• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جابها من الأخر! .
                          • الكاتب : حيدر حسين سويري .

جابها من الأخر!

   في خبرٍ تناقلتهُ الوكالات الإخبارية، جاء فيه: "واصلت إيران دعواتها إلى "تدويل" الحرمين المقدسين عند المسلمين في مكة والمدينة، وذلك عبر تصريح لنائب رئيس مجلس خبراء القيادة الإيرانية، الذي وجه انتقادات قاسية للسعودية، ضمن الحملة الإيرانية التي تستهدف المملكة، بعد حادثة مشعر منى؛ بينما رد الداعية السعودي المعروف(سلمان العودة) بدعوة إيران لتدويل المشاهد الشيعية بالعراق وإيران، بعد حصول حوادث مماثلة فيها".
   أعتقد أن سلمان العودة يقصد ما حصل في جسر الأئمة مثلاً، أثناء أداء الزيارة الرجبية للإمام موسى الكاظم(عليه السلام) عام 2004، فقد جاوز عدد الشهداء الألف شهيد، وإن لم يقصد فأنا أخترتُ هذه الحادثة لتشابهها مع حادثة منى الأخيرة، والتي راح ضحيتها أكثر من 4000شهيد، فقد حصل تدافع وسجلت حالات الوفاة بسبب الإختناق، ولو تابعنا التصريحات في كلا الحادثتين(كلٌ حسب موقعهِ) نلاحظ التشابه بينهما، مما يجعلنا نقول: أن الفاعل واحد.   
   الآن لأُقدم شهادتي، كوني أحد الحاضرين في حادثةِ جسر الأئمة، لقد صاح بعض الموجودين في حشود الزائرين قائلاً(مفخخ مفخخ)، بمعنى رجل يرتدي حزام ناسف، وبدأو بدفع الزائرين، بحجة أنهم يريدون الهروب! وكان الركض في الإتجاه المعاكس لعبور الجسر، فقيل أن بعض الزائرين قذفوا أنفسهم بالنهر، كلا، بل تم رميهم من فوق الجسر، وقد تم القبض على بعض من قام بهذا الفعل.
   عرض فديو قُمتُ بنشره على قناتي، في موقع اليوتيوب، مقطعاً يصور حادثة التدافع التي حصلت بمنى، وكيف أن بعض الناس داسوا على الحجيج عمداً، وساروا بعكس إتجاه السير، بل ونشاهد ضرباً أيضاً! والفاعل معروف وقد تبنى الحادثتين.
   بعد أن عرفنا الفاعل، وهو القاعدة الذي تطور إلى داعش، المدعوم من قِبل حكومات الخليج، لا سيما السعودية، نستطيع القول بأن مطالبة إيران مشروعة، لأن ما حصل في منى التابعة للأراضي السعودية، حصل من جهةٍ تدعمها حكومتها، وأما مطالبة سلمان العودة فهي غير مشروعة، لأن ما حصل في جسر الأئمة، قامت به جهة تدعمها السعودية! وهي نفس الجهة التي تقاتلها الحكومة العراقية.
   ثمة تذمرٍ واسعٍ، من قِبلِ كثيرٍ من المسلمين، حول الأدارة السيئة للحرمين الشريفين، فبالرغم من أن هذين الحرمين للمسلمين كافة، قامت الحكومة السعودية بإحتكارهما، فالخطب والخطباء لا تذكر ولا تثني على غير ملوك وأُمراء السعودية، فهل حصل وأن صعد المنبر مسلمٌ من غير السعودين، وأثنى على حكومة بلاده مثلاً!؟ وهل يُسمح له القيام بذلك!؟
بقي شئ...
الحرمان الشريفان رمز لجميع المسلمين، لكن المزارات رمز لبعض الطوائف دون أُخرى، ولا سيما المذهب الوهابي، الذي يفتي بهدم تلك المزارات، وهو المذهب الرسمي للحكومة السعودية!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68354
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28