• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العراق الى أين؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

العراق الى أين؟!

 أوضاع العراق لا تسرأحبته ولا أصدقائه القليلون!، بل أفرحت أعداءه الكثيرون من الداخل والخارج!، فهو يزداد تدهورا يوم بعد يوم، وفي حقيقة الأمرأن موضوع تدهور العراق قد بدأ منذ تشكيل مجلس الحكم بعد سقوط النظام السابق على يد الأمريكان وأختيار رئيس له شهريا على أساس الحروف الأبجدية!!.
ثم وضعت الأحزاب السياسية الأسلامية المتنفذة بعد ذلك أسس دماره وخرابه عندما أتفقت  بأن تشكيل أية حكومة يقوم على المحاصصة الطائفية والسياسية(شيعي- سني- كردي)!!، وهكذا كان وهكذا بدأ الخراب منذ تشكيل حكومة الجعفري ولغاية حكومة العبادي الحالية الضعيفة!.
هذه المحاصصة الطائفية السياسية المقيتة التي أبتدعتها العقول المريضة لقادة الأحزاب السياسية أنعكست بدورها على عموم العراقيين، حيث ضربت  نسيجه الأجتماعي بالصميم ومزقته! وهو الذي كان يوصف بأنه شدة الورد والفسيفساء الجميل!!.
فأنسحبت هذه المحاصصة الطائفية التي أسسها وفرضها  قادة الأحزاب السياسية الأسلامية تحديدا بلا خجل وحياء وبعيدا عن المصلحة الوطنية، على كل وزارات الدولة ومؤسساتها ودوائرها المدنية والعسكرية، فالوزير الشيعي يملأ وزارته من الشيعة ويقربهم ويبعد غيرهم ، وأذا أقتضى الأمر يقتلهم!!، ونفس الشيء يفعل الوزير السني والوزير الكردي!
حيث لا وجود لشيء أسمه الكفاءة والعلمية والتكنوقراط والمهنية، حتى وصل الأمر أن (الجايجي)! في الدوائر لا يعين ألا على مبدأ التفسيم الطائفي!! فالكل عملت على مبدأ الولاء للحزب والمذهب والمصلحة الشخصية أولا وأخيرا بعيدا عن أية مصلحة بسيطة للوطن وللشعب!
ولأن الرعية بالراعي! لذا كثر الفاسدون والمنافقون والسراق وآكلي السحت الحرام وأمتلأت بهم كل وزارات الدولة ومرافقها المدنية منها والعسكرية، وكيف لا فأذا كان رب البيت على الطبل ناقرا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص!!.
ولا بد هنا من الأشارة والتأكيد بأن قادة الأحزاب السياسية الأسلامية تحديدا هم من أسسوا ثقافة النهب والسرقة وأكل المال العام تحت غطاء الدين!!، حتى وصل الشعب الى مرحلة الأنفجار والثورة على واقعه الفاسد بالخروج بمظاهرات عارمة طافت كل محافظات العراق وهي ترفع صور كل قادة الأحزاب السياسية الأسلامية تحديدا وكل رموزها، ولم تكتفي بالتنديد بها حسب بل بصقت عليها وضربتها(بالنعل) ورمتها بحاوية النفايات!! أمام كل وسائل الأعلام والفضائيات المحلية والعربية والعالمية.
صور المظاهرات والمشاهد التي رافقتها لم تسقط كرامة وهيبة قادة الأحزاب السياسية الأسلامية لدى العراقيين حسب بل أسقطتهم أمام العالم!!!، ولا أدري أن ظلت لديهم بقية حياء وكرامة؟! ليتواروا عن الأنظار بعد أن لفظهم الشعب، ولو أن الفاسد والسارق لا يهمه كل ذلك! لأنه أصلا يكون عديم الحياء والكرامة!.
وسائل الأعلام المحلية والعربية والدولية تتناقل أخبار عن أيام سوداء تنتظر العراقيين!!، فقد يضرب الجوع بطون الشعب بقوة أكبر وأكثر مما هم فيه الآن!،حيث تتحدث وسائل الأعلام  عن أحتمال أنهيار الدينار العراقي أمام الدولار الأمريكي، أذا أستمرت أسعار النفط بالأنخفاض أكثر!.
وقد سبق للحكومة أن أعلنت وعلى لسان أكثر من مسؤول، بأنه في حال أنخفاض أسعار النفط الى(20) دولار، فأنها لا تستطيع تأمين رواتب الموظفين ولا المتقاعدين؟!( حاليا أسعار النفط تترواح عند عتبة 40 دولار).
