• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تهويمات عشق على ضفاف مهرجان محترف ميسان المسرحي الاول .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

تهويمات عشق على ضفاف مهرجان محترف ميسان المسرحي الاول

يعتمد نص العرض المسرحي على سرديات خبرية واستفهامية  ، وعلى مرويات الكشف المشهدي  والتهكمية .
 رغم دخول اللوحة مشكلات الحروب وسير الحكاية  وسط المروي الحربي  الا انها لم تطلها ويلات الحروب، فتعرض اللوحة للبيع ويحول العزف الى اطلاقات.
اما اللغة فتمتزج بين الفصحى والعامية ليتحول  الاطار الى نجادة ومن ثم الى لوحة  ودمام،  فتمكن العرض المسرحي من مزج الفن القصصي مع المسرحي بجهد اعدادي  واضح، برسم عوالم النص القصصي الى مسرحي، مستطيعا بذلك ان يقدم ثيمات من الواقع.
 كان العرض  لفرقة النجف  الوطنية  والمسرحية بعنوان :
 ( احدهم يرسم  لوحة الحب  والحياة )، تأليف الاديب القاص  الراحل زمن عبد زيد  الكرعاوي، و اخراج ايثار الفضلي ، وتمثيل محمد لواء، يعمل العرض على ثيمة فكرية  لفنان تشكيلي يرتقي في موضع  محطم، وليس هناك اقبح من الحرب، ولذلك حاول ان يعيش الفنان وسط اسراب الطيور، والسماء الزرقاء،  ويباشر برسم لوحته ، واعتمد النص على سرد حكايات الواقع اليومي المعاش وتحويله الى حالة دلالية.
 الناقد الدكتور علي الحمداني _ ناقد وباحث اكاديمي وهو احد ضيوف المهرجان _  يقول : ((ان المكانية كانت مبهمة ومزج النص بالعامية اساء الى النص ولم يقدم شيئا، وقد رأيت الممثل  قلقا في وقفته))، ونرى ان الناقد الدكتور، قد حاول ان يبين اعتزازه بالبحث، من خلال التكامل الفني الاحترافي عند شباب يسعون للتطور في خطواتهم الاولى ، والا فان لهجة المحكي  لها تأثير أكبر، اذا تعامل مع السياسة اليومية بلغة مطعمة ببعض المفردات الشعبية، فيما نجد ان المخرج قدم نصا قصصيا، بعد صياغته الى بنية اخراجية تقارب فضاء العرض، ليتمكن بحرفية ان يسعى لتثوير الحكايات الصغيرة ، واما ممثل النص (محمد لواء) كان بارعا في نقل قلق الشخصية، وارتباكها، و منح متلقيه مساحة كبيرة كامنة في حيوية الاسى.
 نلاحظ ان  محافظة ميسان امتلكت اجواء متناغمة عالية القيمة مع المهرجان، بدءاً من الشارع الميساني وطرق ترحابه، مما انعكس على اعمق نقطة في جوهر العرض، حيث كان ترحيب الناس، والمعنيين بوفد كربلاء المكون من الكاتب المسرحي (علي حسين الخباز)، ومدير الانتاج الفني في مؤسسة الكفيل الانتاجية الاستاذ (احمد صادق حسن) والمخرج البهي (حسين العبادي) مكللا بالتقدير، واعلن الاستاذ علي حسين الخباز في كلمة ارتجالية عن معنى حضور وفد العتبة العباسية المقدسة ممثلا عن كربلاء  الى مهرجانات المسرح ليتواصل مع دور العتبة الثقافي والفكري، وتحدث عن ابرز نشاطات العتبة، من اقامة مهرجان المسرح الحسيني، والذي كان في انطلاقته الاولى يعمل على ترسيخ  المسرح الحسيني في الذاكرة المسرحية، ومن ثم سعت العتبة المقدسة الى توفير مكتبة نصية مسرحية، من خلال مسابقات النص الحسيني؛ كونها رأت ان الموروث العربي في المسرح الحسيني قليل ويعد على اصابع اليد، مع تبنيها إنتاج العديد من العروض المسرحية، واليوم نطمح لإقامة مهرجانات مسرحية في جميع محافظات العراق؛  لتثوير الطاقات الكامنة كلا في محافظتها، ولم شمل المبدعين مع اقامة العديد من الانشطة الثقافية الاخرى ،  ولنا  البهجة والاعتزاز كوننا نمثل العتبة العباسية ونمثل كربلاء المقدسة كربلاء الفن والثقافة والمسرح .
