• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تعزية ومواساة لجميع الشهداء .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

تعزية ومواساة لجميع الشهداء


بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة| أتقدم بالتعازي لكل الدول التي أستشهد منها شهداء وخصوصاً السيد الإمام السيستاني والسيد الإمام الخمنئي ودولة المغرب وإلى كل من الأبناء والأزواج وذويهم ...

إنا لله وإنا إليه راجعون

بقلوب ملئها الرضا

ملئها الحزن لفراق أحبتنا وإخواننا حجاج بيت الله الحرام  ...

ملئها الثقة بالله أنهم انتقلوا إلى جواره , جوار من هو أرحم بها منها

انتقلوا إلى الرفيق الأعلى شهداء إبرار حشرهم الله مع رسول الله وأهل بيته والصحابة الكرام والخلفاء الراشدين

 

إنا لله وإنا إليه راجعون

الله أجرهم في مصيبتهم وأخلفهم خيراً منها

الله يرحمهم . ... انا لله وانا إليه راجعون

اللهم اجعل قبر... روضة من رياض الجنة .

 

انا لله و انا اليه راجعون

و اشهد ان لا اله الا الله

و ان محمد رسول الله

 

لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو الباقي

 

انا لله وانا اليه راجعون

اللهم تقبل روحهم بقبول حسن وارزقهم الجنة التي وعدت بها عبادك الصالحين

 

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وبقلوب مليئة بالحزن والمواساة أتتقدم باسمي بأحر التعازي والمواساة لأهالي الشهداء الأبرياء في بيت الله الحرام ...

 

وليس لنا أن نقول إلا ما قاله عباد الله المؤمنين ..

أن لله وان إليه راجعون مهما قلنا من كلمات فلن نستطيع التخفيف عنكم فاصبروا أن الله مع الصابرين وتذكروا مصابنا في اعظم الخلق

إنا لله وإنا إليه راجعون

تتوالى الابتلاء... ليمحص الله القلوب الصابرة ...

وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره

احسن الله عزائكم وعظم أجركم ألهمكم وأهاليكم الصبر والسلوان

جعلهم الله طيورا مغرداً مع الشهيد جعفر الطيار والحمزة سيد الشهداء في رياض الجنة

وجعلهم شفعاء لنا ولعوائلهم يوم القيامة

اللهم صبر عوائلهم وأبنائهم  أبدلهم خير منها  يا رب العالمين

عظّم الله أجرهم، وأسكنهم الفردوس الأعلى، وألهم ذويهم الصبر والسلوان ...

جعلكم الله من الصابرين عند البلاء والشاكرين عند الرخاء

لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ...

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

"كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ "

(إنا لله وإنا إليه راجعون)

 

(أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) الحج /39  .

فقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "أشرف الموت قتل الشهادة "

وقال الإمام علي عليه السلام :(( يَوْمُ الْمَظْلُومِ  عَلَى الظَّالِمِ أَشدُّ : مِنْ يَوْمِ الظَّالِمِ ، عَلَى الْمَظْلُومِ ))

إن هذا الإرهاب الذي صب جام غضبه على المسلمين وبالأخص على الأخوة المسلمين الجعفرية من جمهورية إيران الإسلامية الذين هم من أصحاب الشهادتين ومن المذهب الجعفري وأن ولائهم للنبي محمد صلى الله عليه وآله ولأهل البيت وتمسكهم بنهج الإسلام القويم ليس وليدا للمرحلة بل هو من أيام رسول الله صلى الله عليه وآله  فمن يقلب صفحات التاريخ يجد هذه الحقيقة جلية واضحة من قبل أعداء الدين وأعداء رسول الله باطناً وأعداء أمير المؤمنين عليهم السلام ، فكم هي الجرائم البشعة التي انصبت على أصحاب الخليفة الرابع والإمام علي أمير المؤمنين في التاريخ وليومنا هذا من القتل على الهوية الإيمانية  ، ولكن ما هي النتيجة المرجوة من هذا كله فهل رأينا تحققت أهداف الأعداء  (( الأعداء هم الوهابية وحركاتها))  بهذا الفعل ؟ أما رأينا النتيجة العكسية في إصرار الموالين لرسول الله وأهل بيته وتمسكهم بولاية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام؟ فكل موالي لهذا المذهب الحق زاده إصرارا بالتمسك بمذهبه ولم يخش هذا الإرهاب والقتل ، بل إن أول كلمة يطلقها الموالي هي ( هيهات منا الذلة ) (لأهل البيت يا حسين  لبيك يا سيدي وهاك أخذ العهد هاك دنيا وآخره وياك .....واليوم نرى سقوط ضيوف الرحمان وهو يسقطون شهداء ((((    فاجعةٌ كبيرةٌ ومصيبةٌ عظيمة، تلك التي أصابت المسلمين وألمت بهم في جميع أنحاء العالم، خلال موسم الحج لهذا العام، بعد الحادث الأليم الذي أدى إلى مقتل أكثر من 340 من  الحجاج نتيجة سقوط رافعةٍ عظيمةٍ عليهم، في أيام الحج المطيرة، التي شهدت زوابع ورياح شديدة، وطقساً خريفياً غير متوقع، أحدث اضطراباً كبيراً، وتسبب في فوضى مريعة، أثناء وجود الحجاج بالقرب من الكعبة المشرفة، رغم أن عدد الحجاج لهذا العام أقل من السنوات التي سبقت، ربما لانشغال الأمة والشعوب في همومها ومشاكلها الداخلية، التي أورثتهم حروباً ضروساً واقتتالاً مريراً، وقتلاً وخراباً، ولجوءاً وهجرةً، وضياعاً ورحيلاً، شغلتهم عن الحج وأرجأته إلى أعوام قادمةٍ .

