• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من هو ابو محمد الطحاوي الذي افرجت عنه الاردن موخراً؟ .
                          • الكاتب : احمد حبيب السماوي .

من هو ابو محمد الطحاوي الذي افرجت عنه الاردن موخراً؟

هو عبد القادر شحادة الملقب بـ (أبي محمد الطحاوي) رجل دين أردني من مواليد مدينة أربد يعتبر احد منظري تنظيم التيار السلفي الجهادي في الاردن ومن قادة الصف الاول للتنظيم بجانب كل من عصام محمد العتيبي المعروف بـ (أبي محمد المقدسي) و عمر محمود عثمان المعروف بـ (أبي قتادة ) .
تدرج في دراسته الشرعية وانظم في بداياته الى حركة الاخوان المسلمين في الاردن في فترة الصحوة الاسلامية خلال الثمانينات من القرن المنصرم ثم انتقل بعدها الى السلفية الجهادية التي أسسها ووضع لبناتها الاولى كل من ابو محمد المقدسي وابو مصعب الزرقاوي وذلك في بداية عقد التسعينات اثناء عودتهم من القتال في افغانستان حيث ساعدهم في ذلك المناخ العربي العام والاردني خصوصاً الذي كان يخيم على الاجواء آنذاك  والذي تزامن مع عودة الاف العاملين الاردنيين من دول الكويت والسعودية بعد حرب الخليج الاولى ورجوع الجهاديين الاردنيين من افغانستان . 
تاثر ابو محمد الطحاوي كغيره ممن سبقه بأفكار حسن البنا وسيد قطب وعبد الله عزام حول الحاكمية وتطبيق شرع الله وشرائط الجهاد ، اما من المشايخ المعاصرين فكانت لافكار ابو محمد المقدسي الاثر البالغ في نفسه وكان يروج لها في كثير من المحافل واللقاءات وكان يخاطبه بكلمة استاذي اثناء المكاتبات بينهم ولكنه سرعان ما مال بافكاره الى ابو مصعب الزرقاوي وما يحمله من افكار متشددة وذلك اثناء احتدام الخلاف بين المقدسي والزرقاوي حول منهج سلمية الدعوة داخل الاردن التي انتهجها المقدسي وخالفه فيها الزرقاوي الذي يرأى ان العمل المسلح شرطاً اساسياً للتغيير .  
لم يعرف عن ابو محمد الطحاوي اشتراكه في أية أعمال عسكرية او انتمائه لاي تنظيمات جهادية مسلحة مقارنة بالقيادات الجهادية الاخرى التي كان للعمل المسلح دوراً كبيرا في تشكل افكارهم وارائهم ومع هذا يعتبره الكثيرون من اكثر القيادات المتشددة فكريا في التنظيم مما جعله مطاردا من قبل جهاز امن الدولة الاردني حيث تم اعتقاله اكثر من مرة بعضها احترازياً واخرى عن اتهامات امنية اخرها كان لمدة عام ونصف على خلفية أحداث العنف التي رافقت مظاهرة نظمها السلفيون الجهاديون في مدينة الزرقاء في نيسان عام 2011 طالبوا خلالها بتطبيق الشريعة الإسلامية في الحياة العامة ، ورافقت المظاهرة حمل الأسلحة البيضاء،  والأسلحة النارية من قبل المتظاهرين ، نتج عنها حدوث اشتباكات مع رجال الامن وكان الطحاوي ممن حشدوا لهذه المظاهرة ثم بعد ذلك اطلق سراحه بكفاله وأعيد بعدها اعتقاله في كانون الثاني 2013 بسبب التغيب عن حضور جلسة المحاكمة في القضية نفسها، وكانت تهمته الشغب والقيام بأعمال إرهابية وإثارة الفتنة الطائفية ودعمه وتأييده لتنظيم الدولة الإسلامية  . 
اما موقفه من الازمة السورية فنتيجة لتاثيرات الحرب وتداعياتها على دول المنطقة فقد ابدى التيار السلفي الجهادي في الاردن ترحيبه وتاييده لاسقاط نظام بشار الاسد وكان الطحاوي اول من دعى للقتال إلى جانب الشعب السوري ضد النظام هناك ، على اعتبار أن "الجهاد في سورية قد توفرت شروطه" حسب رأيه ، ومع هذا فان التيار السلفي لم يسلم من الانقسام والتشتت حول مواضيع خلافية مثل بيعة الخلفية وشرعية الجهاد لدى الجماعات المقاتله الرئسية على الساحة السورية فأنقسم التيار الى مجموعتين : 
المجموعة الاولى اطلقت على نفسها أبناء "دعوة التوحيد والجهاد" والتي اعلنت رسميا ببيان تأييدها  لتنظيم الدولة في إعلانها "دولة الخلافة الإسلامية" وبيعة ابو بكر البغدادي خليفة للمسلمين وقد تراس هذا التوجه ابو محمد الطحاوي الذي قال ان  "الدولة الاسلامية ليست “فقاعة” كما يقولون والتحالف الدولي حرب على الله ورسوله" ، وبذلك اصبح الطحاوي احد دعاة تنظيم الدولة الاسلامية وبشكل علني من خلال الموتمرات والتجمعات الشعبية ومباركته فتوحات العراق والتي أسماها بـ"قادسية البغدادي" كما دعا الى تجنيد الشباب الاردني للقتال مع الدولة الاسلامية والتخلي عن جبهة النصرة وغيرها من الفصائل الاسلامية المقاتلة  . 
المجموعة الثانية من التيار السلفي الجهادي وعلى راسهم ابو محمد المقدسي فقد وقفت بالضد من تنظيم الدولة الاسلامية وأعطى تأييده لجبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة وفصائل اخرى ويرى بعدم شرعية تنصيب زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين .
اخيرا ما الذي جعل السلطات الاردنية تطلق سراحه في مثل هذه الاوقات العصيبه هل هناك بوادر تغيير بمواقفه الفكريه اتجاه الصراع في سوريا وكما حدث سابقا مع شيخه المقدسي ام هنالك خفايا اخرى .
 
Alsamawe99@gmail.com 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69201
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19