الحكومات التي قادت العراق منذ حكومة علاوي فالجعفري فالمالكي فحكومة العبادي الحالية والتي تعتبر الأكثر ضعفا! لم تحسب حساب مثل هذه الأيام ولم يدر في تفكيرها وكأنها لم تعرف بأن أسعار النفط تتذبذب بين أرتفاع كبير وأنخفاض أكبر وأن أقتصاد العراق هو أقتصاد أحادي يعتمد على واردات النفط بشكل أساسي.
فبعدما كانت أسعار النفط قد وصلت الى أكثرمن (100) دولار قبل اكثر من ست سنوات، كانت الحكومة وأحزاب السلطة (الشيعة والسنة والأكراد) يتسابقون في النهب والسرقة والصفقات والعمولات والتبذير والبذخ وممارسة كل صور الفساد ولم يحسبوا حساب مثل هذه الأيام!!؟ ، حتى أوصلونا الى مانحن عليه الآن من خراب ودمار وضياع وجوع وأزدياد الفساد أكثر وأكثر!!.
رئيس الحكومة العبادي الضعيف وحكومته الفاشلة  تتخبط يمينا وشمالا لسد العجز الرهيب في ميزانية الدولة، في محاولة لا لتأمين الرواتب حسب بل لتأمين رغيف الخبز و سلة الغذاء العراقي الذي بدأ يدق ناقوس الخطربقوة!!.
فتارة تأخذ القروض من صندوق النقد الدولي، وتارة أخرى  تعود لتفتش في رواتب الموظفين لترفع من نسبة  الأستقطاعات الضريبية ، وتارة يتم الاستقطاع  تحت عنوان دعم للحشد الشعبي الذي يقاتل مجرمي (داعش)، وتارة لشهداء (سبايكر)!!.
فحال محل في الشورجة لربما  يخطط أحسن بكثير من حال وزارة ماليتنا الكردية!!، فوزيرها (هوشيار زيباري)  لا يعرف من أمور وزارته أي شيء سوى نهب الأموال وتحويلها الى الأقليم بكل الصور!!، فمثلا هو يقلل من المخصصات المالية المرصودة (للحشد الشعبي) ولكنه لا يتقرب من رواتب (البيشمركة)!.
من جانب آخر أن جبهة الحرب ضد (داعش) فهي أضافة الى كونها تمثل نزيفا بشريا مستمرا فأنها تشكل عبئا ماليا ثقيلا على عاتق الحكومة، فهذه الجبهة الرهيبة لا يزال يكتنفها الكثير من الغموض بسبب كثرة التداخلات العربية و الأقليمية والدولية فيها!!، فلعبة الكر والفر بين الجيش المسنود من الحشد الشعبي والعشائر وبين مجرمي (داعش) لازالت سيدة الموقف، فلا أحد يعرف من المنتصر في هذا القاطع أو ذاك!؟ ولمن الغلبة في تلك المدينة؟
أما بالنسبة للمظاهرات فقد بدأ خطها البياني بالنزول بعض الشيء!!، بعد أن أصابها شيء من الرتابة والجمود فلا جديد فيها!؟ كأن تتحول هذه المضاهرات الى أعتصامات ينام فيها الثوار المتظاهرون في الساحات والشوارع كما في التجربة الثورية المصرية الرائدة،
فقد أستطاعت احزاب السلطة الفاسدة الأسلامية تحديدا من أختراق المظاهرات ورفع صور قادتهم والهتاف لهم!،كما حاولت وتحاول زج مجرميها من (البلطجية) لللأعتداء على المتظاهرين وجرهم الى الأشتباك!، او محاولتهم الأعتداء على الجيش وأخراجه من حالته الحيادية ثم جره للرد على  المتظاهرين، وتحويل مسار المظاهرات من سلمية الى عنفية!!.
كما تعرضت بعض المظاهرات الى أستعمال العنف بشكل مباشر من قبل الجيش حيث تم (رش) الماء الحار عليهم وضربهم بالهراوات، كما حصل في محافظة بابل والديوانية والسماوة.
