في مقال يوم أمس الموسوم ( مرتزقة فخري كريم .. أذن من طين وأذن من عجين ) كنا قد أشرنا إلى موقف مرتزقة وصبيان فخري كريم العار وسكوتهم المخجل والمعيب عمّا يجري في كردستان من أحداث مصيرية تتعلق بإرساء الديمقراطية في كردستان , وإنهاء حكم الإقطاعيات العائلية التي جثمت على صدور أبناء الشعب الكردي من عقود , اليوم سنتناول موقف التيّار المدني الديمقراطي في العراق باعتباره تيارا واسعا يمّثل اليسار العراقي والقوى الديمقراطية المستقلّة المؤمنة بالدولة المدنية , فبالرغم من التمثيل الضعيف لهذا التيّار في مجلس النوّاب العراقي , إلا أنّ هذا التيّار يمّثل شريحة مجتمعية واسعة من قوى اليسار العراقي والكتّاب والمثقفين والأكاديميين والشعراء والفنانين , المتطلعين لإرساء مؤسسات الدولة المدنية في العراق , ومن مساوئ القدر أن يمّثل هذا التيّار الواعي في مجلس النوّاب شخصيتين , أحدهما انتهازي ووصولي وكلوجي من الطراز الأول , والآخر عميل رخيص ومريض مصاب بلوثة سياسية , والجميع يعلم أنّ الحزب الشيوعي العراقي وجماهيره وأصدقاءه يمّثلون العمود الفقري لهذا التيّار , وهذا بحد ذاته يفرض على قيادة الحزب الشيوعي بشقيه العربي والكردي أن تكون لها بصمات ومواقف مبدئية من هذه الأحداث , سيمّا وأنّ ما يجري في كردستان من أحداث يمّثل انتفاضة حقيقية للشعب الكردي المتطلّع للحرية والخلاص من حكم وسطوة الإقطاعيات العائلية .
لكنّ قيادة الحزب الشيوعي العراقي وللأسف هي الأخرى قد آثرت الصمت عمّا يجري من أحداث مصيرية في كردستان , بل وتشير بعض المصادر إلى وقوف هذه القيادة إلى جانب الديكتاتور مسعود بارزاني , وهذا مما يثّبت صحة الادعاءات التي تقول أنّ مسعود قد اشترى ذمم جميع قيادات الحزب الشيوعي السابقة واللاحقة من خلال الرواتب التقاعدية التي يمنحها لهذه القيادات , كما إنّ صمت الحزب الشيوعي العراقي وممثلي التيّار المدني في مجلس النوّاب وعدم وقوفهم مع الشعب الكردي المتطلّع للحرية والخلاص من الديكتاتورية , يمّثل نقطة سوداء في تأريخ هذا الحزب وعموم قوى اليسار والقوى الديمقراطية في العراق , والاستمرار في هذا الصمت المخجل , ستترتب عليه آثار سياسية ستؤدي حتما إلى موت هذا التيّار الواعد والناشئ , وسيدفع بالقوى المناهضة للديمقراطية لتوجيه اتهاماتها لهذا التيّار بالانتهازية والوقوف إلى جانب الديكتاتور الكردي , والشعب الكردي الذي يخوض اليوم معركة الخلاص من الديكتاتورية , سينتصر حتما في هذه المعركة الفاصلة , وسيذهب مسعود ومن معه إلى مزبلة التأريخ , وسينزوي كل من وقف وساند وصمت عن أعماله التي أضرّت بالعراق والشعب العراقي في دائرة النسيان , وحينها لن يلقى الانتهازيون والوصوليون سوى الاحتقار من الشعب العراقي . |