 وبكل ود لفناني النشاط المدرسي كان لهم لقاء حار  بالمسرحين، والذين اعطوا القلب قبل قاعة النشاط  المدرسي ، وقد ابدوا تمسكهم بإقامة المهرجان، وهو يحمل اسم الرائد المسرحي الميساني  (رضا جابر) ،عرّاب فن المسرح التعبيري الراقص في ميسان ومؤسس لبناته الأولى.
كعنوان شرف للدورة الاولى، تحت شعار: (بالمسرح الملتزم  نبني وطنا  من ورد )، واحتفاء بأعمال مسرحية، لكل من  محافظات( بغداد ـ البصرة ـ  النجف ـ  السماوة ـ  الديوانية ـ  ميسان )، قدمت فرقة ثقافة من السماوة ... مسرحية بعنوان ( عودة جثة )، تأليف و اخراج  (ضرغام الجابري)، وتمثيل المبدع (علي ابو تراب)، بداية من العنوان الذي هو ثريا النص، ولج المبدع الجابري عوالم (الموت ـ الحياة) ، يرى الناقد  (عبد الكريم العامري)، ان العودة  تمثلت لينقسم الزي الى قسمين ، الفن بزي الفنان، وزي العسكري الذي يحي الفن، فهو تكرار جاء يتحدث عن (عراق / مواطن / الفضاء ... قبور) ، في هذه التوزيعة، يحمل اجزاء ، الانسان / الجار الذي صار يحاور صداه بين الفينة والاخرى ، ضربات نصية موجعة ( ياخذون  الشمس ليضاجعوا ضفائرها ).
بدأ المسرح ملغما بالأوراق البيضاء، كل واحد منا بورق اصبحنا كما يقول الناقد العامري بتعقيبه على العرض: ((مجموعة من الاوراق ، الجميع تحدث عن الاوراق التي مزقها،  اراد  بها ان يبقي على انسانيتنا ، الفاتحة لا تعني سورة الفاتحة  وانما بداية  الماسآة او فاتحة الماسآة  لنا)).
  في فاتحة العرض مكان مسترخي، انقطاع التيار الكهربائي من المسرح كان حسرة تورث في قلب المشاهدين،  تجاوزها الفنان هيثم عبد الرزاق، اذ انحرف عن المنصة وتحدى العتمة بوقفة رائعة، استطاع ان يحول الكلمة الى نص مسرحي ، وكذلك تجاوزها الممثل السماوي المبدع علي ابو تراب، لكن الناقد العامري، اشار الى ان انقطاع التيار الكهربائي غير من مزاجيته ، الاشياء التي طلعت من القبور  ، والايادي التي استخدمها مجدافا لإنقاذه من اليم ، ولاحظ الناقد العامري، ان جميع عروض المونودراما، وجميع الشخصيات،  كلها مستلبة خائبة لا نملك عمل  كوميدي واحد جميعها  خائفة  نريد شخصية ايجابية .
 وقد استضاف المهرجان خمسة وعشرين ضيف شرف من المسرحيين، وفي حركة نادرة وجميلة ومباغتة، تم عزف النشيد الوطني، فقام الجمهور طوعا، وردد النشيد دون ان يطلب احد منهم، لتصل هذه الوقفة الطوعية الى مصاف الرؤى الفكرية البناءة، التي جاءوا من اجل تشييد قلعتها، رائعون كانوا .
 تم عرض مسرحية فوبيا، وهي، لمحترف  ميسان المسرحي تاليف واخراج عدي المختار، وتمثيل الفنان علي زهير، كان هذا العرض المسرحي خارج المضمار التنافسي، واستطاع العمل ان يقدم رؤيا فنية، والمؤلف اراد ان يجيب على مسرحية (صومائيل بيكتفي، انتظار كودو )، وهو يصرخ لاتنتظروا كودو،  كانت هذه الصرخة الاحتجاجية، هي جزء من الفوبيا العامة التي قدمتها المسرحية عبر مشاهد فنية  استطاعت ان تجمع نفسها في بوتقة العنونة بقوة، مع حيوية السينوغرافيا المتحركة، والحاضرة بقوة مع اداء الفنان علي زهير.
