• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : روسيا تتخلى عن القذافي باي باي معمر ... باي باي ... بشار .
                          • الكاتب : م . محمد فقيه .

روسيا تتخلى عن القذافي باي باي معمر ... باي باي ... بشار

ترتبط روسيا بعلاقات استراتيجية قوية وحميمة مع كلا النظامين الليبي والسوري، ويعتبران أهما حليفين لها في منطقة الشرق الأوسط بعد أن خسرت العراق أهم حلفائها في المنطقة سابقا ، ودائما في عرف السياسة فإن المصالح بين البلدان ترسم المعاهذات وتشكل الأحلاف وتوثق العلاقات ، وتتغيرهذه السياسات مع الزمن وفقا لترمومتر المصالح بين هذه البلدان ، ولا يتنزه أيا من الطرفين عن المقايضة أو المساومة مع جهات أخرى لتنقلب على هذه المعاهدات ما دامت المصالح هي المرجعية والحكم  . 
بعد احتجاجات ليبيا وانطلاق ثورتها ضد العقيد ، كان موقف روسيا مؤيدا للقذافي وكانت فضائية ( روسيا اليوم ) تنقل أخبار القذافي وحكومته ، وتفند آراء نظامه وأخباره كأنك تشاهد وتسمع قناة الجماهيرية ، وكما هو الحال اليوم مع الثورة السورية فما زالت الحكومة الروسية تدافع عن حليفها الآخر ( النظام السوري ) وكأنك تشاهد الفضائية السورية أو قناة الدنيا . 
العد العكسي لمسيرة القذافي المهنية كحاكم في ليبيا يدور بسرعة ، والخط البياني لولايته يهوي منحدرا للأسفل ، بعد توار القذافي عن الأنظار وغيبة طويلة عن شعبه يتنقل مختبأ من جحر إلى آخر كالجرذان التي وعد بمطاردتها ! خوفا من تعقبه وضربه .
 وبعد أن طاش تفكيره وخرج عن صوابه فأمعن فتكا وقتلا وتدميرا في أبناء الشعب الليبي ، وبعد أن قام بأعمال الفظائع من قصف وحصار واغتصاب من قبل المرتزقة التي جلبها من أفريقية بدعم لوجستي إسرائيلي ، وليس هذا مستغربا عن رجل غريب المزاج متقلب الأطوار، فلقد وجه منذ الأيام الأولى للثورة الليبية رسالة إلى إسرائيل بأن زوال دولته يهدد أمن اسرائيل واستقرارها وأن البديل عنه عناصر إرهابية من القاعدة كرسالة أخرى توجه للغرب وأمريكا خصوصا ، فعل مثلها تماما فيما بعد رامي مخلوف عراب الفساد للعائلة الحاكمة في سورية . 
سقطت هذه الدعاوي الكاذبة والمشاجب التي يريد أن يتشبث بها ، لعل الغرب  يدعمه بدلا من أن يعاديه بسبب جرائمه وقتله للمواطنين العزل من أبناء شعبه . وهي نفس الرسائل التي حاول من قبل ذلك مبارك ونائبه عمرسليمان أن يوجهها  للغرب واسرائيل بأن البديل عنه هو التطرف الاسلامي والإخوان المسلمون ، ونفس الدعوى المتهالكة التي دعا إليها بن علي من قبل وهو يدعي بأن عناصر ملثمة تقوم بأعمال إرهابية وتخريبية ترّوع بها أبناء الشعب التونسي ، وذلك بعد أن فتح السجون وأطلق سراح اللصوص والمجرمين والقتلة من عناصر ترويج المخدرات وتجارة الممنوعات ليعيثوا في البلد فسادا وتعمها أعمال الفوضى وغياب الأمن ، وكما فعل العادلي تماما بعد ذلك في مصر . 
نفس السيناريو الهزلي ينفذ في سورية ، فالطغاة يتأسون ببعضهم ويستفيدون من تجاربهم الخائبة التي لم تفدهم في تثبيت كراسيهم المخلوعة ،أوبقائهم يتسنمون خوازيق عروشهم .
فلقد أعلن النظام السوري من بداية انطلاق الثورة أن سورية تتعرض لمؤامرة خارجية ، ثم تطور الأمر إلى طرف ثالث ( مندسين ) يعتدي على الأمن والمواطنين المتظاهرين ! ثم وجود عصابات مسلحة ، ثم الأخوان المسلمون ثم حزب التحرير ثم مجموعات سلفية ، وقد قاموا بتشكيل إمارات إسلامية في درعا ، ولتأكيد دعواهم التضليلية هذه قاموا بدس عناصر أمنية وعناصر باسيج إيرانية بلحى ولباس أفغاني  
بين المتظاهرين ، وحاولوا إثارة البلبلة والفوضي في المظاهرات والقيام بأعمال تخريبية وإطلاق نار، فكشف أمرهم من قبل المواطنين وسحبت منهم الأسلحة والهوية الشخصية وطردوا من المظاهرات .