لم يكد يستفيق المسلمون من هول المصيبة التي حلت بهم، والكارثة التي نزلت عليهم، حتى منوا بفاجعة مقتل المئات من حجاج بيت الله لحرام، دهساً بالأقدام، وخنقاً تحت الأجساد، نتيجة التدافع المحموم، والاستعجال غير المبرر، ومخالفة التعليمات والسير عكس الاتجاه، وعدم الوعي والدراية، والاستخفاف وغياب الحكمة، أو نتيجة الإهمال وعدم اليقظة، أو قلة الخبرة وضحالة التجربة، أو التساهل وعدم المسؤولية، والتوكل وعدم الأخذ بالأسباب، أو غير ذلك من الأسباب الكثيرة التي قد تفضي عنها نتائج التحقيق في الحادث الأليم .

لا شك أن الحزن عظيم، والمصاب جلل، والأسى كبير، والفاجعة قاسية، إلا أن الحادث قد وقع، والقدر قد سبق، ومن كانت منيته في الديار المقدسة فهي منيته المكتوبة، وقدره المحتوم، وخاتمه التي لا مفر منها، فلا ينبغي البكاء طويلاً على من فقدنا، وإن كان الحزن يسكن صدورنا ويعتصر قلوبنا، وقد يكون من الصعب نسيان الحادثة، أو تجاهل تداعياتها النفسية الكبيرة، فإنهم أعزة وأحبة، وأهلاً وأقارب، وإخواناً وأشقاء، أياً كانت صلتنا بهم فإنهم مسلمون، تربطنا بهو وشائج عظيمة، وأواصر محبةٍ كبيرة، وقد خرجوا عبادةً ليعودوا، لا ليقتلوا غرباء عن أوطانهم، ويموتوا بعيدين عن أهلهم .

 أن هذه المصيبة التي عصفت بنا جميعاً، تتحمل سلطات آل سعود كامل المسؤولية عما حدث، وكأنها هي التي تسببت عمداً، وارتكبتها قصداً، وخططت لها مسبقاً، وإن كانت تتحمل مسؤوليةً كبيرة عما حدث، فهي المسؤولة عن هذه الشعيرة العظيمة، وعليها تقع مسؤولية الترتيب والتنظيم، والإعداد والتجهيز، وضمان السلامة والأمان لجميع حجاج بيت الله الحرام .

ينبغي أن نقف أمام هذا الحدث المصيبة وغيره بمسؤولية كبيرةٍ، دينية وأخلاقية، وأن نضع تقوى الله سبحانه وتعالى نصب عيوننا، وحياة أمتنا أمام ناظرينا، وأن نكون أمناء وصادقين في التعامل مع هذه الحادثة، ودراسة أسبابها ومعرفتها، والبحث في سبل تجنبها وتجاوزها، فهذه مصيبةٌ لا ينبغي أن نستغلها في خدمةِ أهدافٍ أخرى، سعياً لتسجيل أهدافٍ، أو تحقيق إصاباتٍ، أو جني مكاسب سياسية بعيدةً عن هموم المسلمين الدينية .

بل يجب على كل قادرٍ على تقديم العون والمساعدة أن يبادر بها، ويستعجل في تقديمها، فكرةً ومشروعاً، ونصيحةً واقتراحاً، وخيالاً وإبداعاً، وأعتقد أننا كمسلمين بجميع أطيافنا وبمختلف جنسياتنا، قادرين على أن نوجد حلولاً، وأن نبتكر وسائل حماية ووقاية، فلو أن كل دولةٍ قدمت نصحها، وأبدت استعدادها للمساهمة والمشاركة في تأمين الحج كل عامٍ، أقله لحجاج بلادها ورعايا أوطانها، فإننا بإذن الله نستطيع أن نتجاوز هذه المحنة، ونضمن عدم تكرارها أو غيرها .

مع ما يؤسفنا ويحزننا سقوط هؤلاء الشهداء الطيبين الموالين يفرحنا ويخجلنا الوعي التام لذويهم والكلمات التي يطلقونها فرحاً بما أصابهم من مصيبة في هذا السبيل ففديتهم لدينهم فهم قد نالوا كرامة الشهداء الأبرار .

وكما قال الشاعر :                

وغير فقيد من يموت بعزةٍ          وكل فتى بالذل مات فقيد ..

