• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في ركضة طويريج: الحسين مدرسة متكاملة في كل شيء! .
                          • الكاتب : امل الياسري .

في ركضة طويريج: الحسين مدرسة متكاملة في كل شيء!

الصمت يغزو العالم بعد صلاة الظهر، ليوم العاشر من محرم الحرام سنة 61 للهجرة، وفي بقعة من كربلاء، حيث الحرية الحمراء، تطلق صرختها بقمة شموخها: هيهات منا الذلة فأي كبد للرسول فريتم؟ وأي دم له سفكتم؟ وأي كريمة له أبرزتم؟
إعداد النفس المؤمنة الراضية، في ضوء منهاج ثورة الإمام الحسين، يتطلب إستحضاراً للعَبرة والعِبرة في وقت واحد، ليسجل الأنسان موقفاً حقيقياً، غير قابل للمقايضة فأنت حسيني الفعل والقول، والحرارة التي لا تظمئ في داخلك، دليل عشقك لأبي الأحرار (عليه السلام)!
ركضة طويريج الخالدة، طقس ديني مقدس لزوار العاشر من محرم، يوم إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام، إنها العقول، والقلوب، والضمائر، كلها تركض نحو الجسد الطاهر المضرج بالدماء، لتنظر نوره الثاقب الى السماء السابعة، ولتندب واقعته الأليمة، التي هزت العالم بأسره!
إستجابة أسس لها لتكون رمزاً، يؤرخ نصرة الشيعة لأبي الأحرار والشهداء، حين أطلق صيحته، ألا من ناصر ينصرني؟ فجاءت الملايين لتلبي النداء، بوقت قرر الباريء عز وجل، اللقاء بسبط المصطفى، بعد ظهيرة حرى، وقلوب عطشى، ونساء بلا معين أو رجوى! 
مسيرة عزاء مليونية عالمية، تروي ملحمة الصمود والتحدي، وثورة سكنت فيها الأنفاس، وسكتت الأجراس، وعرج بالرأس الشريف عالياً، وكأن العليم الحكيم ما خلق الإنس والجن، إلا ليركضوا نحو سيد الشهداء، حيث كتب عنه في يمين العرش، (مصباح الهدى وسفينة النجاة). 
جحافل المجد والحرية، قدمت كالسيول لركضة طويريج، لتصدح لا يوم كيومك يا أبا الأحرار، ولنواسي عقيلة الطالبين، الحوراء زينب عليها السلام، التي تكفلت بالأطفال والثكالى، بعد إستشهاد حامل لواء البيت العلوي، أبي الفضل العباس عليه السلام، فطوبى لمن ركض وواسى! 
إن جميع الزائرين المتوجهين، في ركضة طويريج، يحلمون بأن يكونوا ممن تسجل أسماءهم، في خدمة الثورة الحسينية، ليكون لهم قدم صدق عند مليك مقتدر، بجوار أصحاب الحسين، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام، ففي الركضة يتحرك كل شيء للحسين! 
ركضة طويريج تُرسل رسالة للعالم أجمعه، وتنادي الحسين مدرسة متكاملة في كل شيء، فهو إسطورة خالدة للشهادة، من أجل الدين والمقدسات، إنه ثورة ضد الطغيان والفساد، لأنها إنتفاضة الإصلاح، والحق على الباطل، إنها ركضة نحو الجنة، فيا ليتنا كنا معهم!  
منذ أن أقيمت الشعائر، في 1303 للهجرة في مدينة الحلة، أنتجت مسيرة طويريج، ثقافة الرفض الحسيني لحكم الطاغية، ورسخت أركان الإسلام في نفوس المسلمين، وزادته قوة وتأثيراً، فالدماء الطاهرة التي طافت حولها السيوف، باتت شموساً للحرية، تضيء الدرب لأنصار الحسين!  

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/10/27 .

السيدة ٱمل الياسري
السلام عليكم
البحث في عمق نهضة الامام الحسين .ع. المتمثله في واقعة الطف ٱلأليمة .يقودنا الى كثير من العبر والدروس .التي ستبقى وعلى مر الزمان منار للحرية ومقاومة الظالمين .فهي لم تنحصر في معاني معينة ..لأٱن القائم بتلك النهضة ليس رجل عادي .من عامة القوم بل هو ٱمام مفترض الطاعة وحفيد رسول رب العالمين محمد .صل الله عليه وٱهله وسلم ..فكان لابد ٱن تشغل تلك الواقعة مساحة كبيرة جدا من ظمير ٱلأمة وفكرها وديمومة وجودها .وتٱخذ لها ٱبعاد ٱنسانية ودينية وٱخلاقية .وتصبح حدث عظيم .في حياة ليس المسلمين بوجه العموم بل تتعداه الى فضاء ٱوسع ٱلأوهو ٱتباع كل الديانات .الذين قاسموا المسلمين عامة والشيعة خاصة ٱحزان تلك الواقعة وما ٱفضت اليه من بشاعت الجريمة التي هزت وجدان البشرية بعد جرائم نفر من البشر باع نفسه للشيطان فحارب ٱولياء الله بدٱ من جريمة قتل السيد المسيح .ع. بالصلب والتعذيب الى ٱهداء رٱس نبي الله يحيى وٱهداءه الى ٱحد الباغيات .في تحد سافر لحدود الله ومحاربة ٱولياءه .ومحاولة ٱطفاء نور الله سبحانه المتمثل بتلك الانوار من خلص البشر .فكان الخلود لهم عنوان .ويمضي مشروعهم ٱلأصلاحي ينتقل عبر الاجيال .ليثمر ويزهر .
ركضة طويريج نموذج للتفاعل الحي مع مضامين رسالة ٱبا الاحرار .ع. وتلبية نداء الواجب لتلك الصيحة الخالدة .التي ٱطلقها ٱمامنا الشهيد .ع. وهو الموقن بملاقات ربه قريبا .وملبي دعوة جد الرسول الاعظم .ص. الذي كان يناديه العجل .العجل .ياحسين .يسقي بيديه المباركتين من حوض في الجنة شربة ماء لايظمٱ شاربها العطش ٱبدا .ٱصحابه المستشهدين بين يديه ..بل ٱراد للامة كلمة سر تنطلق فيها الجحافل المؤمنة لتلبية دعوة الداعي للحق .مولانا وقائدنا ٱرواحنا لمقدمه الفداء الطالب بدم المقتول بكربلاء .بقية الله في ٱرضه صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69213
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3