• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سوريا والمباغتة الروسية .
                          • الكاتب : ضياء المحسن .

سوريا والمباغتة الروسية

أقدمت روسيا وبعد الإتفاق مع إيران وسوريا والعراق، على توجيه ضربات جوية لمقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، المتواجدين على الأراضي السورية، قد يظن بعض المتابعين للشأن السياسي، بأن هذا الفعل هو رد فعلٍ على محاولة الولايات المتحدة والتحالف الغربي الإستمرار في جهودهم لإسقاط نظام بشار الأسد، وفرض ما يشبه الأمر الواقع؛ من خلال فرض شخصيات جندتها المخابرات الأمريكية والغربية على حد سواء.
وقد يكون هذا الظن فيه شيء من الحقيقة، التي لا يقولها هؤلاء المتابعون لما يجري في منطقة الشرق الأوسط، ومحاولة إيجاد خارطة جديدة للمنطقة، يمكن من خلالها تمرير مخططات الدوائر الإستخبارية الغربية عموما بدون إستثناء.
لكن أيضا هناك حقيقة واقعة على الأرض لا يريد المتابعين التركيز عليها، وهي أن هناك لاعب أخر بدأ يظهر على الساحة السياسية، بعد غياب إستمر لأكثر من عشرين عاما، وهو روسيا اليوم أو ما يعرف سابقا (الإتحاد السوفيتي) هذا اللاعب الذي يعرف بأن الغرب لا تهمه الديمقراطية والحرية، التي يروج لها لإسقاط الأنظمة التي لا تسير في ركبه، لأننا نعلم أن أكثر الدول لتي تسير في ركب الغرب؛ هي دول دكتاتورية سالبة لحريات المجتمعات التي تقودها، وخير مثال على ذلك مملكة آل سعود، ودويلة قطر، ودولة البحرين، ودول أخرى لا مجال لذكرها هنا، ومع هذا فإننا نرى أن الغرب لا يحرك ساكنا لإسقاط هذه الدول لأنها تأتمر بأوامره وتسير في ركبه، مهما كانت وجهة المواطن في هذه البلدان,
الدب الروسي ليس وحده في الساحة أمام الآلة الإعلامية الغربية، التي تروج من خلال ماكنة إعلامية ضخمة، تسير في خط موازي معها قنوات إعلامية عربية (قناة العربية والجزيرة)، فهناك التنين الصيني الذي دخل على خط اللعبة الى جانب روسيا، وكذلك كوريا الشمالية، ومن قبلهما إيران؛ التي دخلت النادي النووي من أوسع أبوابه، فلو نظرنا نظرة بسيطة على هذه الدول نرى، أما أنها تسيطر على الطاقة التي لا يستغني عنها الغرب بمجمله، أو أنها تمتلك أكبر إقتصاد ناشئ (الصين)، من ثم فإنه من الناحية الإقتصادية، يمكن لهذا التحالف أن يوقف الإقتصاد الغربي ويعرضه للإنهيار في أيام معدودة، وبالعكس لا يستطيع التحالف الغربي أن يفعل نفس الفعل في التحالف الجديد.
عودة الى الضربات الروسية، الملاحظ أنها كشفت الخدعة الأمريكية في محاربتها لتنظيم داعش الإرهابي، فبعد أن كان التحالف الغربي يروج لإنتصارته على تنظيم داعش، والتي لم ير أحد من المتابعين منها شيئا على الأرض، أصبحنا نرى قوة الضربات الروسية، والتي أجبرت مقاتلي التنظيم يهربون الى بلدانهم، وهو الأمر الذي يخشى منه التحالف الغربي قبل أي شيء أخر.
الضربات الروسية أفقدت الماكنة الإعلامية توازنها، بحيث أنها لم تعد تعرف ماذا تبث من أخبار، لكن ما لا يمكن نكرانه هو تصريحات المسؤولين الأمريكان، حول تواطؤ المعرضة التي درتها الولايات المتحدة مع تنظيم داعش؛ من خلال بيعها أو تسليمها لمعدات قامت الولايات المتحدة بتسليمها للمعارضة بحجة محاربة نظام بشار الأسد، الأمر الذي ينبئ بأن المعارضة كانت وجها أخر لتنظيم داعش، سواء بعلم واشنطن أم لا.
الضربات الجوية الروسية، من المتوقع أن تزيد من زخمها، وهذه المرة ستكون ساحة العمليات هي الأراضي العراقية، والتي يلاحظ المتابعين للشأن السياسي والعسكري، بأن تنظيم داعش يصول ويجول في الأراضي التي يحتلها في العراق، بحماية طائرات التحالف الغربي، فإذا ما دخلت الطائرات الروسية على هذا القاطع من العمليات العسكرية، فمن المتوقع إنهيار مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي أمام الضربات الجوية الروسية، في فترة قياسية لن تتجاوز في أفضل الحالات بضعة أشهر، إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار المناطق المأهولة بالسكان والتي يتخذها مقاتلو التنظيم دروعا بشرية له.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68392
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29