ورد في سجل ملاحظاتي عن مشروع كاتب جريء، تميزت جرأته بالانفلاتية التي شاعت كموضة في المسرح الشبابي ، ولا باس باي خرق فني ، نصي ، كان او اخراجي بشريطة ان يحافظ على الثوابت العامة ومسرحية مهمة في هذا المهرجان انسلخت من بوتقة الانتماء، واستطاع ممثلها ومخرجها الشاب علي صبيح، من ان يخلق حراكا  كبيرا  من العتمة ، ولعبت اضاءة المصباح المتحرك في يديه دورا مؤثرا في ابراز  مناطق الرؤيا   الى النظر من فسحة ضوء ضيقة، وقد تبلور النداء مع السلطة العليا، مع توكيد المضمونية  الدلالية ببعض الثيمات كجملته ( لايبعث المن )   والجنون،  ثيمة واسعة للعمل، تعطي فسحة واسعة  للدلالات الجريئة ، يرى المخرج كاظم  النصّار، ارشفة المروي يحتاج الى توثيق حقيقي ويقدم هذا التوثيق  بأساليب  متنوعة ، ويرى المخرج الناقد كاظم النصّار ، اننا بحاجة الى الكوميديا  السوداء، واذا وضعنا عمل علي صبيح ( هذيان خارج السرب )، والذي قدمه لمعهد الفنون  في البصرة،  تأليف مرتضى الساعدي ، ضوء على الموبايل  ، صوت واضح  ومجنون يجيد الاختباء، وظهر عرض تغريبي لا يحفل بالمعنى المباشر،  استخدام جاد لطرد  المنائحية ، ولغة جميلة وسلسة، وعرض بكل ما فيه جديد، ويرى الناقد والمخرج  حيدر دشر ، ان ممثل  الموندراما  ممثل شامل  يغني ، يقفز ، يلعب  في احاسيسه ، ويؤكد  الافعال المدمرة  ، والافعال الثانية .
 هناك انسيابية  في  الحوار من خلال استخدام الانارة المستفزة وهو هذيان مع الذات  ـ شاهدت (علي صبيح) يمثل  وحده مع ذاته واحاسيسه  و افكاره،  فقد عمل (علي صبيح) في اللامعقول مشروعا عراقيا كبيرا ، والفنان  (علي ابو تراب)، يرى ان هناك علاقة  سببية بين الفعل الدرامي، والممثل عليه ان لا يكون  اسير الموجودات .
 ان للممثل افعاله المبدعة  الخلاقة، منذ لحظة اختيار النص،  لكن ما مبني على افعال ديناميكية  النص المسرحي يعتمد على حيل متطورة،  ترتبط بفكرة  الممثل الشامل  القادر على اعادة النظر.
 يبدو ان هناك مهرجان الجلسات الانطباعية،  التي تتناول   العروض، وهذه الجملة الاعتراضية وردت من  الدكتور علي الحمداني، تغزلا بما يحدث من تفاعل جاد بين ثنايا الجلسات النقدية، ويرى ايضا ان هناك اناس وفنانون ، ولكي لا نقسو _ من باب المحبة العالية_ فأن العرض ارتكز  على اداء الممثل، فيجب أن يدرس الشخصية دراسة اعمق على ان لا يكون هناك اجتهاد شخصي في الاداء.
كل منطقة  يعمل عليها تفاصيل هو وحده، نلاحظ  اي حركة يؤديها، لابد ان تكون  فيها نظرة  ثاقبة؛ كونه درس الشخصية بطريقة  مقننة ، كل جزء عليه اشتغال  هناك اشتغال.
