• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العلاقات العامة بين النظرية وسوء التنسيق للبرامج السياسية العراقية .
                          • الكاتب : قصي شفيق .

العلاقات العامة بين النظرية وسوء التنسيق للبرامج السياسية العراقية

 أولاً: العلاقات العامة ؛ تعريفات ومفاهيم جديدة.

الافادة من أن العلاقات الحديثة لا تقتصر على كونها نشاط بين مؤسسة وجمهورها , بل تتعداه فلسفتها المادية الى ان تكون جزء من المنظومة القيمية  على أنها فلسفة اجتماعية تهدف إلى معالجة مشاكل الفرد في المجتمع المعاصر, ومساعدته على التكيف مع تلك التطورات الرقمية  فهي تسعى الى تعزيز النظام والانسجام والتواصل اذ هي منظومة تواصلية بين المرسل والمرسل اليه. 
حيث نشأة العلاقات العامة بعد الثورة الصناعية في أوربا وبرزت الشركات والمؤسسات والمنظمات الرسمية والغير رسمية جاءت من اجل حاجة الجمهور الى انشطة متنوعة ومتعددة الرغبة والعرض فقد شكلت العنصر الاوحد في التواصل الحي والمباشر بين المؤسسة والجمهور مما زرعت الصدق والثبات لدى المتعاملين والجمهور والعلاقات العامة اذن هي احدى الحركات العالمية التي رسخت مفهوم التواصل المكانية والزماني فطورت نفسها بنفسها, من أجل الافضل والاكثر وصولاً للحقيقة المنطقية.
 
 
 
 
 
العلاقات العامة وجزئيها المتصلان الإعلان والإشهار
العلاقات العامة : Public Relation : هي مهمة إدارية تطبيقية تشتغل على وفق اتجاهين من الاتصال الشخصي والاتصال الجماهيري المباشر .
الإعلان : Advertising : هو عمل تسويقي دعائي الغرض منه الاتصال الجماهيري لكسب اكثر عدد ممكن للدعاية المنتجة والمسوق لها اعلانياً.
الإشهار : Publicity : نشر المواضيع الهامة والتقارير والإخبار في وسائل الاتصال المتنوعة، وهي بهذا المفهوم تكون وسيلة من وسائل العلاقات العامة ، والافادة منها في العرض والتقديم.
 
تعريف العلاقات العامة :
       هي عملية اتصالية تسعى الإدارة من خلالها التواصل المباشر  وتعزيز الفهم والثقة بين المتعاملين معها والجمهور بشكل عام من خلال ايصال التعاملات بجميع الوسائل والاساليب الحديثة, فهي فلسفة اجتماعية للإدارة تعبر عنها بشكل منظم وأعمالها تهدف إلى ضمان استمرار الثقة والتفاهم المتبادل والنوعي بين المؤسسات والجماهير, وذلك باستخدام الحوار والوثائق والبراهين الرسيمة المعتمدة.   
 
أهداف العلاقات العامة 
1) مد جسور بين الأفراد والجماعات وتحقيق الاتصال وخلق حالة من المعرفة والفهم لتوحيد الاتجاهات , والثبات على راي صريح ودقيق.
2) السعي للتعريف بجهود المؤسسات وخدماتها ، والطلب من أفراد المجتمع التعاون والتنسيق الدائم المستمر.
3) زرع الثقة بين المؤسسات والأفراد من خلال مد جسور التواصل.
4) التفاعل الدائم مع كل اضافة تقنية جديدة هدفها تعزيز دور العلاقات العامة.
5) تقديم المهمات الإدارية والخدمات الاستشارية التي تساعد المؤسسة على تنفيذ برامجها والتخطيط لمشاريعها وفق تصور علمي مدروس يفتح باب المجال للتقويم والقياس الدقيق.
 
