• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سوريا الباب الواسع وعودة الدب القطبي .
                          • الكاتب : حمزه الجناحي .

سوريا الباب الواسع وعودة الدب القطبي

خمسة سنوات مرت والأزمة السورية تتفاعل بقيادة أمريكا ودول من المنطقة تزود هذا التفاعل بالمال والسلاح والإعلام محاولة اسقاط الاسد وتقسيم سوريا وتغيير الوجود السوري على الخارطة العالمية ورسم معالمها من جديد .. كل هذه الفترة وروسيا كانت لها عدة وجهات نظر منها حفظ الوحدة السورية والإبقاء على مؤسساتها العسكرية والأمنية كدولة تعتبر لوقت قصير لاعب اساسي في المنطقة وكانت روسيا دائما ما ترفض التدخل العسكري في الشأن السوري وتدافع بأستماته ضد مقررات تصاغ في البيت الابيض وتقدم في اروقة الامن الدولي لتجد الفيتو الروسي بانتظارها والتهديد  بالإطاحة بكل هذه التوجهات وربما أهم هذه التوجهات الروسية وطول هذه الفترة هو مطالبتها بزيادة المباحثات والاتصالات بين الفصائل المقاتلة والحكومة السورية المتمثلة بالأسد كرئيس شرعي تعتبره وبدون أي نقاش منذ اندلاع الازمة حيث أنها دائما ما تحاول اثبات شرعية الاسد كرئيس لسوريا محاولة الابقاء عليه لأنه الوحيد القادر على اللعب بقوة للوقوف بوجه كل هذه المؤامرات القادمة من الدول العربية التي تمد النصرة وداعش والقاعدة بالمال والعتاد والتأجيج الاعلامي وإشعال الفتنة الطائفية الشيعية السنية والدول هذه تريد أن ترى النظام السوري  الاسدي وقد أطيح به ومنها السعودية وقطر والإمارات وبقوة تواجد الجارة تركيا التي فتحت حدودها على مصراعيها لدخول المتطرفين الى سوريا والى العراق ,, لم تتوقف روسيا عن محاولاتها طيلة هذه الفترة وهي تمد النظام السوري بالأسلحة والطائرات ولم تتردد مرة بالوقوف بجانب سوريا حتى اصبح واضحا لروسيا أن الاهداف الامريكية العربية التركية الاسرائيلية لم تصل الا لحالة واحدة هو القضاء على الدولة السورية وأفراغها من قوتها المعهودة لذالك وكما يبدوا أن الصبر الروسي لم يكن قادرا على الاستمرار الى الابد حتى أعلنها بوضوح من الان وصاعدا ان المستقبل السوري لا يمكن الا ان تكون لموسكو كلمة بشأنه وان على كل الاطراف المشتركة في تلك الازمة لايمكن لها تجاوز الدب القطبي والحديث بمعزل عنه طبعا أن  الايغال الامريكي بالشأن السوري ومحاولة ايصاله الى الحد الذي تعتبره امريكا النهائي وهو تفتيت الدولة السورية وعدم وجود أي خيارات أخرى جعل من موسكو أن تصمد وتدخل بقوة الى جوف الازمة وهذه المرة ليست من باب الدبلوماسية التي تفهمها موسكو بل من باب القوة التي تفهمها أمريكا واسرائيل والجماعات المسلحة باب اظهار العضلات بوضوح امام المتصارعين لترسل بقوات جوية الى قواعد روسية احييتها اليوم في اللاذقية وعلى سواحل الميا المتوسطية وتزويد سوريا بطائرات حديثة من طراز ميكويان غوريفيتش وطائرات الميغ الحديثة جدا وأعتده  وآلاف المستشارين  والضباط الروس وتزويد سوريا بكل متطلبات البقاء والبقاء هذه المرة ليست للوقوف بوجه الارهاب بل بالوقوف من أجل الانتصار ..
طبعا هذا الولوج السريع لروسيا جعل من امريكا اليوم تعتبر الاسد طرف مهم ففي التباحث مع الاطراف الاخرى بعد أن كانت لا تتحدث عنه ولم تعترف بوجوده وايضا اعتبار روسيا في الخطوات هي الضرورة الوجودية في التزامن التباحثي في القضية السورية ..
اهم الاهداف التي اطاحت بها روسيا في تحركها الجديد هو تقوية الاسد وأعادة الهيبة له ثانية ليفرد جناحية بمساعدة روسيا على كامل التراب السوري وايضا تراجع بعض القوى المارقة الصبيانية كما تعتبرها روسيا مثل تركيا وقطر والسعودية لانها ستعتبر من وجهة النظر الروسية عدوة او مخالفة لقواعد اللعبة الجديدة التي عليها الدخول بها مثل ما يريدون اللاعبين الكبار او الخروج منها بدون رجعة والهدف الاخر من تقويض الحلم الاسرائيلي بتمزيق سوريا وهي تجد دولة كردية مستقبلية متكونة من أكراد سوريا الحالمين والطامحين وبدفع واضح من قبل أكراد العراق والسيد  البرزاني بالذات هذا الهدف ربما بعد التدخل الروسي سيصبح حلما بعيدا على الاقل في المستقبل القادم المنظور ,, ومن الاهداف التي يجب عدم اغفالها من هذا التدخل ان ايران وطيلة فترة الخمس سنوات كانت الداعم الواضح للنظام السوري وبوضوح حتى أن العوائل المالكة في الخليج صار لديهم من الحساسية ما يكفي للدعم المناوئ لمعسكر ايران وسوريا لكن قرار بوتين الجريء اليوم بهذه الكيفية التي غيرت المعادلة جعلت من ايران اللاعب الذي لا يشق له غبار وهو اللاعب الاكثر صبرا بالاستمرار وعدم التراجع من التزاماته لجبهة القتال السورية اللبنانية المتمثلة بحزب  الله والبقاء طويلا في الساحة دون التراجع جعل منه اليوم يظهر بصورة المارد الجديد في المنطقة او اللاعب الذي يعرف كيف يحرك قطع الشطرنج على الرقعة وفي أي وقت يشاء ..
طبعا روسيا لم تتحرك بخطوتها هذه دون النظر الى المستقبل وأنها تقدم على كل ذالك دون الحصول على مكاسب وهذا مستحيل فروسيا لها سياسة ولها أهداف استراتيجية في سوريا كحليف في المياه الدافئة هي والعراق كذالك محاولة روسيا الظهور ثانية بقوة القطب الاخر من العالم وعدم ترك امريكا تقرر وحدها رسم السياسات الخارجية بمعزل عن روسيا ,,وهذا بدا واضحا من سياسة رجل المخابرات الروسي فلاديمير بوتين وهو يحاول جاهدا اظهار الدولة الروسية بمظهر القطب او الدولة المنافسة على زعامة العالم وهذه المرة من بوابات مختلفة في  سوريا والقرم وربما غدا من بوابة  العراق بعد ان تصل الاحوال في المناطق التي تدخلها امريكا مشابهه لما يحصل وحصل في سوريا وبالتالي تجد نفسها مضطرة بالتدخل بنفس الكيفية .
العراق—بابل
Kathom 69@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69037
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19