 اما العرض  قفد ذكرت ان هناك الفنان (علي تراب)  مثل مشاهد اثارت الدهشة لدينا من خلال ادائه، وتعريف المونودراما، انها عرض الرجل الواحد ، ويرى الفنان المخرج والمؤلف الاستاذ حيدر الشطري، ان النص المسرحي يعتمد على  مجموعة علاقات  ، اليوم كانت هناك انثيالات بناء درامي محكم لعرض السماوة وليس مجرد ملاحظات يومية، واما عرض (علي صبيح) من البصرة كان مفاجئة تغيير مكان العرض المسرحي مذهلا، اذ استطاع ان يجلس جمهوره  في مكان حار،  ويؤسس منه رؤية مكانية ،  كان (علي صبيح)  بحق  نجم المهرجان،  يمتلك مقومات المخرج  الناجح ، الموبايل لعبة ذكية  تحتاج الى دراية  اختزلها ،خداع الجمهور ، كانت لعبة ذكية  ،  وعرض الناقد ماجد دندش  وجهة نظر مثابرة عن تنوع الخطاب النقدي، او لنقل القراءة الانطباعية في مثل هذه المهرجانات ، فالانطباعي يجلس امام من يمتلك الدافع الحقيقي لوجوده  ويعني، ان لابد من ايجاد  خطاب يوجه الى  المحترفين  وخطاب آخر يوجه  للشباب؛ لكي يكسبوا  فائدة كبيرة، والا فيصابوا بالاحباط ،
  عمل السماوة  الذي مثله الفنان  (علي ابو تراب) ،هو فنان كبير في كندا بحسب معرفته به،  لكن الذي حصل في هذا العرض، اولا هناك مواضيع لا تتحمل الفصحى وخاصة عندما تطرح  الفكرة المحلية في كثير  من المواقع  المحلية  فتكون اللغة الشعبية هي لغة جمالية، ثانيا، ان الفنان ابا تراب يحتاج  الى مخرج بحجم فنه ، ربما مثل هذا التشخيص يكون قاسيا على شخصية المخرج، وهو الناقد الذي اوصى بعدم القساوة على الفنانين، ورغم هذا فان الناقد ماجد الميساني  عرض على المؤلفين الشباب تجربة اعادة كتابة النص  لأكثر من مرة، وفي كل مرة سيجد الكاتب مفاهيم جديدة، وبهذا يطرح الناقد ماجد دندش رؤيته ككاتب مسرحي امتلك تجربة النقد النصي ، واجد ان اغلب مشاكل التعقيبات النقدية تأتي من ان اغلب  النقاد هم من المخرجين ، لهم رؤى اخراجية لكن تنقصهم لوعة الكتابة ، الا في هذا المهرجان فقد وجدت مجموعة من الكتّاب وبهذا تصبح الاضاءات النصيّة ممكنة  وقريبة النفس من المؤلف المسرحي ،  واما في مسرحية  (انشطار)  التي قدمتها كلية الفنون الجميلة  في البصرة وهي  من تاليف وسام الرديني،  واخراج وتمثيل  هشام شبر  .
 تميّز هذا العمل بانه قدم سطوة احترافية ميزته عن بقية العروض  لا لان الممثل كبير السن ولكن لقدم مستواه التمثيلي المستقر فهو له ثوابته الفنية التي ستكون معه في جميع عروضه القادمة .
 تميز المهرجان بتقديمه صنفين من الاعمال،  اعمال للشباب توثب لتقديم الجيد امثال فرقة  قصر الثقافة  والفنون في القادسية  تأليف عباس عبد الغني، واخراج  مصطفى  مهدي وتمثيل،  الفنان الشاب الرائع كرار الديواني، عمل له دلالات فنية كبيرة، وكذلك عمل شبابي آخر لفرقة المستقبل  المسرحية  من ميسان  وكانت من تاليف ، رعد الغراوي  واخراج ليث محمد الغريب،  تمثيل اسعد الاسدي، وكانت من العروض المبدعة التي لا اعتقد انها ستذبل يوما في ذاكرة المسرح العراقي،  وبين صنف آخر من الاعمال وهي الاعمال المحترفة، ومنها  مسرحية رنة هاون عمل فرقة العهد  المسرحية من بغداد  تاليف واخراج  الدكتور خضر  عبد خضير  وتمثيل علي  مجيد ،  كان تعقيب الدكتور هيثم عبد الرزاق  ممتعا جدا  في الجلسة النقدية الخاصة بمسرحية رنة هاون،  والذي يرى  ان الرواية  مسألة غير ادرامية وقد سلط العمل المسرحي رنة هاون على  محنة فكين  الفك الاول كانت ماكنة الخياطة ، تعبر عن فترة تاريخية دائما تخيط فتوق الآخرين، وان المسرحية تعبر عن ورطة اجتماعية وورطة سياسية ، وجدت جميع العروض التي قدمت في هذا المهرجان استخلصت لنا  البطل المنهزم ، فهل نحن بحاجة الى ابطال غير منهزمين بعض الدول يتذمرون  من البكائية .