وحول هذه الأخيرة دعوى النظام بوجود جماعات سلفية جهادية ، فإن كان هناك سلفية في سورية فهي صناعة سورية بامتيازإنتاج مخابراتي ، استخدمت عناصره في نهر البارد بلبنان مع العبسي ، ومع أبي القعقاع في معسكره بحلب ، الذي كان يرسل هؤلاء المغرربهم للعراق للقيام بعمليات انتحارية ، بالتنسيق  مع المخابرات السورية ، مع احتفاظ عناصر المخابرات السورية بريموت التفجيرللأحزمة الناسفة بهؤلاء الانتحاريين المغرر بهم  ، وشيخهم أبو القعقاع  هو الآخر تم تصفيته من المخابرات السورية بعد استهلاكه وانتهاء مهمته ، ولم أجد ردا مفحما يدحض هذه الدعاوى التضليلية ويستهزئ بها أفضل من رد وزير الخارجية البريطاني حين قال : إن عدد السلفيين الموجودين في بريطانيا أكثر من عدد السلفيين الموجودين في سورية ! . 
لقد تأكد العالم الحر في الغرب وأمريكا والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان  
وجميع الشعوب العربية والمسلمة والعالم زيف تلك الدعاوي المضللة التي رفعتها تلك الأنظمة المفلسة ، بل تأكدوا تماما من الجرائم والمجازر التي اقترفوها بحق شعوبهم من المدنيين العزل ، فرفعوا الغطاء عنهم وطالبوا بتطبيق العقوبات الدولية عليهم لحماية الشعب الأعزل من المدنيين والذي أصبح أهدافا مشروعة من قبل النظام ، يستبيح فيها كل وسائل الإذلال والقتل والإغتصاب والإجرام ، ورفعت الشرعية الدولية عن النظام الليبي من أغلب البلدان الغربية وأغلب البلدان العربية ومنظمة الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، ولم يبق صامتا على جرائمه سوى روسيا والصين وبعض البلدان العربية التي تخشي من انتقال عدوى الثورات إليها لتواجه نفس المصير . 
، وأما الأولى ( روسيا ) : فقد كان ذلك بسبب تحالفها الاستراتيجي مع ليبيا كما ذكرنا ، وأما الأخرى ( الصين ) التي مازلت تحكم شعوبها بحزب شمولي وقبضة بوليسية وتنتهك حقوق الانسان ، فإنها تخشى من انتقال العدوى إليها وانتفاض الشعب الصيني المكبوت ضد نظامها الشمولي .
تغيرت موازين القوى على الساحة الليبية وأصبح النظام الليبي بقيادة القذافي في حالة موت سريري ينتظر الوقت المناسب لرفع الأكسجين عنه في غرفة العناية المركزة ، 
غيرت روسيا موقفها وتخلت عن حليفها الذي طالما دافعت عنه في بداية الإنتفاضة وزارت المجلس الانتقالي في بنغازي واعترفت به كممثل شرعي ووحيد عن الشعب الليبي ! 
السياريو السوري يسير بنفس  الخطى التي يسير عليها السيناريو الليبي ، ولكن بخطوات أبطأ وعنف أشد ، مع الاشتراك في القمع والمجازر والاغتصاب والقصف على المدن والقرى ضد المواطنين العزل بالمدافع والدبابات والطائرات ، ومع 
الاستعانة بمجموعات المرتزقة المستوردة من الباسيج الفارسية وعصابة حسن  وابن خالته مقتدى ، إلى جانب عناصر الشبيحة الطائفية – صناعة محلية من انتاج العائلة الحاكمة ورموزها الفاسدة - والمصممة والمعدة سابقا للتهريب وتجارة المخدرات وسرقة الأموال العامة والخاصة ، مع التمرد على القوانين والعمل خارج النظام لصالح رموز الفساد من عائلة الأسد وأل مخلوف وشاليش .... وأضرابهم . 
أعلنت روسيا نيتها لاستقبالها وفدا من المعارضة السورية في خطوة مفاجئة ومبكرة بالمقارنة مع الثورة الليبية ضد القذافي بعد أن تخلت عنها تركيا وقطر ، رغم أبواق الإعلام السوري التي مازلت تدعي ثقتها بروسيا ودعمها لها  .
هل فهمت روسيا الدرس وهل أدركت سيناريو النهاية لنظام بشار ونخبنه الحاكمة ! فأرادت اختصار الوقت وتوزيع بيضها من الأن في أكثر من سلة ، هذا ما تشير إليه الأمور ، وإن تصاعد الأحداث وتطورها على الساحة السورية والدولية هو الذي سيغير الموازين ويبدل الأحلاف في الأيام القادمة . 
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6722
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16