وهنا لا بد من الأشارة بأن ذكرى وفاة الأمام محمد علي الجواد(ع)  التي صادفت قبل أيام كانت ومن وجهة النظر العملية رسالة تحدي واضحة  من الأحزاب الأسلامية للمتظاهرين!!(مهما فعلتم فأننا لازلنا قادرين على تحريك جموع الكثيرين من الناس الواقعين تحت تأثيرنا و الذين بأشارة منا! قصدوا مرقد الأمام موسى الكاظم (ع) مشيا على الأقدام! وقد قطعت الشوارع والطرقات وأنشلت الحياة من أجل تأمين مسيرهم!!
رئيس الحكومة العبادي يعتبر خائن بنظر الشعب!! لأنه خان أمانة الشعب والمرجعية  بعد ان طالبهم بالتفويض وبعد أن أعطوه التفويض لم يفعل أي شيء؟!،فأنه بدلا من أن يضرب بيد من حديد على رؤوس الفاسدبن  وسارقي المال العام من أزلام الحكومة وأحزاب السلطة ومحاسبتهم، التي تعتبرمن أهم مطالب المتظاهرين والمرجعية، فأنه حاول و يحاول تسويف وتمييع تلك المطالب والألتفاف عليها! بأصراره واختياره الوقوف الى جانب الأحزاب الأسلامية الفاسدة، ضد أرادة الشعب والجماهير الثائرة!.
وتأكدت الجماهير الغاضبة والثائرة تماما من ذلك! و بأنه غير قادر على محاسبة الفاسدين وحيتانها الكبار لأنه كان جزء من صورة الفساد تلك ( كان وزيرا للأتصالات في أول تشكيل وزاري حكومي ثم كان مسؤول عن اللجنة المالية في البرلمان)!! وهذا ما ذكره (أياد علاوي) فأين كان من كل ذلك الفساد؟، وكيف تطالبه بعد ذلك بالقضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين! ففاقد الشيء لا يعطيه!.
من جانب آخر أعادة عملية أختطاف العمال الأتراك في منطقة الحبيبية بمدينة الصدر في عز النهار وعلى رؤوس الأشهاد أعادة الى أذهان الناس صور المشاهد المرعبة لأعوام ( 2005 و6 و7 ) عندما كانت المليشيات تسيطر على الشارع تصول وتجول فيه  تختطف وتقتل من تريد في أي وقت دون رادع  وخوف من قوات الجيش أوالقوات الأمنية!!. مما زاد من حالة الخوف والقلق عند الناس، لا سيما وأن الكثير من مناطق بغداد والمحافظات قد شهدت الكثير و العديد من هذه الحوادث.
كما أضافت أجواء سفر العراقيين المفاجيء  وتحديدا الشباب منهم والحوادث التي تعرضوا لها في البحار والمحيطات وغرق وموت العديد  منهم، الكثير من القلق والأسئلة المحيرة عن مالذي يجري بالعراق؟ وماذا ينتظر العراقيين؟، ولماذا هذا الأضطراب والفوضى؟ ولماذا هذا التدهورالسريع في كل شيء وأين الحكومة من كل ما يجري؟.
الذي نريد أن نقوله هو أنه  منذ بداية أزمة الحكم عام 2005  والمشاكل السياسية وما رافقها من أحترابات داخلية وأزمات البنى التحتية وأستفحال أزمة الخدمات وتحدبدا الكهرباء و و و و و وغيرها الكثير ولكن  مع ذلك  كان يراودنا شيء من الأمل بأن القادم سيكون أحسن وكنا نردد دائما عبارة بأن هناك (بصيص في نهاية النفق).
الخوف الآن  هو أختفاء هذا البصيص بشكل نهائي منذ تسنم رئيس الحكومة العبادي الضعيف! مهامه، حيث أزداد الفساد وساءت أحوال البلاد أكثر من ذي قبل؟!! والعراق لازال في نفقه المظلم ضائعا وسط دوامة  من المشاكل والأزمات والتحديات الأقتصادية والسياسية والأمنية، ولازال أعداء العراق يكيدون له كيدا!  (مؤتمر الدوحة الأخير الذي حضره رئيس البرلمان سليم الجبوري)؟!
أخيرا نقول، أمام كل ما جرى ويجري منذ الأحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ولحد الآن من فوضى وفساد لم يشهده تاريخ الدول والشعوب في العالم! لا أحد يمكن أن يعرف ماذا ينتظر العراق وسط كل هذه التجاذبات السياسية الداخلية والخارجية منها، العربية والأقليمية والدولية، وفي ظل هذه الأنتفاضة الجماهيرية الكبيرة،  ارى ان العراق سائر الى المجهول!!.

 



 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=67553
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28