• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حدوتة الاحتلال .
                          • الكاتب : عالية خليل إبراهيم .

حدوتة الاحتلال

ماذا تبدو الاصوات المطالبة بخروج القوات الامريكية من العراق في توقيتها الرسمي اعلى صوتا واكثر جرأة من الاصوات الاكثر تعقلا واعتدالا التي دعت وتدعو لتحمل الولايات المتحدة الامريكية
مسؤوليتها الكاملة في تأمين سلامة انتقال البلد لحالة الامن والاستقرار والاشراف على تأهيل قوات الامن والجيش العراقي  لتسلم مهامها الامنية بالشكل المناسب،هل ان الامان الهش الذي يشهده العراق منذ عام 2008 الذي ان لم يخترق بالمفخخات والعبوات يخترق بالاغتيال والكواتم، ام هو تشكيل حكومة مترهلة بعد مخاض عسيردام ما يقارب السنة،ام هي عدوى التغيير التي تجتاح العالم العربي والشعب العراقي يريد ان يدخل ضمن الدائرة من خلال خروج الامريكان؟

هنالك سبب اخر يبدو في رأيي مناسبا هو الرغبة التي يعيشها الكل في وضع نهاية أي نهاية سواء اكانت سعيدة ام حزينة لحدوتة الاحتلال التي نعيش فصولها منذ ثماني سنوات هذا الرغبة التي تجسدت في الحكومة ورئاستها،حيث يمتنع رئيس الوزراء والناطق الرسمي بأسم حكومته بالتوجه مباشرة للشعب العراقي والحديث عن موضوع خروج القوات الامريكية او بقائها،فالصمت المطبق يخيم على الحكومة،مما دعا الجنرال بترايوس لمطالبة الحكومة في تقديم طلب لتمديد بقاء القوات  سريعا ان ارادت ذلك  0على الحكومة ان تعبر عن قبولها ليس بالسكوت على طريقة صاحبات الصون والعفاف،وعليها ان تخاطب الشعب بجرأة حول ضرورة بقاء القوات حاليا،فالصراع مازال على اشده بين الكتل السياسية حول الملف الامني،وكيفية ادارته فأزمة الوزراء الامنيين ما زالت تتفاقم ولا يوجد مؤشرلوضع حل لها،ولاشك  ان جميع افراد الشعب لايدرك ما المعضلة التاريخية في اختيار وزراء امنيين على درجة من النزاهة والوطنية،هل ان سوق الوطنية والنزاهة قد ركد الى درجة العجز عن اختيار وزير للداخلية والدفاع، ام هي الكفاءة  والتخصص ؟1غير ان ما ما يظهر من جبل الجليدي للخلاف بين الكتل السياسية ينبأ ان البلد ليس بخير على الاطلاق وان التوافق بين الطوائف والكتل قد لايدوم طويلا،وان تصادم المصالح والولاءات قد ينذر بأنفلات عقد المودة المؤقت0

الشرق الاوسط القديم يتداعى ويوشك على الانهيار،وليس هنالك دولة في مأمن من زلازل التغيير،وليس هنالك خبير مهما كان باعه في السياسية وتقلباتها يستطيع ان يتنبأ شكل الخريطة التي من الممكن ان ترسم للشرق في ظل هذه التقلبات،الحلفاء في المنطقة يتفتتون،والاصدقاء يفترقون"مصر/السعودية" المعسكرات قد تؤذن بأنحلال وشيك تحت نزولا عند رغبة الشعوب التواقة للحرية"سوريا،ايران،حزب الله" 0 وقد تتنهز منظمة القاعدة وتستطيع السيطرة على مناطق الاضطراب والتوتر كاليمن مثلا0 العراق البلد الاكثر ضعفا سياسيا وبنيويا في المنطقة لابد ان يتأثر بهذه المتغيرات خاصة وانه بلد بلا امن وحدود لحد الان،اما مقولة الاستقرار بالمقارنة مع دول الاضطرابات في المنطقة فتلك قد تكون نسمة ربيع قد تنجلي بسرعة0 ومن المبكر القول ان البلد من الممكن ان يلملم اوراقه في وقت اختلاط الاوراق وبعثرتها0

اوباما الذي يرفع راية السلم ولايريد ان يزج بالقوات الامريكية المنهكة في افغانستان والعراق

ويسلم قيادة عن طواعية لحلف الناتو،قد يكون هو ايضا مترددا في البقاء وربما يرغب في انهاء الملف العراقي سريعا ليتسنى له مطالعة الملفات الاخرى،وان كان يريد البقاء لوقت قصير حتى تكون القوات الامريكية على مقربة مما يحدث في المنطقة ولو على سبيل المراقبة والفرجة ليس الا فتلك فرصة يجب ان ينتهزها البلد ويستفيد من بقاء القوات،ان البقاء في هذا الظرف سوف يشكل ضمانة ولو كانت مؤقتة الى حين توافق الكتل وانجلاء غبرة القتال في المنطقة0

لابأس ان تستمر الحدوتة لبضع الوقت اذا كان في ذلك مصلحة في ذلك،فالحدوتة ليست من حكايا الجدات وانما هي نبض الواقع المعيش في كل لحظة،بقي ان ندون سطر في هذه الحدوتة المملة وهي اننا الان لو سألنا المواطن الليبي او السوري او اليمني عن رأيه في تدخل قوات اجنية برية لاسقاط انظمة الحكم الجاثمة على صدره منذ عقود وتعد نفسها مندوبة الاله في تسير شؤون العباد وتريد ان تبقى الى الابد فماذا سيكون رد هذه الشعوب،الرد بالتأكيد سوف يفضي الى اعادة الرواية وحكاية الحدوتة من البداية0 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6733
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3