• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عائشة اغضبت النبي ام النبي اغضبها؟!! .
                          • الكاتب : سامي جواد كاظم .

عائشة اغضبت النبي ام النبي اغضبها؟!!

 الغضب صفة ذميمة ولا يشفع لها الا اذا كانت لاجل الله عز وجل وغير ذلك فصاحبها مذموما ومهما حاول تبرير غضبه نعم قد تكون هنالك توبة للغضبان وهذا من اختصاص الله عز وجل لا ان يبرر المرء غضبه وبمنح نفسه رضا الله والحالة عكس ما يقول.

 
وانا اتجول بين مكتبات المدينة المنورة وقع كتاب في يدي عنوانه (مواقف اغضبت الرسول) طبع في مصر وخلال قرائتي للكتاب استوقفتني عدة روايات ذكرت في الكتاب الا انني اعرج على اولها الاوهي مسالة الغضب بين عائشة والنبي (ص) نص الرواية تقول "عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى، قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم، قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك)"الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري.
ولنا تعليقنا على هذه الرواية التي يظهر منها عدة ماخذ على من يعتمد هذه الرواية منها مثلا:
عنوان الكتاب مواقف اغضبت الرسول وفي الرواية لا وجود لغضب الرسول الا اذا كان غضبه على عائشة ومثل هكذا غضب ليس لله عز وجل وهذا ما لا يمكن ان يصدر من رسول الله (ص) لانه على خلق عظيم ، واما انه صدر من عائشة فظاهر الرواية يقول هكذا حتى قول رسول الله (ص) لها ( اذا كنت علي غضبى ) اذن هل غضبها لله ام لا؟ وياتي الراوي ليختم الحديث بان قالت عائشة انها لا تهجر الا اسم محمد ،وهل اسم محمد يستحق او يجرؤ احد على هجرانه والذي اوصانا بان نسمي اطفالنا باسمه؟
اما المسالة الاخرى المهمة هو قسم عائشة حيث تقسم برب ابراهيم او رب محمد وهذا القسم فيه اشكالات كثيرة حيث لا يقسم بهذا القسم الا من كان في قلبه شك بربوبية الله عز وجل له ولكل البشرية وقد ذكرت العديد من الايات القرانية مثل هذه العبارة على لسان الكفار والمشركين ومن في قلبه شك بالله عز وجل منها على سبيل المثال" وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ"
} قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ {البقرة/68}
قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ {المائدة/24}
} إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {المائدة/112}.
اما عبارة انا ربكم التي ذكرت في بعض الايات فانها تكون صادرة من الله عز وجل عندما يخاطب الانبياء وكذلك عندما يخاطب الانبياء الجمع يقولون لهم ان ربكم هو الله على اعتبار انهم على علم بدعوته أي النبي الى الايمان بالله عز وجل فيكون خطابه هو حثهم على ترك ما يعبدون من اصنام وهي ليست ربكم.
مسالة انها غضبى من اسم محمد وعلى لسانها وليس قلبها فيه حديث ويستحق وقفة.فالوهابية كثيرا ما تعيب على الرافضة قولهم بالتقية بل العجب انهم لا يفسرون ظاهر كلام الرافضة على ما يقصده الرافضي بل على ما يقصدونه هم وفي نفس الوقت لا يلتزمون بما تدعيه عائشة من تبريرات لغضبها على رسول الله (ص) بالرغم من ان تصرفها وقولها هو اغضاب رسول الله (ص)
والملاحظة المهمة وطبقا للحديث ان رسول الله (ص) يعرف عائشة عندما تغضب وهذا يعني تكرر مواقف الغضب لعائشة على رسول الله لدرجة انه اعتاد على غضبها وبدأ يميزه ، هنا ما هي الاسباب التي تؤدي الى غضب عائشة؟ لعل انها مواقف كثيرة اذكر لكم احداها ومن مصادرهم مسند الإمام أحمد بن حنبل: 6/277. وسنن النسائي: 2/148. 
قالت عائشة : «بعثت صفية زوج النبي إلى رسول الله بطعام قد صنعته له، وهو عندي، فضربت القصعة ورميت بها، قالت: فنظر إليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فعرفت الغضب في وجهه، فقلت: أعوذ برسول الله أن يلعنني اليوم، قالت، قال: أوِّلي، قلت وما كفّارته يا رسول الله؟ قال: طعام كطعامها وإناء كإنائها
وفي صحيح الترمذي وقد رواه عنه الزركشي في صفحة 73 تروي عن نفسها، قالت: قلت للنبي حسبُك من صفيّة كذا وكذا، فقال لي النبي (صلى الله عليه وآله): لقد قلتِ كلمة لو مُزجتْ بماء البحر لمزجته... كذا كذا ماهي الكلمات التي نطقتها عائشة وكتب بدلا عنها كذا وكذا؟
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=680
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 09 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3