 

وأقول :

إنا نعزيك لا أنا على ثقة       من الحياة ولكن سنة الدين

فما المعزى بباق بعد ميته      ولا المعزي ولو عاشا إلى حين .

 

فهذه الزمرة الخارجة عن ربكة الإسلام التي فجرت المؤمنين بما تحمل من توجهات حاقدة تكفيرية وتنفذ خطط أعداء المذهب هم أراذل المجتمعات غذتهم يد البغي بفكر أعوج بعيد عن تعاليم السماء والإنسانية .

إن هذه النتائج التي وصلنا لها في تفجير وقتل بشع في بيوت الله تعالى وأيام شريفة مباركة  لأناس مؤمنين مسالمين مصلين صائمين ، هي وليدة طبيعية للشحن الطائفي المقيت بشتى أشكاله الإعلامية سواء كانت في كتب دراسية أو إعلام مرئي أو مسموع أو مكتوب محلية كانت أو غير محلية ، وربما بعضها تحت نظر المسؤولين أو غض الطرف عنها .

إننا ندين بكل شدة أي عمل يساهم في التوصل لمثل هذا الفكر المغلوط ونطالب كل مسؤول باجتثاثه والوقوف بعزم وجدية لمنع أي بوق ينال من مذهبنا ويكفرنا علناً بل ويحث على قتلنا من شيوخ الفتنة ومن يدعمهم ، وفضحهم ومحاكمتهم علناً لينالوا جزاء ما فعلوا ، فإن دمائنا ليست رخيصة ، وقد تكررت هذه الأعمال وتتكرر ولم نر أي رادٍ يردعهم ، وإن أمن البلاد والعباد هو مسؤولية الدولة أولاً .

إن ما يحقق أهدافنا هي شد اللحمة بيننا خصوصا في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بنا تحتم علينا أن نصطف يداً واحدةً بكل ما أوتينا في وجه أعدائنا ونبذ الخلافات الجزئية التي تبدد جهودنا وتضعفنا أمام كل عدو، وأن نعي الأخطار المحدقة بنا .

إننا وبكل فخر لا تهزنا مثل هذه العواصف التكفيرية التي تنال منا فنحن وبحمد لله متمسكون بحبل متين لأهل بيت العصمة صلوات الله عليهم فلنا بهم أسوة وقدوة في مواجهة المصائب والمحن ، ومما يندى له الجبين وتنكسر له الرؤوس إجلالا المواقف التي أخجلت كل العالم لذوي الشهداء في رو حيتهم التي ضربت أروع الأمثلة في الصمود والتسليم لله تعالى ، بل وتفتخر بأن أولادهم ذهبوا شهداء فما شاهدناه وسمعناه من أباء الشهداء وإخوانهم وذويهم بل وأمهاتهم من تجلَد وصبر كالجبال الرواسي شيء يعجز عن وصفه اللسان وتضيق عنه الكلمات ، بل يبعثون لمن يواسيهم الروح العظيمة في تلقين دروساً قد لا تجدها إلا عند بعض العظماء النوادر فطوبى لهم لهذا التجلد وهذه الروح السامية وهذا الوعي بولائهم لأهل البيت عليهم السلام .

إن هذه الأحداث التي مرَت علينا لا بد أن تخلق فينا منعطفاً في وعي المرحلة التي نعيشها في مواجهة أعدائنا بكل حكمة وحنكة وتكاتف جهودنا لنيل مطالبنا المحقة التي تكفلها لنا رسالات السماء بل الإنسانية كذلك ، فنحن نعيش منذ آلاف السنين على هذه الأرض فلنا حقوقنا  كجزء ومكوَن حقيقي في هذا الوطن يمتلك من الكفاءات العظيمة في شتى المجالات التي لا تنكر .

وفي الأخير نسأل الله تعالى أن يرحم شهدائنا الكرام الأبرار يتغمدهم بواسع رحمته ويرفع درجاتهم عنده ، ويعجل في شفاء الجرحى .

عظم الله أجر هذه الأمة، وكان معها في مصيبتها، وعوضها خيراً ممن فقدت، وبارك لها فيمن أبقى، وألهم ذويهم الصبر والسلوان، ورحم الله شهداءنا ومن فقدنا، وأسكنهم فسيح جناته، ونعم عقبى الدار الآخرة للجميع ويكونوا من أهل الفردوس نزلاً، وقد رحلوا إليه بعد حجٍ وعدهم فيه بالقبول، وذنباً من بعده مغفوراً، فاللهم تقبلهم شهداء، واحفظ من بعدهم أرواح المسلمين وأبدانهم , . ونسأل الله للجميع الوفاة على الأيمان الكامل وحسن الختام بعد عمر طويل وطاعة الله والأنبياء والكتب السماوية والتوفيق الكامل للقيام بدعوة الناس للخير والصلاح ومنفعة المجتمع وإصلاح ذات البين .وأتقدم بالتعازي لجميع عوائل الشهداء والجرحى

وأهدي لروح كل من مات على الإيمان الكامل ثواب سورة المباركة الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآله أنه السميع المجيب  والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=67761
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19