• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مصالحة في الشيراتون .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

مصالحة في الشيراتون

قرر الزوجان الذهاب الى فندق جميل وقديم نوعا ما، لكن قدمه الزمني لم يؤثر في بنيته الرائعة وتصميمه المدهش ونوع الخدمة التي يقدمها، والغرف التي فيه، وجمال النساء اللاتي يرتدنه من حين لآخر ويمكن أن يقدمن خدمات مختلفة في الأوقات العادية، أو أوقات مابعد منتصف الليل، وحتى المشروبات لم تكن عادية، والفتيات اللاتي يقدمن المشروبات الكحولية على قدر عال من الجمال، وتبدو سيقانهن يلمعن كفضة، وأردافهن تنوء بحمل أجساد شفافة لفرط مافيها من غنج وتدلل، بينما تبدو صدورهن الكاسيات العاريات مثل صفحة الماء وقت العصر.
لاتوجد تلك الخدمات في الفنادق العراقية التي تبهرنا أحيانا لفرط عذاباتنا في الشارع، وحين تصلك دعوة لمناسبة ما كعقد مؤتمر لدعم المصالحة الوطنية فإنك تفكر طويلا، وقد لاتذهب فالموضوع لايستحق في بلد يجلس المنظرون الأمريكيون ورجال الإستخبارات لوضع خطط تقسيمه، بينما تجهد داعش والمنظمات الإرهابية في ترويع سكانه ونقله الى عصور الظلام بمن بقي منهم ولم يهرب الى تركيا واليونان بحثا عن منفذ الى أوربا الغربية الباردة.
لابأس أن نتصالح وأن نتحرك لنفعل كل شئ من أجل العراق، ولكن علينا أن نفهم أن اللعبة مختلفة، فإذا كان المنظرون الأمريكيون يجلسون ليخططوا أفتراقنا عن بعض، وكان الدواعش يجترحون أحلامهم من عذابات مدننا ويدخلون قرانا آمنين ويعلنون دولتهم الإسلامية على مساحات شاسعة من أراضينا فيجدر بنا أن لانفكر في نوع الورق الذي نخط عليه أفكارنا البالية للمصالحة الكاذبة، وأن لانهتم لنوع الطعام الذي نقدمه للضيوف ، وأن نركز على خطط كفيلة بقهر الإرهاب وسحقه وتوفير متطلبات الحياة الحرة الكريمة للشعب، وتمكين النازحين من العودة الى مساكنهم، وترغيب الشبان الذين يريدون الهجرة بفرص البقاء وهو مشروع كبير وصعب وقاس ويتطلب صبرا وجهدا ومحاولات حثيثة لإنجاحه، على أن يقوم السياسيون والنخب الفكرية والجامعيون والباحثون بدورهم.
يقولون، إن الرب يضحك فقط حين يرى عباده يفرون من المطر.. نحن نضحك من حالنا كل يوم حين نطالب بإصلاح الأوضاع، ونتمنى من حكومة لاوجود لها في الحقيقة أن تكافح من أجلنا، وحين نرى السياسيين ينهبون كل ممتلكات الدولة ولايعبأون، وحين نرى خراب وطننا ولانفعل شيئا، بل ونعجز عن فعل شئ.. واضح إن معظم السياسيين يرون في العراق مكانا للعمل وكسب المال فهم في النهاية مواطنون من دول أخرى، الشاب الذي يهرب من بلده ويعيش عمره في المهجر حتى يشيخ ثم يأتي ليحكم بلدا لايعرفه وشعبا لايفهمه فلا يستطيع أن يقدم سوى الفشل والخراب



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=67392
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19