• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المعزوفة المشروخة فى ولاء وانتماء الشيعة..!! ( 2 ) .
                          • الكاتب : احمد علي الشمر .

المعزوفة المشروخة فى ولاء وانتماء الشيعة..!! ( 2 )

  تحدثنا فى الحلقة الأولى السابقة عما تردده وتكرره بعض الأقلام من المرضى    بداء العصبية الطائفية، لمن أصابهم العته السمعي وضعف فى مخزون الذاكرة   من الذين يرددون ويروجون لتلك الإسطوانة المشروخة، حول التشكيك فى ولاء وانتماء الشيعة، رغم ما قمنا به من ردود وتوضيح لهذه الأكذوبة..!!
 وانتهينا إلى أن معظم تلك الهواجس المريضة لهؤلاء الطائفيين عن المكون الشيعي، هي ترجمة طبيعية لمنهجهم الإقصائي الذى يبنى على خلفية طائفية،  ينتج عنها مثل هذه الأحقاد وتلك الهواجس والأفكارالمريضة، والروايات الملفقة التى لاتوجد إلا فى أذهانهم وعقولهم الخاوية..!!  
 وعموما فأن أغلب إساءات من يخوضون ويعزفون على أوتارتكرارهذه القضايا الطائفية، ليست لها أي تأثيرأوقيمة فى الضرربالآخر، بقدرتأثيرها على الإساءة لشخصياتها وكذلك لنهجها وتوجهاتها، وبالتالى التقليل من أرصدتها وربما المكانة التى تحظى بها حتى بين صفوف مؤيديها، فلاشك بأن العبث المستمرفى اللعب بهذه المعطيات السلبية تجاه هذه القضايا، سيعد أولا جرما منافيا لطبيعة قيم وسماحة الإسلام، وثانيا يعتبرخرقا لأنظمة وقوانين المؤسسة الإعلامية الرسمية ذاتها المنظمة لشئون الإعلام والنشر، والتى توجب بضروة ملاحقة ومعاقبة من   يقوم بنشرمثل هذه الموضوعات ويخرق أنظمة وقوانين النشر، من الصحف أو أية وسيلة إعلامية أخرى، وباعتبارأن ذلك كما تثبته الوقائع يأتي ضمن إطارالدعوات التحريضية الطائفية المتمادية فى تخبطاتها العشوائية المتطرفة والمضللة ضد الطرف الآخر، والمؤدية إلى إثارة الفتن الطائفية والتفرقة والتمييزوزرع بذورالشقاق والإنقسام بين مكونات المجتمع، وجميعها لاشك قضايا تدعم خط الإرهاب وتسهم فى نشرالفوضى وعوامل تمزيق الوحدة الوطنية وإشاعة الكراهية بين مختلف المكونات فى الوطن والمنطقة بشكل عام. 
   ومن المؤسف أننا فى غمرة هذه الإندفاعات المتهورة، قد نسينا أوتناسينا أطر ومقومات سماحة الإسلام، التى هي من أهم مقومات وعوامل القيم الدينية التى سطرتها نصوص عقيدتنا السمحاء، والتى تأمرالناس بحسن السلوك وتدعوهم إلى المحبة والمعاملة باللين والحكمة والموعظة الحسنة..؟!
  فانظرعزيزي إلى أين وصلنا وماذا حصدنا من نتائج وتداعيات مأساوية ودموية ذهب فيها ضحايا أبرياء، لاناقة لهم فيها ولاجمل، جاءت معظم أسبابها ناتجة عن دعوات وترهات الـتأجيج والتحريض الطائفي، كما أدت مثل تلك الدعوات إلى إشعال المنطقة وتدميربعض البلدان الشقيقة ومنشآتها ومكتسباتها الحضارية التى إعادتها إلى الوراء لعشرات السنين..!!      
  وأما مايتعلق بموضوع ولاء الشيعة فى هذا الوطن العزيز، وتكرارالعزف على هذه الوتيرة كما أشرت بمناسبة وبدون مناسبة، من قبل الذين يجيرون ولاءات وانتماءات المواطنين الشيعة فى هذا الوطن العزيز لبلدان أخرى، فأقول لمن يردد ويكررهذه المعزوفة المسخ، أقول له ينبغي عليك أن تفهم بأن الشيعة ليسوا بالمغفلين وليس هم من السداجة إلى هذا الحد، للإستخفاف بعقولهم وتوجهاتهم الوطنية لبلادهم، حتى ينجرون لتجييرولاءاتهم وانتمائاتهم لخارج وطنهم، سواء لإيران المعنية دائما بهذا الإتهام أولغيرها كما تذهب إليه تلك الأصوات النشاز،   التى تروج لهذه الأكاذيب، إفتراءا وجزافا بترديد هذه الإسطوانة المشوهة، والتى ليس لها هدف واضح غيرهدف التجييش وإقصاء الآخر، وزرع بذورالفتنة الطائفية بين مكونات الوطن..؟!
  فهل أنه لمجرد أن توجه هذا المكون، هوالتوجه المذهبي الشيعي، وأن إيران هي بنفس التوجه المذهبي الشيعي، فهل يعني ذلك بأن علينا أن ندين لها ولتوجهاتها السياسية بالولاء والإنتماء، كما تذهب إليه تلك الأصوات النشازالتى تردد وتروج هذه الأكاذيب..؟!!
  فالشيعة فى هذه البلاد وحتى فى أي مكان آخر، مادخلهم بشئون إيران وسياستها، فهؤلاء ليسوا معنيين بقضاياها، كما ولاتهم أحد منهم مشاكلها ولاتوجهاتها الأخرى، البعيدة كل البعد عن قضايانا واهتماماتنا وتطلعاتنا الداخلية والعربية، التى ننصهرمعها وتربطتنا مع وطننا وأمتنا العربية فى جميع قضايانا المصيرية، فما لنا ولإيران ومشاكلها..؟!
  فهل إيران هي التى توظفنا وتعلمنا وتصرف رواتبنا وتصرف المكافآت التعليمية  لأبنائنا، وهل هي التى تفتح فى قرانا ومدننا المستشفيات والمدارس، وتوصل لبيوتنا المياه والكهرباء والهاتف، وجل الخدمات الحيوية التى نتمتع بها فى بلادنا..؟!
 يقال فى هذا المقام (إذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل..!!) 
  فعلى من يردد سخف هذه المعزوفة البالية، ومن يحمل هاجس هذا المرض الطائفي تجاه إتهام المواطنين الشيعة، ومحاولة تجييرولاءاتهم وانتماءاتهم لخارج الوطن، عليه أن يكف عن ترديد هذه الإتهامات الجوفاء، ويدرك، بأن تعاطف وحب وولاء وانتماء جميع الشيعة فى هذا الوطن العزيزكما نعرفه ونحسه ونعيشه ويلمسه الجميع، هومرتبط وإلى الأبد بتراب بلدهم ووطنهم الأم، الذى تربوا وتعلموا وترعرعوا وعاشوا فيه فقط، وسيموتون ويدفنون فيه أيضا.
 alsahafee@Gmail.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68350
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28