 
 
 
اما عن دراسة  ( روبينسون ) التي يزعم بها الى حاجة العلاقات العامة للعناصر الستة التالية:
1) فهم عملية الاتصال من الناحيتين النظرية والتطبيقية فالاتصال هو الوظيفة الاولى لرجال العلاقات العامة في المؤسسات المختلفة، بأرسال رسالة موجهة من المؤسسة الى الجماهير بهدف كسب التأييد والتفاهم.
2) معرفة الاساليب النظرية والعلمية لتشكيل الاتجاهات وتغييرها وهذا يتطلب فهم السلوك البشرى الذي يعتبر الموضوع الرئيسي للدراسات الاجتماعية والتفاهم.
3) القدرة على التخطيط والتدريب على المهارات الادارية والتنسيق مع الاخرين وهذا يتطلب توافير خلفية علمية في ادارة الاعمال لدى رجال العلاقات العامة.
4) ضرورة رفع العلاقات العامة الى مستوى الادارة العليا ،فبرامج العلاقات العامة لا بد ان تكون متسقة مع سياسات المؤسسة ، كما ان سياسات المؤسسة يجب ان تلتقي مع مصالح الجماهير المختلفة والتي يجب ان تحدد من خلال بحوث العلاقات العامة.
5) اهمية العنصر الاخلاقي في ممارسة انشطة العلاقات العامة ، وهذا يتضمن الفلسفة العامة للمنظمة ، واحساسها بمسؤوليتها الاجتماعية ، والتزامها بالصدق فيما يصدر عنها من معلومات.
6) ضرورة التعرف على التغذية الراجعة  لا نشطة العلاقات العامة لتقويم مدى فعاليتها في تحقيق الاهداف والتغلب على المشكلات التي تتعامل معها. 
 
وهنا لعل الافادة من الحاجة للعلاقات العامة الستة التي يقدمها لنا (روبينسون) تؤكد على العمل بمفهوم التجربة والنظرية العلمية السليمة التي رسختها العلاقات العامة العالمية فقد دعا جميع العلماء والمنظرين ان العمل بمفهوم العلاقات هي الاساس الرصين لعمل المؤسسات فالممارسة العملية للاتصال تفسح المجال للمتعاملين والجمهور للتصديق والاقناع فتوافر الجهد المهني والاداري يرفع من مستوى المؤسسة الرسيمة اذ نستطيع القول العلاقات العامة هي أدارة الاعمال المثالية المدروسة على وفق تخطيط مسبق ومنظم يسعى الى التأسيس المهني الجيد.  
 
 
 