 نعلن عن لاوعينا الثقافي ، نستخرج ابطالا للتحدي  ، البطل المنهزم ، لابد ان يتحرر، فالمسرح مثلما يرى الدكتور هيثم عبد الرزاق، نحن لاننقل الواقع  لكننا نتحدث  عن ما يمكن حدوثه في هذا الواقع،  نسعى لنحول العقلية الصدامية  الى عقلية تحاورية، عقب الكاتب الخباز في مداخلته عن مسرحية (رنة هاون) لفرقة العهد،  بان التحرك الزمني شهد ثلاثة محاور مهمة  داخل نص (رنة هاون)، اولها الماضي والذي تمثل باستحضار الاسماء   عنترابن شداد ، و شيبوب ،و عبله ،و زبيبة، والمحور الزمني الثاني هو الحاضر الذي تمثل بالتردي وبسوء المعاملة من قبل  ابناء العم  هذا الحاضر المدمر والذي عبر عنه بماكنة الخياطة،  والمحور الزمني الثالث الذي سارت عليه رنة الهاون هو المستقبل، والمتمثل بإعادة صدى الرنة، استحضار منقلة القهوة وبدلة الحشد الشعبي ، والنقطة الثانية فقد اثار النقاد في جلسات هذا المهرجان عن ضرورة استحضار البطل المتحدي المنتصر الشامخ الغير منكسر، ولا اعرف كيف يولد البطل دون احداث قوية تهز كيانه ليظهر من خلالها  التحدي، لينبثق الاصرار للمواجهة، فلا يمكن ان يكون البطل بطلا دون صراع، وهذا الصراع عده النقاد انهزاما،  جميع الابطال تمادوا على  واقعهم في خاتمة المطاف، وبطل مسرحية  رنة هاون استحضر الدقات؛ كي يقول انا موجود بكامل حضوري وكرمي وجودي ، ومن ثم  الموضوع الثالث الذي لابد ان يطرح اليوم، هو معنى الجرأة في العمل المسرحي الجرأة الفنية ،والتي تعني ايجاد شكل مسرحي له خرق واضح عن الفعل الاعتيادي، والخرق الضموني، والذي يمثل قمة الابداع، لكن ان نترك كل هذه الامور الفنية، ونقدم ثيمات من تحدي الذات الالهية، فضلا عن انها تتمحور في الجلسات النقدية، باعتبارها من الخوارق، فتلك معضلة، لابد ان ننتبه لها، ونوقف زحف الموضة المستنطحة ، ولنتعلم كيف نفرق بين الخرق الابداعي  التغريبي، وبين التجاوز على معتقدات الناس ،  وملاحظة اخيرة وجدنا ان اغلب استشهادات السادة النقاد وردت بأمثلة، من المسرح العالمي، فمتى يا ترى سنجعل ابداعنا العراقي معيارا من معايير الجمال، واستشهادا من استشهادات الفعل الجمالي ، وهناك دلالة جمالية اخرى شدتنا كثيرا ، كيف يكون لأهل الابداع  مثل هذا المهرجان الفاعلوهو عن طريق التمويل الذاتي؟ والذي ياتي من خلال التبرعات والمساهمات من قبل عدد من الشخصيات والجهات، هذا معناه وجود حس شعبي جماهيري  للمسرح، اذن هناك فهم عام يطالب بإقامة مهرجانات فنية مسرحية ،فهي دعوة لوزارة الثقافة لتبني مثل هذا  المهرجان  الضخم فليبارك الله جهود جميع الزملاء الذي تعاونوا مع مدير المهرجان عدي المختار  و الف شكر لأهل ميسان حسن الضيافة.    
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=66780
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29