• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : من وحي الطف ( ١ ) حزن الشيعة له جذور أصيلة .
                          • الكاتب : المرجع آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم دام ظله .

من وحي الطف ( ١ ) حزن الشيعة له جذور أصيلة

إنّ حزن شيعة أهل البيت (وفقهم الله تعالى وأعزّهم) بمناسبة مقتل سيد الشهداء الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، وسائر مصائب أهل البيت (عليهم السلام)، وإحياء مراسم العزاء وإقامة شعائره، والإغراق في ذلك وتحري المناسبات له، ليست أموراً اعتباطية جرهم إليها التعصب والشقاق، ولا هي عادات محضة أخذوها عن أسلافهم وجروا عليها تقليداً لهم، كسائر التقاليد والعادات التي تزاولها بعض المجتمعات، والتي ما أنزل الله بها من سلطان. وإنما هي نشاطات لها جذور دينية أصيلة، وقد قامت عليها أدلة محكمة رصينة، أخبتوا لها وتحملوا من أجلها ما تحملوا من مصاعب ومصائب.

فكما ألزمتهم الأدلة القاطعة بالتأسي برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والقبول منه، والتمسك بأهل بيته (صلوات الله عليهم) والائتمام بهم في دينهم، كذلك قد حَمَلهم النبي والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) بأقوالهم وسلوكهم على التعامل مع تلك الأحداث الفجيعة بهذا النحو من التعامل.

فقد استفاض عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحاديث الفريقين أنه أخبر عن ظلامة أهل بيته (صلوات الله عليهم)، ولاسيما الإمام الحسين (عليه السلام)، وذَكَر مصابهم فأكثر من البكاء عليها قبل وقوعها. وكذلك الحال في أمير المؤمنين (عليه السلام).
بل بكت الأنبياء (عليهم السلام) على الإمام الحسين (عليه السلام) في أعماق التاريخ. وبكته بعد مقتله الأرض والسماء دماً، كما روى ذلك الفريقان. بل ورد أن جميع الموجودات قد بكته في تفاصيل لا يسعنا سردها.

وقد عُدّ في النصوص من البكائين الصديقة الطاهرة الزهراء (عليها السلام)، لأنها أكثرت من البكاء على أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والإمام زين العابدين (عليه السلام)، لأنه أكثر من البكاء على أبيه الحسين (عليه السلام). وفي الحديث عنه (عليه السلام) أنه قال: «إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة لذلك».

وفي حديث الإمام الصادق (عليه السلام) عنه (عليه السلام) قال: «وكان جدي إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه».
وفي حديث عمارة المنشد قال: «ما ذكر الحسين بن علي (عليهما السلام) عند أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) فرُئيَ أبو عبد الله ذلك اليوم مبتسماً إلى الليل».

وكان هو وبقية الأئمة (عليهم السلام) يتحرّون المناسبات للحديث عن تلك الفجائع، والبكاء عليها، والحثّ على ذلك، وعلى إقامة المجالس المذكّرة بها. وما أكثر المآتم التي كانوا يقيمونها (عليهم السلام) بأنفسهم حينما يفد الشعراء عليهم ليذكروا مصابهم.

المرجع آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم دام ظله




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68856
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13