 
ثانياً: العلاقات العامة والبرامج السياسية العراقية
على ضوء الدراسة السابقة والتي توضح لنا دور العلاقات العامة كنظرية ذات اسس ومبادئ علمية اتخذت سمة التنسيق والتقويم والقياس عنواناً لها لذا يرى الباحث دراسة البرامج السياسية التي تعرض على محطات التلفاز العراقية، فالعلاقات العامة تهدف الى تقديم النوعية على الكمية فالنوع بالطرح السياسي له ابعاد على وفق المواضيع العراقية التي تسود المشهد السياسي العراقي الراهن بعد مشاهدة الكثير من البرامج السياسية لم نلاحظ دور موظف العلاقات العامة في التنسيق لربما هناك مجموعة من المحطات العراقية التي لا تعي الدور الوظيفي لموظف العلاقات العامة، حسب سياسية ومصلحة القناة, تقديم عنونا للنقاش والسجال اغلبها لا يحترم الذوق العام ولا يشتغل بطرح علمي ونقدي مفاده الجمهور فاغلب موظفي العلاقات العامة هم من طبقة سياسية معينة فالمفهوم السطحي هو جمع اكثر عدد ممكن من ارقام هواتف بعض الشخصيات دون النظر الى الموضوع المطروح وتقديم ذو الاختصاص على المصلحة الحزبية فقد اصبحت دعاية تشكل حربا نفسية الخاسر الوحيد بها هو الجمهور لا نها ذات اجندات ومصالح مقيتة تسعى الى ضرب الجذور الانسانية اذن الشخص الغير مناسب في المكان الغير مناسب ايضاً.
بهذا تغيير مفهوم موظف العلاقات العامة في جميع المؤسسات الحكومية والغير حكومية لدى الشارع العراقي بسبب التسيس حاله حال كل المفاهيم المتغيرة وفقاً لمصالح شخصية، فقد اختلط الحابل بالنابل بما يخص البرامج السياسية والضيوف الذين يشاركون في هذه البرامج كذلك المهن الموصفة بهم ان كان المتحدث شخصية عامة او شخصية خاصة بموضوع النقاش حيث يتم استضافة باحث اكاديمي في الشؤون العلمية ليتحدث بموضوع سياسي والعكس ايضاً باحث اكاديمي في الشؤون العسكرية او السياسية إن وجد في العراق بالشؤون الفقهية او العلمية وذلك غير مجاز حقيقتاً في غالبية البلدان المتطورة لصياغة برامج ذات قيمة نفعية وتطويرية فالاختصاص في كل شيء مهم حتى على صعيد المشاركات في البرامج الاجتماعية والخدمية فالغاية الاساسية هي ايجاد حلول لمشاكل مطروحة من قبل ذوي الاختصاص المعنيين بالموضوع وتقديم النصيحة على سبيل المثال برنامج صحي هل من المنطقي ان يكون المتحدث غير الطبيب في هذا المجال فهو الوحيد القادر على ادلاء بنصائح طبية من تصريح مسؤول.
خلاصة القول نستطيع ان نطرح جملة من التساؤلات العلمية الدقيقة, لماذا اصرار الجهات الرسمية والمؤسسات على تغيب مفهوم العلاقات العامة بمفهومها واشتغالها الاصطلاحي؟ لماذا يذكر اسم العلاقات العامة في (سبتايتل) البرنامج اذ لم يقدم شيء غير الاستعلام فقط؟ أليست العلاقات العامة هي حلقة اتصالية تكاملية تعمل بروح الفريق للاتصال بجميع العناصر وتنسيقها أدارياً؟ ما هي الفائدة التي تجنيها المؤسسة من عمل العلاقات العامة على وفق العمل الخاطئ؟ لماذا يذكر في المؤسسات الحكومية موظف العلاقات العامة بدلاً من مدير العلاقات وهو المسؤول الاول والمباشر عن عمليات الاتصال؟ وهل البرامج السياسية لا تحتاج الى عمل مهني اداري يتابع حاجة الجمهور وتطلعاته المستقبلية للمشهد السياسي العراقي؟ 
فلم يجني الجمهور من العلاقات العامة التايد والتفاهم والتنظيم التي تسعى اليه المؤسسات العالمية من تحقيق اهداف واهمية العلاقات العامة والتي هي بالفعل سر وجود ونجاح واستمرار العمل الاعلامي الاتصالي فقد تم تغيب المصطلح ولاعتماد على العمل الشخصي الاستعلاماتي دون الرجوع الى ذوي الخبرة والاختصاص,   فمن المفروض ان تهدف البرامج السياسية من خلال العلاقات العامة إلى تطوير العملية الإدارية للطرح الاعلامي بتغذيته المعلومات الدقيقة ومن مصادر موثوقة وتقديمها للراي العام مع قبول الآراء والافكار بكل مصداقية واعتدال. كما تساهم في اكتشاف مدى التأثير الذي تحدثه القوى السياسية  داخل المجتمع  واعطاء جملة من المعلومات للشارع العراقي، ويمكن تلخيص العلاقات العامة في البرامج السياسية. بتقديم معلومات دقيقة بصورة مستمرة ومنتظمة عن المشهد السياسي الراهن وسياستها وإنجازاتها للمواطنين ، وإعلامهم بالقوانين والأنظمة والإجراءات التي تمس حياتهم اليومية  مع تقديم المشورة من المسؤولين الحكوميين فيما يتعلق بردود الفعل الحالية والمستقبلية المتوقعة للسياسات القائمة أو المرتقبة فالعلاقات العامة هي الحلقة الاكثر اتصالية لتحــــــــــــــــقيق اهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداف الجمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاهير.                                                                     
ملاحظة: يمكن تقديم معادلة تختزل عمل العلاقات العامة في المؤسسات الاعلامية ولحاجة البرامج السياسية لها.
( الاداء المهني المتزن+ العرض الموثوق بالطرح الصادق = علاقات عامة رصينة)



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68288
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3