• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لا مكان لقائد الضرورة .
                          • الكاتب : واثق الجابري .

لا مكان لقائد الضرورة

ينتاب الألم قلب معظم العراقيين، وحرقة في الصدور وتوعك ودوران وإعياء شديد؛ حينما يتذكرون مفردة" القائد الضرورة"
يعتقدون عودة الدكتاتورية بشكل مسميات آخرى، لتجثم على الصدور، وتجعل في كل عائلة رقيب، وللحائط أذاناَ، وينجرف كثيرون في منهج السبة والعار؟!
لا تكاد تنتهي صور مأساوية من الذاكرة، ومعها ويلات وآهات، وذكريات محزنة لنظام قمعي؛ أمسك مفاصل الدولة بقبضة حديد، ومخالب شياطين وأخطبوط يطوق عنق الدولة، ويضغط على أحشاء مكونة للطوائف والأعراق، وتطاردهم كوابيس غرف الزنازين، وصور تملأ الشوارع والمكاتب والبيوت، وتماثيل لنصف إله مفروض في المناهج الدراسية؛حتى يفاجأ الشعب بأكثر من دكتاتور وقائد ضرورة برداء ديمقراطي؟!
قائد الضرورة واحد من مسميات تسعة وتسعون، إختارها المتملقون تماشياً مع همجية قائدهم؛ وحفاظاً على ماء سواد وجوههم، فهو بطل التحرير القومي، وفارس الأمة الشجاع، ورجل السلام وملهم الحاضر ومستقبل الشعب الموعود؟! وإذا بذلك التمثال الذي يُرهب عبارة عن كتلة حجرية جامدة، ترتكز على أعواد في عقلية فئة جاهلة، ومثلما جاءت بالرصاص عادت بسحب الدبابة، وتسارعت على رأسه الأحذية، وبطل التحرير سلم بلده الى الإحتلال، وتركه ممزق منهوب وشعب مفكك، وعاد بعصابته للتخرب والقتل؛ حلماً بعودة العجلة الى الوراء، والإقتصاص من الشعب مرة آخرى؟!
صدق بعض العراقيون والعرب تفاهات وكذب وشعارات، وتوقعوا من قائد الضرورة النزول بنفسه للمعركة، ويقف في مقدمة الصفوف؛ وإذا به بحفرة نتنة ويلقي بخطاباته التحريضية، وإستغلال أموال ومناصب بالدولة لتخريب العملية السياسية، وإطلاق عيارات في صدر الوطن من غرفة نتنة ومصير مذل، فلا يتوقع إنتحار مَنْ يُحب الحياة والسلطة، ولا وجود للحظة في عقول من لاترى سوى نفسها؟!
إن الشعوب لا تحتاج الى قائد ضرورة يضر بها، ولا الى مختار عصر وهي محتارة في عيشها؛ ولا تدافع عن سياسات قمع المخالف، وومانع الإصلاحات، فذلك القذافي أراد محاربة شعبه" زنكة زنكة، بيت بيت" وقبله صدام قطع الألسن، واليوم من قالها بهاء الأعرجي: بإستخدام حذائه لضرب من يتهمه، ونائب عن دولة القانون يقول أصوات نتنة تُعادي رموز الوطنية؛ عندما تحدث العبادي عن قائد ضرورة بدد أموال العراق لأجل البقاء، وهكذا تتعرض إصلاحات العبادي الى هجمة شرسة وممانعين، من قادة ضرورة ومتملقين متطفلين على جسد الوطن.
يشهد العراق هجمة غير مسبوقة، وينهش جسده الطغاة والغلاة والغزاة والآفات، ومنهم مَنْ يفكر بجعل الوطن كعكة يقّطعها يوم ولادة دكتاتوريته.
ما يخرج من قلب الوطن، يدخل عند محبيه ورجاله، وهنالك من رسموا بدمائهم خارطة وطن مذبوح، وهم صوت مدوّي في هدير خلجان الدماء، وخلجات الضحايا، وألم من أكباد الأمهات الثكالى، ومهما إتحد الباطل على غنيمة الجريمة، فأن الفضائح تظهر ساعة التقسيم، ومهما تعددت أدوات عودة الدكتاتورية؛ فإنها ستؤدي الى إتحاد الشعب لمقاومة ورفض المنحرفين والإرهابيين والفاسدين، ولا قداسة لشخص دون كرامة وطن، ولا قائد ضرورة؛ إذا أضر بحياة الشعب، مثلما للضرورة أحكام؛ فأن وراء كل قائد ضرورة حكام ومنتفعين؛ لا مكان لهم في حاضر العراق.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68474
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19