• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأردن دولة فلسطينية ! .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

الأردن دولة فلسطينية !

هل تكون الأردن هي الدولة الفلسطينية القادمة؟ وعل يقبل الملك عبد الله الثاني هرطقات بعض زعماء اليمين الإسرائيلي المتطرف في هذا الشأن؟
الخبر يقول، ونشرته وسائل إعلام متعددة الأسبوع الماضي، إن الزعيم اليميني وعضو الكنيست آري الداد من حزب الإتحاد الوطني قدم عريضة الى السفير الأردني في تل أبيب, موقعة من ستة الآف يهودي يقطنون بلاداً مختلفة، تطالب ملك الأردن عبد الله الثاني بإعلان مملكته دولة فلسطينية، مهدداً ومتوعداً ومحذراً من ثورة في الإردن، لم يوضح من سيفجرها، هل هم الفلسطينيون المقيمون؟ أم الأردنيون على غرار ما فعلته شعوب عربية أخرى؟
اليميني المتطرف يعتقد إن الحل المنتظر لصراع إسرائيل مع محيطها الغاضب يكمن في إعلان الأردن دولة فلسطينية، وبعيداً عن الحلول التي ترى في حدود 1967، حداً فاصلا ً بين الدولة الفلسطينية ودولة إسرائيل، وهو ما ينسف كل الإتفاقات التي أبرمت من أيام أوسلو وحتى خطاب أوباما الأخير في ملتقى اللوبي الصهيوني بواشنطن، وما قاله رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو في خطابه أمام مجلسي الكونغرس في آخر زيارة له الى لعاصمة الأمريكية.
جيد ما فعله السفير الأردني الذي، رفض إستقبال الزعيم اليميني، وحتى تسلم العريضة التي يباهي بها الرجل حين أعلن إنها ستسلم في عدة عواصم الى مسؤولي السفارات الأردنية، وأشار الى موسكو ولاهاي وواشنطن وكوبنهاكن.
هكذا يطرح الزعماء اليمنيون مبادراتهم، دون لياقة، ويبالغون في تجاوزاتهم على محيطهم المتململ من سلوكياتهم المشينة، وهو يحتفظ بسجل حافل لجرائمهم ضد العرب في فلسطين، ولبنان ومصر وسوريا والأردن، عدا عن إعتداءاتهم التي طالت حتى الدول البعيدة، كالعراق وتونس والسودان في عمليات نوعية، إرهابية خلال العقود الثلاثة الماضية.
لا يريد زعماء إسرائيل الإعتراف بأن العالم من حولهم يتغير بسرعة، وأن حتى حلفائهم يمكن أن لايستمروا في دعمهم السخي لهم خاصة، وإن النظرة الأمريكية –الأوربية لطبيعة الصراع تغيرت هي الأخرى, ولم يعد ممكناً تصور إسرائيل قوية ومؤثرة, مع كل هذا الحراك في البلدان العربية، ومع تغير السياسات والمصالح والأفكار، وقد تجد الدولة العبرية نفسها تحت ضغط سكاني رهيب لما يقرب من أربعمائة مليون عربي يطبقون على عنقها المتصلب، وإصرار من شعب فلسطين على الصمود في مواجهة سياساتها الرعناء، مثلما إنه لا يمكن لأي زعيم عربي أن يسلم بجنون زعماء الليكود والإحزاب اليمينية التي لا ترى إلا لمسافة لا تعدو أرنبة الأنف..
الأردن لن يكون الدولة البديلة، لأن تلك الدولة ستقام على أرض فلسطين وليس سواها..
hadeejalu@yahoo.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6676
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16