وقع العراق منذ الأحتلال الأمريكي البغيض له عام 2003 بين فكي أمريكا وأيران وبين مطرقة وسندان باقي دول المنطقة (السعودية وتركيا وباقي دول الخليج)، حتى أحالوه الى دمار وخراب ووضعوه على سكة الضياع التي يسير عليها بكل ثبات!!.
المؤلم في أمر العراق أنه أصبح ساحة صراع لمصالح كل هذه الدول وباقي دول العالم في أختلافاتهم وتوافقاتهم على السواء!، وكان ثمن ذلك باهضا على العراق وشعبه.
لم يعد خافيا على أحد والعالم يعرف ذلك أيضا! بأن (داعش) صناعة أمريكية غربية أسرائلية بأمتياز!، والغاية من خلق وصناعة هذه العصابات الأجرامية هي لتدمير الأمة العربية المدمرة والمنقسمة أصلا! والأهم لتشويه صورة الأسلام، وقد كانت حصة العراق من شر (داعش) كبيرا ولازال شره وتهديده قائما.
أن كذبة التحالف الدولي ضد (داعش) بات يعرفها الجميع!، فمنذ اكثر من عام والطائرات الأمريكية وباقي طائرات التحالف الدولي(60) دولة! تضرب مقرات (داعش) في العراق، وداعش كل يوم تكبروتتمدد وتحقق الأنتصارات!!!!
أمريكا لا تسمح للعراق أن يتحرك مترا واحدا دون علمها وموافقتها!، وكل شيء يجب أن يكون تحت سيطرتها سياسيا وأقتصاديا وعسكريا، وخاصة في مجال التسليح!، وكيف أذا والعراق يشق عصا الطاعة عليها و يدخل ضمن تحالف رباعي عسكري تشكل روسيا طرفه القوي والرئيسي!!؟ (روسيا-أيران-سوريا-العراق).
هذا أذا عرفنا بأن الرئيس الروسي القوي (بوتين) يريد أن يعيد أمجاد الأتحاد السوفيتي السابق ولكن بروسيا قيصيرية جديدة أكثر قوة ودهاء وحكمة للحد من الصلف والأستهتار الأمريكي بالعالم منذ أنهيار الأتحاد السوفيتي السابق بداية تسعينات القرن الماضي، وليعيد لعبة توازن القوى في العالم بين روسيا و أمريكا، فلم يعد العالم يتحمل دكتاتورية سياسة القطب الواحد!!( أمريكا فقط).
لقد سبق للعراق أن دفع ثمنا غاليا عندما طلب من أمريكا أن تغادر العراق في 30/حزيران/2011 حسب الأتفاقية الأمنية الموقعة بين الطرفين ،لأن أمريكا لم تكن راغبة بذلك بل جاءت المغادرة بطلب وضغط أيراني على الحكومة العراقية!!؟
وقد ذكر حينها الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي(توماس فريدمان)، بأن مغادرة الأمريكان للعراق دون رغبتهم، سيجعلون الحكومة والشعب العراقي، يتوسلون ويلحون ويطلبون! عودة القوات الأمريكية للعراق؟! لما سيلاقونه من أهوال ومخاطر على الصعيد الداخلي والخارجي؟!!
وهذا ما حدث بالفعل!، حيث زادت أمريكا من سياستها لتدمير العراق سياسيا وأقتصاديا، وزرع الفتن وخلق المشاكل بين قادة الأحزاب والكتل السياسية ، وتكريس موضوع الطائفية والفرقة بينهم بشتى الوسائل والطرق، حتى أنهت ذلك ب(داعش)، التي أحتلت ثلث العراق!.
لقد فشلت كل الحكومات التي قادت العراق من بعد الأحتلال بسياسة مسك العصا من الوسط بين أمريكا وأيران!؟
المشكلة أنه في عرف السياسة الأمريكية لا توجد وسطية في العلاقات؟! فأما ان تكون مع أمريكا أو ضدها!!.
وهنا لابد من التوضيح بأن سياسة الحكومة العراقية منذ حكومة الجعفري ومن بعدها حكومة المالكي والعبادي الحالية تأثرت بشكل كبير ومباشربالضغط الأيراني عليها داخليا وخارجيا!!، ومن الطبيعي هذا يزعج أمريكا، بسبب الخلاف المزمن! بينهم منذ الثورة الأيرانية عام 1979 .
وعلى الرغم من الأتفاق النووي الأخير بين أيران ودول (5+1)، ألا ان أجواء التشنج السياسي والخلافات الستراتيجية بين أيران وأمريكا ودول الغرب لازالت قائمة!.
وبقدرما جاء التحالف الرباعي (أيران- سوريا- روسيا- العراق) ليس لدرء الخطر الداعشي عن العراق وسوريا حسب بل وللقضاء على هذا الأرهاب الخطير الذي بات بهدد العالم كله حسب ما تقول روسيا، ألا انه وبنفس الوقت زاد من حالة الأختناق والأختلافات وتشنج الأجواء السياسية بعموم المنطقة والعالم، هذا أذا ما علمنا بأن هذا التحالف مدعوم من قبل الصين وكوريا الشمالية!!.
وبقدر ما يرى العراق بأنه يمتلك السيادة والحرية في علاقاته وتعاملاته وتحالفاته وفق مصالحه الوطنية، ألا أن الأمريكان يرون في تحالفه تحديا لهم وخروجا عن طاعتهم؟!، وتحالف العراق الرباعي هذا مع (أيران وروسيا وسوريا) لن يمر مرورا عابرا فقد تكون نتائجه وخيمة وقاسية على العراق وشعبه؟!!.
|