• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لا يهاجر ويترك العراق الان الا الفاشلون. .
                          • الكاتب : طاهر الموسوي .

لا يهاجر ويترك العراق الان الا الفاشلون.

  انا كنت ممن ترك العراق أكثر من 12 سنه اي من بعد انتفاضة 1991 وحتى سقوط النظام 2003.
 والأمر الذي جعلني اختار الهجرة وترك الوطن والأهل هو بطش النظام والحفاظ على النفس من الهلاك بيد جلاوزة ذلك النظام القمعي، ولا اريد ان اقول الحفاظ عن ديني حتى لا يتصور البعض اني قديس... ولكن!! في الشهر الاول بعد سقوط نظام صدام كنت من اوائل العائدين للوطن بالرغم من اني كنت وعائلتي مرتاحين جدا جدا في دار الهجرة من الناحية المالية والعمل والحفاظ على الدين والمذهب والعقيدة لاني كنت في جمهورية ايران الاسلامية ،وكما يعرف الجميع كيف كان وضع البلد في ذلك الوقت أي بعد سقوط النظام !!!.
ولكن ما نشهده اليوم من هجرت المئات من شبابنا وممن للوطن عليهم الحق واقول الوطن وليس الحكومة والأحزاب !! فضلا عن حق المقدسات والأهل عليهم بترك البلد
 وهم يعلمون علم اليقين ان العراق يمر بمعركة المصير كما وصفتها المرجعية حيث قالت " إنّ المعركة مع هؤلاء الإرهابيّين أي (داعش) تمثّل أشرف المعارك وأحقّها لأنّها تجري دفاعاً عن وجودنا ومستقبلنا كشعب وعن عزّتنا وكرامتنا ومقدّساتنا، ولقد تابع الجميع ما جرى ويجري في المناطق التي سيطر عليها الإرهابيّون من أعمالٍ وحشية لا تمتّ الى الإنسانية بصلة من استرقاق النساء واغتصابهنّ وقتل الأبرياء بأبشع الصور وأفظعها وتشريد مئات الآلاف من المواطنين وهدم وإزالة الكثير من شواهد الحضارة العراقية العريقة، فالمعركة مع الإرهابيّين الدواعش هي معركةٌ مصيريةٌ بكلّ ما لهذه الكلمة من معنى، وأبناؤنا الميامين الذين يستبسلون في جبهات القتال إنّما يقومون بالمهمّة الأصعب والأسمى في هذه المعركة".
 إذا أن هذه المعركة هي معركة المصير لنا نحن كعراقيين اولا ونحن المكون الشيعي بشكل خاص ، لذا يجب أن يكون شبابنا خاصة وكل من يستطيع حمل السلاح أن يكون اما في جبهات القتال لمحاربة داعش وحماية الأرض وتطهيرها من دنس هؤلاء المجرمين أو ضمن قوات الاحتياط ، فما معنى أن ينجوا الشاب بنفسه ويحصل على ملذات الدنيا والمال وراحت النفس وأهله قد يكونوا عرضة لدخول داعش الاجرامي الى بيوتهم وسبي اعراضهم ؟؟؟ لذا يجب علينا أن لا تخلط الأوراق!! فالفساد المالي والاداري وفشل السياسيين والحكومات وربما عدم الحصول على فرصة عمل اليوم يكون مبرر لترك الوطن والهجرة.
 ولعلم شبابنا الأحبة انهم اذا ما تعرضوا للموت فليس لهم عند الله أي اجر ولا ثواب حسب ما يتوهم الكثير كونهم لم يهاجروا ويتركوا الاهل والوطن للنجاة بدينهم أو بأنفسهم من الحاكم الظالم .
وقد اهابت المرجعية الدينية العليا بالشباب المهاجرين الى خارج البلاد بسبب احباطهم من الاوضاع الراهنة ان يعيدوا النظر في خياراتهم ويفكروا ببلدهم وشعبهم ويتحلوا بمزيد من الصبر والتحمل،وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي من خلال خطبة الجمعة ما نصه "اتسعت في الآونة الاخيرة ظاهرة هجرة اعداد كبيرة من الشباب العراقي الى بلدان اخرى – حتى لوحظ انهم يستعينون بمجاميع التهريب المنتشرة في بعض البلاد المجاورة،ويتحملون مخاطر كبيرة لهذا الغرض، وقد وقعت حوادث مؤسفة أدت الى وفاة اعداد منهم.
واضاف ان هذه الظاهرة تبعث على القلق البالغ وتهدد بإفراغ البلد من كثير من طاقاته الشابة والمثقفة والاكاديمية، وقد ساعد على توسعها فقدان مزيد من الشباب لأدنى أمل بتحسن اوضاعهم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية في المستقبل القريب واحساسهم بعدم وجود فرصة حقيقية لتوظيف طاقاتهم العلمية بصورة ترضي طموحاتهم.
واهاب ممثل المرجع السيستاني بالشباب أن يعيدوا خياراتهم ويفكروا ببلدهم وشعبهم ويتحلوا بمزيد من الصبر والتحمل ولينظروا الى نظرائهم من رجال القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر الذين وضعوا ارواحهم على أكفهم ويقارعون الارهابيين في مختلف الجبهات ويقدمون الضحايا تلو الضحايا دفاعاً عن الارض والعِرض والمقدسات،هؤلاء الميامين الذين ينبغي ان يكونوا القدوة لجميع العراقيين في تحمل الصعاب والصبر على المكاره في سبيل عزة الوطن".
من هنا نحن نناشد شبابنا الشرفاء أن يكونوا قدر المسؤلية فإن حب الوطن من الإيمان ، وأن يكونوا ممن نرفع الراس بهم وليس ممن فشل وعجز في تحقيق أحلامه ليتحول الى شاب فاشل ويعرض نفسه ومن سيكون في معيته في المستقبل من زوجة وأبناء للمجهول.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=66771
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20