خطوة اخرى في هذا الزمان ... دون ان نبغي هدف
دون ان نعلم لماذا ... ومتى نخرج من جوف الصدف
فالعيون حولنا تذرف دمعاً
لكأن الحزن في عالمنا اضحى فرح
دمعة تهرب من هذا المكان
تسال الكون عن معنى السكون ... عن معنى السلام
هذيان ... هذيان ... هذيان
كل من ضاق بفكر
صاح في لحظة يأس
هذيان
انني وحدي افكر
وجميع الناس من حولي سكارى
فالحروف في كؤوسٍ في قدور
في اواني الخمر امست كالنبيذ
جرعة قبل الطعام
جرعة بعد الطعام
جرعة ياخذها حتى النيام
هذيان ... هذيان
كل من شاء المديح
جاء من بين القوافي
قال من دون تردد ... انني الشاعر وحدي
انني من انشاء الشعر واركانه
انني اصبحت في لج سماه .... شمسه
ليس كغيمة ... بل ليس كطائر
لا تواضع عندما نبغي المديح ... لا تفاءل
فانا وحدي افكر ... وانا وحدي اقاتل
ليس من اجل المبادئ
انما من اجل نفسي
عندما يغدوا النيام راحلين
فانا في لعنة الصاحين خالد
فاواني الشعر من حولي كثيرة
اي صنف تشتهي ... اي نوع
اي ترنيمة طفل
تحوي في داخلها كم قنابل
واذا شئت جعلت الحرب فيها
فانا اخبرك الحق كما تبغي سماعه
فالقصائد في حقولي كالسنابل
لا تناقش ... لا تجادل
فقط اختر ما تشاء
قبلة العاشق في شعري خطئية
ليس فيها من فجور
انها تعني الصفاء ... انها تعني الامل
في لقاء ... في وفاء
وانا اكره هذا
فانا كره وحقد وغضب
لعنة الجهل على الضاد انا
وانا العالم في سرد الخطب
كلما شئت الحياة قلت شعرا
امدح الجاهل فيه
او اسطر من حروفي كلمات كالخناجر
اطعن العالم فيها
مثلما يطعن جلاد القصور ... الضحية
فسهام الشعر في راسي تباع
فانا النار التي قد سلطت فوق الحطب
فانا النار ... وانتم لي حطب
فالضياع للشباب ... والدمار للحقول
وذبول الورد ... في شعري ابتسامة
كلها تروق لي
فانا الحرف الدسيس
وانا الناي المغرد بالنعيق
فانا السم ... في زهرة عاشق
وانا الكابوس ... في حلم الرضيع
وانا الدمية ... في سوق العبيد
كل من شاء اشتراني
واذا مل حكاياتي رماني
فانا ايضا لدى الجهل اعاني
عيشتي امست كما يحيى العبيد
واذا ذاتي تمرد
اسكتته الكلمات بالحياة ... كمسكن
فلقد امسيت من سطوتها شيخ العبيد
فاذا قلت الصواب ... كان موتي
واذا ضقت بصمتي
زادني الجهل رصيدا لرصيدي
كلما حاولت ان اسال نفسي
عن طريق للنجاة
لاح لي في كل وجهة
شبح الموت وقيد الكلمات
فانا مذ بعت نفسي
ضعت في هذي الحياة
فانا في داخلي حقا وحيد
ليس في اجسادنا قطرة حب
ليس فينا من حنين ... او دموع صافيات
كلما واجهت نفسي بالحقيقة
صحت من خوفي بقوة
انني اهذي اتركوني
وانا المجنون من نفسي اتقذوني
واذا عدت لحالي ... امسك الجهل بعقلي
واحتواني في صراخي وسكوني
واذا عدت على ذكرى الحقيقة
قلت في نفسي بصمت
هذيان ... هذيان ... هذيان
|