض الصحف المصرية والخليجية من "شتم الشيعة"، وقد استغل رجال الدين المتعصبون حرب اليمن وسوريا لتكرار ما اعتادوه من شتم سواء في الجرائد او المساجد، في تأجيج واضح للكراهية بين المسلمين.

واعتبر محمد ان "فضائيات من خلال اختيارها الدقيق لهذه الشخصيات تسعي الى أن تدخلنا في أجواء ملبدة بالغموض وسحب الشكوك الدائمة وطرق تفكير مرتبكة لا علاقة لها بقواميس الفهم والمنطق لما تدور به مصالح الدول واقتصادها واستقرارها، أجواء تخرب ذاكرة العقل الوطني وتزعزع ثوابته التاريخية والدينية التي مادام تربينا عليها ووثقنا بها، فهل المطلوب ألا تفكر ولا تسأل ولا تبحث حتي لاتصل أبدا الي نتائج وبراهين صحيحة تنسف مخططاتهم الطائفية الشيطانية".

وتساءل الكاتب "لماذا نحن نخشي الحوار، وماذا يمكن أن يحدث لو دار بيننا نقاش حول المتفق والمختلف عليه، وهل نحن بهذه السذاجة التي تجعلنا ننكمش، وكأننا نخشى أن تسلب عقولنا وثوابتنا الوطنية والعقائدية.. او ليس مصر بلد الأزهر الذي بناه الشيعي الأرمني جوهر الصقلي أحد قيادات جيش المعز لدين الله، وكيف لنا ونحن البلد الأعرق والأهم تاريخيا وجغرافيا بين دول المنطقة أن نرتعش من حوار سياسي اقتصادي قد تكون نتائجه ايجابية ذات مصالح سياسية واقتصادية ولا يتعارض بأي حال من الأحوال مع التحالف المصري الخليجي؟.

وعرّج الكاتب على العلاقات المصرية الإيرانية بالقول "عدم وجود حوار بين مصر وايران يصب ضد كل ثوابت المنطق والتاريخ والجغرافيا التي تؤكد أن ذلك الحوار المصري الإيراني اذا حدث وفي هذا التوقيت بالذات، لن يكون لمصر فحسب، إنما لمصلحة دول الخليج ذاتها".

وذكّر الكاتب بان دول الخليج التي "تعادي" ايران، لها معدلات تبادل تجاري معها تصل الي المليارات من الدولارات في حين ان مصر لم تبلغ معدلاتها اكثر من 110 ملايين، وتركيا التي تظهر وكأنها في معركة "تقطيع سني شيعي" وصل تبادلها التجاري الي أكثر من 20 مليار دولار.. وهناك تطلعات تركية وعقب زيارة اردوغان الأخيرة ان يصل هذا التبادل الي أكثر من 30 مليار دولار، وبحسب رأي بعض من خبراء الاقتصاد فان رفع العقوبات المرتقب عن ايران من شأنه أن يعيد ترتيب ملامح خارطة الاستثمار في المنطقة بكاملها ومن المتوقع ان تقوم بجذب استثمارات عربية الي طهران تتراوح بين 600 و 800 مليار دولار، فأين نحن من هذه الاستثمارات وهل عدم حوارنا مع ايران يعدل مسارها من طهران الي القاهرة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=66550
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28